دانت ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن القصف الذي شنَّته ميليشيات الحوثي الانقلابية على مخيَّم للنازحين بمديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة.
وقالت غراندي في بيان بثه موقع أخبار الأمم المتحدة: «ندين الهجوم بشكل لا لبس فيه، ونقدِّم تعازيَنا العميقة لأسر الضحايا»، مضيفةً أن ما يحدث في اليمن صادم ولا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك.
وأوضح البيان أن عدداً من الناجين يُعالجون في مستشفى ميداني في المخا بمحافظة تعز، وأن الشركاء العاملين في المجال الصحي على أتمّ الاستعداد لنقل المصابين بجروح خطرة إلى عدن، فيما يتم إيصال المساعدات على وجه السرعة إلى الأسر التي بحثت عن ملاذ آمن في مخيم النازحين.
وكانت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران قد قصفت، يوم الجمعة الماضي، بثلاثة صواريخ كاتيوشا مخيم بني جابر في مديرية الخوخة، الذي يشرف عليه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
إلى ذلك، قتل قياديون ميدانيون تابعون للميليشيات الحوثية في الوقت الذي دعت فيه قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن سُكّان مدينة الحديدة، غرباً، وبشكل خاص السائقين ومستخدمي الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء، إلى الابتعاد عن المنطقة الواقعة بين دوار مطاحن البحر الأحمر ومثلث كيلو (16)، شرق مدينة الحديدة، الرابط بين صنعاء والحديدة.
جاء ذلك في الوقت الذي دفعت به قوات الجيش الوطني بتعزيزات عسكرية جديدة لاستكمال تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، واستمرار قوات الجيش بعملية تمشيط واسعة لجنوب الحديدة، بالتزامن مع إحكام سيطرتها على سلسلة جبال في الأجزاء الشمالية من مركز مديرية باقم بمحافظة صعدة، معقل الانقلابيين، ومواصلة معاركها في محافظة البيضاء، وسط اليمن، وأشدها بمديرية الملاجم، شرق البيضاء، وسقوط قتلى بينهم اثنان من قيادات الحوثي في معارك شهدتها مقبنة، غرب تعز، عقب إفشال قوات الجيش الوطني عملية تسلل إلى مواقعه.
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة إن «قيادات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أطلقت نداءات عاجلة لأبناء مدينة الحديدة وجاء في النداءات: إن ما تقوم به ميليشيات الحوثي في مدينة من تدمير للطرق والبنية التحتية وتقطيع أوصال المدينة والتضييق على أبنائها ما هو إلا هدر لمقدرات الشعب».
وذكر المركز أن «قيادة التحالف العربي أكدت في ندائها أن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تروج لانتصارات لا وجود لها إلا في ميادين وسائل التواصل الاجتماعي، وفي منابرها، لذا ندعوكم إلى تحكيم العقل وعدم تصديق ما تروِّجه هذه الفئة التي أهلكت الحرث والنسل»، وأن ذلك من أجل «سلامتكم والحفاظ على أرواحكم وممتلكاتكم هي أولوياتنا لذا ندعوكم بعدم الانصياع إلى القتال إلى جانب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران أو المساهمة في قتال خاسر!».
ودعت قيادة التحالف العربي: «السائقين، ومستخدمي الطريق من الحديدة إلى صنعاء للابتعاد عن المنطقة المؤشرة في الخريطة بالخط الأحمر، التي تقع من دوار المطاحن إلى كيلو (16)، وذلك حفاظاً على سلامتهم ولكي لا يكونوا عرضةً للنيران العشوائية التي تطلقها ميليشيات الحوثي».
تزامن ذلك مع قيام ألوية العمالقة من الجيش الوطني بعملية تمشيط واسعة للمزارع المحاذية لمدينة التحيتا، جنوب الحديدة، باتجاه مديرية زبيد، حيث باشرت عملية تمشيط في المزارع التي تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وبإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشعبية الذي دمر إحدى دبابات الميليشيات الانقلابية أثناء عملية التمشيط كانت تتمركز في التحيتا وكانت ميليشيات الانقلاب تستخدمها لاستهداف منازل المواطنين في التحيتا، طبقاً لما أكده مصدر في المقاومة الشعبية التهامية لـ«الشرق الأوسط».
كما تزامن مع «دفع قوات ألوية العمالقة وبدعم من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، تعزيزات عسكرية انطلاقاً لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من الميليشيات الحوثي الموالية لإيران»، طبقاً لما أورده المركز الإعلامي لألوية العمالقة الذي أوضح أن «قوات ألوية العمالقة تواصل دفعها بالتعزيزات العسكرية استعداداً للعملية العسكرية التي سوف تقوم بها لاستكمال تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من ميليشيات الحوثي».
