وجهت عدد من القيادات النسائية في مدينة عدن رسالة الى السيد غريفيث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن .. طالبت فيها تمكين النساء من الاسهام والمشاركة في مختلف مهمات بناء وصناعة السلام والمشاورات والمفاوضات وفي مهام العدالة الانتقالية والمرحلة الانتقالية .
وأكدت القيادات النسوية برسالة تلتها رضية شمشير الناشطة الحقوقية وفي قضايا المرأة والمجتمع وعضوة مؤتمر الحوار الوطني ضمن اعمال ورشة العمل التي نظمها مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان والتي كانت بعنوان : (دور المرأة في بناء السلام والمفاوضات والتحولات الانتقالية).
وجاء في رسالتهن الى السيد غريفيث المبعوث الاممي لليمن: اننا نحن النساء من القيادات النسوية والناشطات في العمل السياسي والمجتمعي والحقوقي والأكاديمي والقضائي والقانوني والصحفي والاعلامي في مدينة عدن وأبين .. ونحن مجتمعات الاثنين الموافق 3 سبتمبر 2018م للمشاركة في ورشة عمل ينظمها مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في عدن بعنوان: “دور المرأة في بناء السلام والتفاوض ومهام المرحلة الانتقالية”.
واضافوا القول : رأينا واتفقنا على أن نبعث لكم رسالتنا هذه مطالبين فيها بضرورة بل واهمية اشراك النساء في اليمن عموما وفي مدينة عدن التاريخية (العاصمة المؤقتة ) بوجه خاص .. والتي شهدت وتشهد دور كبير وهام للنساء في مختلف الفعاليات والمهمات والانشطة السياسية والاجتماعية والحقوقية والإنسانية المرتبطة بمواجهة وتحمل أعباء الصراعات والأزمات والحروب في اليمن.. خاصة وانها احدى المدن التي عانت بشكل كبير ومازالت من دورات الصراع وتضررت من النزاعات التي تدركونها ولا شك .
واوضحت القيادات النسوية في رسالتهن الى ما يتم من تجاوز حقوق النساء في مختلف مهمات الشراكة.. وهو ما يدعونا اليوم لمطالبتكم بضرورة بل وأهمية اشراك النساء في مختلف المهمات ومنها ما يتعلق بإعادة بناء وصنع السلام والمفاوضات واللجان الفنية والتقنية والتشاورات.. وما يليها من المهام المتعلقة بالعدالة الانتقالية والتحولات الانتقالية ،وبالذات تلك التي تتولون تنظيمها وادارتها والإشراف عليها وتساهم فيها الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة… إضافة إلى مطالبتنا لكم بأهمية سعيكم بالضغط على كل الأطراف من أجل ضمان تمثيل النساء ومشاركتهن على قدم المساواة الكاملة وكعنصر فاعل في جميع الجهود الرامية الى الحفاظ على السلام والأمن وتعزيزهما، وتمكينهن من المشاركة بفعالية في مختلف المهمات احتراما للمواثيق الدولية المعنية بحقوق النساء وبالذات “اتفاقية مناهضة التمييز ضد النساء – سيداو ” ،وكذا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (1325) (2000) بشأن المرأة والسلام والامن القرار الذي تضمن جدول أعماله أحكاما محددة لمفاوضات واتفاقات السلام.. والذي سلم بتأثير النزاعات المسلحة على النساء والفتيات وأكد على دور النساء في جهود بناء السلام.
واكدت القيادات النسوية في ختام رسالتهن بأن كل ما يتعلق بهذه المهمات ( بناء السلام ووقف الحرب والمفاوضات والعدالة الانتقالية والتحولات في المرحلة الانتقالية ….) ترتبط استراتيجيا بالترتيبات النهائية المتعلقة بمستقبل وحياة اليمنيين والذي تشكل فيه المرأة نسبة تزيد عن الـ 50% من عدد السكان، الأمر الذي يجعل من حقها المشاركة بفعالية لضمان نجاح وتحقيق هذه المخرجات والنتائج على المجتمع.
وقد تضمن برنامج ورشة العمل استعراض الورقة التي قدمها الأستاذ/ محمد قاسم نعمان – رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان بعنوان : ( دور المرأة في بناء السلام والمفاوضات والتحولات الانتقالية ).
وتناول في ورقته التهميش الذي تتعرض له المرأة في حقها في المشاركة والتمكين استنادا الى الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق النساء وابرزها ” اتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة (سيداو ) وقرار مجلس الامن رقم 1325 – 2000 المتعلق بتأكيد دور المرأة في السلام والامن وكذا تجاهل القوانين الوطنية التي تؤكد على حق المساواة وكذا تجاهل ما تضمنته مخرجات الحوار الوطني بشأن المساواة وحقوق النساء وبالذات ( حصة المرأة في مختلف مواقع الوظائف الحكومية ومواقع صنع القرار ( كوتا لا تقل عن 30% ).
كما أوضح الأستاذ نعمان في ورقته الى ان أن ما نشاهده اليوم في اليمن باستثناء مشاركة النساء والجهات الفاعلة في المجتمع المدني من المحادثات والاتفاقات واللقاءات والمشاورات التي تجرى سواء في اطار المسؤولين واطراف النزاع والحرب داخل اليمن أو من قبل الجهات والأطراف الدولية والمجتمع الدولي وفي مقدمتهم المعنيون في متابعة وإدارة المشاورات واللقاءات والمحادثات التي جرت وتجرى ونعني بهم بدرجة رئيسية الأمانة العامة للأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الامن والمنظمات الدولية ذات العلاقة .
