د عبده سعيد المغلس:
التاريخ مشاهد وعبر لصراع الحق والباطل، والخير والشر، والطغيان والعبودية، والسيادة والتبعية، وهناك مواقف لفيئتين من الناس
الأولى: قادة ومصلحون.
والثانية: خونة وطغاة وعبيد.
يسجل التاريخ لكل منهم مواقفه في دورات هذا الصراع، ويكتب في سجل صفحاته تمجيده وتقديره وتعظيمه للفئة الأولى، وتحقيره ولعناته للفيئة الثانية.
دورات الصراع في اليمن عبر التاريخ، حملت وتحمل عناوين ومسميات مختلفة، لكنه في جوهره صراع دائم على السلطة والثروة، وصراع بين الحرية والعبودية، وبين السيادة والتبعية، وبين الحق والباطل، يقوده قادة ومصلحون وطنيون، وطغاة وخونة وعبيد، يُعرف كلاً منهم بمشاريعه ودعواته وارتباطه.
في هذه الحرب التي يخوضها اليمنيون هناك ثلاثة مشاريع تتصارع في اليمن، مشروع الشرعية بقيادة فخامة الرئيس هادي، بمشروعه اليمن الاتحادي، وسماته وجوهره المواطنة اليمنية الواحدة والمتساوية، والوطن الواحد، والشعب الواحد، والسيادة والاستقلال، والكرامة والحرية، وأهدافه التوزيع العادل للسلطة والثروة، وبناء دولة المواطنة المتساوية لا العصبية، وعدم التفريط بالسيادة والشعب والأرض، وعدم التفريط بثروات اليمن وموقعه، وسواحله وجزره وموانئه، فهي أعمدة اليمن لحريته وكرامته، ونهضته وتنميته واقتصاده، ومستقبله وحضارته، وهي حياة أجياله ورأسمالهم.
والرئيس هادي قائد مؤمن بمشروعه وشعبه ووطنه، يرفض التنازل والتفريط، والمساومة والتبعية، ومؤمن بواجبه في المحافظة على اليمن الدولة والوطن، الأرض والشعب، الجغرافيا والبحار، الثروة والمستقبل.
يواجه هذا المشروع مشاريع لقوى اقليمية ودولية وأدواتها المحلية، وهي تحارب الشرعية ومشروعها الاتحادي، محاولة منعها من تحقيق سمات مشروعها الاتحادي واهدافه، ممثلة بمشروعي الإمامة شمالاً والانفصال جنوبًا، مشروعان يختلفان في السمات ويتفقان في الأهداف، فالإمامة سماتها تقسيم الشعب اليمني لسادة وعبيد، ومعيارها بذلك العصبية الهاشمية السلالية، والانتساب للنبي زوراً وبهتان، وأن تكون اليمن الدولة والوطن والشعب، والأرض وما فوقها وتحتها، ريعاً خالصاً للإمامة، عن طريق تجهيل الشعب وإفقاره والبطش به، ونموذجها في الماضي حياً في صفحات التاريخ، ونموذجها في الحاضر حياً بصائر ومشاهد يومية يراها اليمنيون ويعانون منها.
والانفصال سماته تقسيم الوطن لشمال وجنوب، وتفتيت يتبع ذلك، لعدة دويلات مناطقية، وتمزيق للشعب لمواطنين درجة أولى وثانية وثالثة وعرب ٤٨، ومعياره بذلك العصبية المناطقية والقبلية، التي ترى لأبناء بعض المناطق الأحقية في السلطة والحكم، والهيمنة على السلطة والثروة، وترى في بقية اليمنين تابعين منفذين، ونموذجه ماثل للعيان في ممارسات الهيمنة والاستئثار، والتسلط وعدم التعايش ورفض الأخر.
أهداف المشروعين هي الهيمنة والطغيان، والاستئثار بالسلطة والثروة، فهي حق خالص للعصبية الهاشمية والعصبية المناطقية، ويؤمن المشروعان بالتبعية لمرجعيات أجنبية، تستهدف اليمن، لها ينقادون وبها يؤمنون.
واجبهم يقتضي تسليم اليمن بأرضه وإنسانه، وخيره وخيراته للأجنبي.
ولذا يحارب دعاة هذه المشاريع ورعاتها وأدواتهم الشرعية ومشروعها، بجبهات ومعارك عدة من جبهات القتال والسلاح لجبهات الإفك والإرجاف، في محاولة مستميتة منهم لتشويه الشرعية والمشروع، لتتمكن من فرض مشاريعها.
وتخوض الشرعية اليمنية مدعومة من تحالف دعمها بقيادة المملكة الشقيقة حرباً عسكرية في مأرب ومختلف الجبهات ضد مشروع الإمامة الذي يستهدف الوطن والمنطقة، وحراكاً تصالحياً توفيقياً مع الأخوة في المجلس الانتقالي، لتنفيذ اتفاق الرياض لمواجهة مشروع الانفصال، وتوحيد الجهود المخلصة التي تستهدف توجيه القوى لإسقاط المشاريع المستهدفة اليمن والمنطقة.
وكل التآمر الذي تزول لهوله الجبال، وكل العواصف والمعارك التي يواجهها فخامة الرئيس هادي على المستوى الوطني والشخصي هي ثمن تمسكه بالسيادة الوطنية.
والشعوب الحية والنخب الواعية في معارك شعوبها المصيرية المهددة لوجودها تتماسك وتقف خلف قيادتها لتحافظ على سيادتها الوطنية ولتنتصر.