وأكدت أن «الدفع بتعزيزات عسكرية باتجاه منطقة كيلو 16 والطريق التي قطعت بها مدينة الحديدة من صنعاء وقطعت خط إمداد ميليشيات الحوثي إلى مدينة الحديدة».
يُذكر أن قوات ألوية العمالقة تمكَّنت من السيطرة على الخط الرئيسي الذي يفصل مدينة الحديدة عن العاصمة اليمنية صنعاء من كيلو 10 التابع لمديرية الحالي بمدينة الحديدة.
وأفادت مصادر بأن الساعات الماضية شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الانقلاب في منطقة كيلو (10) القريبة من مثلث كيلو (16) بمديرية الحالي، فيما شنَّت مقاتلات تحالف دعم الشرعية غاراتها الجوية على تعزيزات وثكنات عسكرية كانت متمركزة في عدد من المزارع شرق منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، جنوباً، ما كبَّد الانقلابيين خسائر بشرية ومادية.
وللردِّ على خسائرها وتحضيرات قوات الجيش الوطني لاستكمال تحرير مدينة الحديدة، كثفت ميليشيات الحوثي من قصفها على منازل المدنيين في كلّ من مدينة التحيتا ومدينة حيس والدريهمي، جنوب الحديدة، وتسببت بوقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين وألحقت أضراراً جسيمة في المنازل الشعبية.
وتتعمَّد الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران قصف المدن والأحياء المكتظة بالسكان بشكل عشوائي في كل أرجاء الساحل الغربي مما خلَّف سقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى منذ بداية الحرب، كما تواصل استهدافها المدنيين الذين يريدون النزوح من المدن المسيطرة عليها، بل تطاردهم إلى مخيمات النازحين وتستهدفهم بقذائفها وصواريخها.
وقالت «العمالقة» في بيان لها إن «ميليشيات الحوثي استهدفت أسرة كاملة بقذائف الهاون أثناء محاولتهم النزوح من مدينة الدريهمي باتجاه مديرية الخوخة، حيث تعرَّضت الأسرة لقصف ميليشيات الحوثي أثناء خروجهم من مدينة الدريهمي بغية النزوح إلى مدينة الخوخة من أجل اللحاق بالأسر النازحة في مخيمات الخوخة».
وأوضحت أن «الأسرة مكوَّنة من أب وأم وثلاثة أطفال أصيبوا جميعهم إصابات بين متوسطة وخطيرة»، وأن «مصدراً طبياً في مستشفى الدريهمي الميداني أوضح أن الأم حالتها خطيرة جدا ومن المحتمل تحويلها إلى العاصمة عدن هي وأطفالها الذين تحرّج تصويرهم من مأساوية المنظر، أما رب الأسرة فقد أصيب بجروح كثيرة في جسمه لكن حالته تعتبر أفضل مقارنة بحال زوجته وأطفاله الثلاثة».
وفي تعز، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة مقبنة، غربا، إثر هجمات شنتها ميليشيات الانقلاب على مواقع الجيش المحررة في محيط تبة الخزان بقبهان ووادي الجسر، ما خلف سقوط قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين بينهم قيادات ميدانية، طبقا لما أكده مصدر في محور تعز العسكري لـ«الشرق الأوسط»، كما أكد مصدر ، أيضاً، مقتل نحو 15 انقلابياً في المعارك، بينهم قياديان ميدانيان، المدعو أبو مالك، قائد المجاميع التي شنت الهجوم على مواقع الجيش الوطني، وقيادي آخر يدعى أبو مهران، بالإضافة إلى إصابة عدد آخرين من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وبالعودة إلى محافظة صعدة، يواصل الجيش الوطني معاركه في باقم ومحور علب هجماته على مواقع الانقلابيين في مركز باقم المحتل من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية في حين تكثف الميليشيات هجماتها وزراعتها للألغام في مسعى منها لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني.
وشنَّت قوات الجيش الوطني في محور علب هجوماً على مواقع ميليشيات الانقلاب تركزت على المواقع الاستراتيجية التي تتحصن فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث تمكنت القوات من السيطرة على جبل العضيدة وعدد من المزارع المحيطة به.
وأكد قائد اللواء الثالث حرس حدود العميد عزيز الخطابي، أن «الجيش الوطني في محور علب تمكن من تحرير سلسلة جبال العظيدة في الأجزاء الشمالية من مركز مديرية باقم ومواقع أخرى محاذية لها».
ونقل المركز الإعلامي لمحور علب، التابع للجيش الوطني، عن العميد الحطابي، قوله إن «المعارك أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات وأسر آخرين»، وإن قوات الجيش الوطني «استعادت كميات من الأسلحة من ضمنها قناصات ورشاشات وذخائر متنوعة وأجهزة اتصالات لاسلكية».