وقال مؤكدا أن تمكين النساء في الازمات والصراعات امر حيوي .. حيث أن المرأة تشكل 50% من سكان العالم لذلك يجب ان تكون جزء من الحل في مختلف المشكلات والصراعات والحروب التي تعيشها مختلف الدول والمجتمعات لذلك فأنه في حالة النزاعات المسلحة والحروب والأزمات فانه من الضروري الوصول الى مختلف النساء والمنظمات النسائية من الحضر والريف والتشاور معها بانتظام .
وقال انه ورغم ان المحادثات والاتفاقات التي تتم في مرحلة المشاورات التمهيدية السابقة لوقف ( اطلاق النار – الحرب ) . والسابقة للتفاوض تشكل تحديا كبيرا امام مشاركة المرأة والمنظمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني ، كونها تحدد مرحلة وهيكلة المحادثات الرسمية وما يليها.
وأشار الى أن الأدوار التي يمكن للمرأة ومنظماتها المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني عموما ان تسهم فيها وتلعبها كثيرة ومهمة .. اذ يمكنهن الجلوس على طاولة المفاوضات الرسمية او في لجان تقنية او في لجان فرعية ، او يمكن كذلك ان يسهمن من خارج المحادثات الرسمية بحيث ينخرطن كأطراف فاعلة في المجتمع المدني .
وأوضح الأستاذ/ نعمان الى ان دور المرأة اليمنية في المشاركة في اللقاءات والتشاورات والحوارات ذات العلاقة بـ ” النزاع والحرب الدائرة في اليمن ” تحكم تأثيرات ورغبات بعض الأحزاب السياسية والتي تتولى التأثير وتقديم أسماء النساء المقترحة للمشاركة في اللقاءات والحوارات والتشاورات .. مما يعني تغييب مشاركة ومساهمة التمثيل الحقيقي للنساء الفاعلات والناشطات في مواقع الصراع والحرب اللاتي يتعاملن مع نتائجها واثارها وتبعاتها داخل المجتمع من خلال العديد من الاعمال والأنشطة والمهمات الإنسانية بينهن قيادات في منظمات المجتمع المدني وناشطات بارزات – كما هو الحال في مدينة عدن .
كما تضمن البرنامج استعراض التقرير التحليلي الذي قدمه الدكتور علي الدوش مسؤول المتابعة والتقييم في مركز اليمن .. حول نتائج الاستبيان الذي تم توزيعه على عدد من القيادات النسائية في عدن ( المحددة اسمائهن في بداية التقرير التحليلي ) .
وقد تضمن هذا التقرير تناول عدد من القضايا الهامة المتعلقة بدور المرأة في مدينة عدن في مواجهة الحرب ونتائجها وما تعرضت له المرأة من هذه الحرب وموقفها من الحرب الدائرة في اليمن .. والمعوقات التي تواجهها المرأة وتحد من جهودها في بناء السلام ودور المرأة في المشاركة بجهود السلام ودور المرأة العدنية في المساعدة على نجاح جهود المبعوث الاممي في بناء السلام وابرز القضايا التي يمكن للمرأة المشاركة فيها في الجهود نحو تحقيق السلام .
وأشار الدكتور/ علي الدوش في مقدمة تقريره التحليلي للاستبيان الى ان هذا التقرير يتضمن عرضا تحليليا لنتائج التي تفضلت بالإجابة عليه عدد من القيادات والناشطات من النساء من مدينة عدن في المجالات الاكاديمية والمدنية والحقوقية والسياسية والقضائية والاجتماعية والإعلامية، منوها الى ان التقرير يعطي صورة موجزة لمجمل الآراء الحرة التي عكست الخبرات الكبيرة والواسعة لدى النساء في مدينة عدن ..
وعند تحليل نتائج الاستبيان نجد ان المشاركات فيه قد اجمعن بان المرأة في عدن قد تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الحرب في مختلف مجالات حياتهن ..
وحول مساهمة المرأة بعدن في عمليات بناء السلام .. أوضح التحليل ان هناك معوقات حدت من نشاطها في هذا المجال .. الا ان اكثر من 71% اكدن مشاركتهن في بناء السلام رغم كل المضايقات والصعوبات ..
كما ورد في التقرير التحليلي عن اهم المعوقات التي تقف امام مساهمة المرأة ومشاركتها في جهود بناء السلام والحلقات المرتبطة بها .. وحول تقييم النساء في عدن لجهود المبعوث الاممي في بناء وصناعة السلام توقعت 63% من النساء في عدن المشاركات لمشاركات في الاستبيان بنجاح المبعوث الاممي في خلق توافق بالعودة الى المفاوضات ..
فيما بنت 37% باحتمالات فشل المبعوث الاممي في مهمته هذه وقدمن الملاحظات المتعلقة بتوقعاتهن هذه ..
كما تناول التقرير التحليلي لنتائج الاستبيان الدور الذي يمكن للمرأة العدنية القيام به في المساعدات على نجاح الجهود الأممية ..
وتناول أيضاً ابرز قضايا السلام التي يمكن للمرأة في عدن المشاركة فيها ..
واختتم الدكتور علي الدوش في تقريره التحليلي لنتائج الاستبيان الذي اجرى مع عدد من القيادات النسائية في عدن .. قدم عدد من المقترحات التي يمكنها ان تساعد المرأة العدنية وتعزز من دورها في جهود بناء السلام (16 مقترح) .
وقد تخلل اعمال الورشة العديد من المداخلات والمناقشات التي شاركن فيها المشاركات في اعمال الورشة.