موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

محمد قحطان.. حين اختُطف السلام

عشر سنوات من الغياب القسري لصوت العقل والحوار في اليمن

 

كتب/ وليد ابوبكر المعلمي:

قبل عشر سنوات وتحديدا في أبريل من العام 2015، أُسدل الستار على واحدة من أهم محطات الحوار السياسي في اليمن، ليس فقط بإطلاق رصاصة الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية بانقلابهاعلى الدولة ومؤسساتها، ولكن أيضًا باختطاف أحد رموز التوافق وصناع السلام في اليمن .. محمد قحطان، السياسي البارز وعضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأحد أبرز المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني.

لم يكن محمد قحطان رجلاً عادياً في زمن الاستقطاب الحاد، بل كان من أوائل الأصوات التي نادت بالحوار حتى مع الحوثيين، ودعا إلى تغليب منطق السياسة على منطق السلاح، وكان يؤمن أن اليمن وطنٌ يتسع للجميع، لا وطنٌ يُختزل في جماعة أو طائفة لذا كان مهندس التوافقات السياسية والمقاربات الفكرية والتكتلات الوطنية.

وكان يسعى ومعه الكثير من عقلاء اليمن لكبح جماح التهور الحوثي في رمي اليمن في اتون الاقتتال حاول قحطان مع المرحوم د. عبدالكريم الإرياني ان يكون صوت الحوار والعقل بديلا لاصوات الرصاص والمدافع لكن دون جدوى فالحوثيون جماعة لا تعيش إلا في الحرب.

“الحوار ليس خيارًا بديلًا عن الحرب، بل هو الخيار الوحيد لمن يريد إنقاذ هذا الوطن من الغرق.”

بهذه الكلمات، لخص محمد قحطان رؤيته لمستقبل اليمن، لكنه دفع ثمنها غالياً، عندما اختطفته مليشيات الحوثي من منزله في صنعاء، ليُغيّب قسرًا منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، دون السماح لعائلته بزيارته أو حتى الحصول على معلومات دقيقة عن وضعه.

اختطاف محمد قحطان لم يكن مجرد اعتقال سياسي، بل كان رسالة عنيفة لكل دعاة التعايش، ونسفًا متعمدًا لمسار الحوار الوطني، ومحاولة لإسكات صوت يمثل شريحة واسعة من اليمنيين الذين يؤمنون بالحل السلمي ويقاومون منطق الحرب العبثية.

عشر سنوات مضت، تغيرت خلالها التحالفات، وتبدلت المواقف، ووقّعت اتفاقات تبادل أسرى، لكن اسم قحطان ظل حاضرًا في القلوب وغائبًا في الواقع، وكأن بقاءه في غياهب السجون أصبح شرطًا لغياب العقل والمنطق عن المشهد.

نداء من قلب الجرح

إن استمرار احتجاز محمد قحطان هو جريمة إنسانية وقانونية وأخلاقية، ويجب أن لا تمر بصمت. صمته الإجباري هو صمت وطن بأكمله، وطن أنهكته الحرب ويحن إلى صوت الحكمة.

ندعو المجتمع الدولي، والمبعوثين الأمميين والدولينن، وكل القوى الفاعلة في الداخل والخارج، أن يجعلوا من قضية محمد قحطان أولوية عاجلة في أي مسار سياسي أو تفاوضي، لأن السلام لا يمكن أن يُبنى بينما صانعوه يقبعون خلف القضبان.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد