د عبده سعيد المغلس :
عندما حاول الشعب اليمني الخروج من العيش في دائرة التخلف والكراهية والحروب، قيض الله لليمن لحظة تاريخية لن تتكرر، تجسد فيها تلاقي إرادة القيادة، برؤيةِ جديدة لمشروع الخلاص لليمن وشعبه، فكانت لحظة ميلاد اليمن الاتحادي الجديد، بتلاقي قيادة تاريخية بلحظة تاريخية، جسدت رؤية الرئيس هادي لمشروع اليمن الاتحادي، كمشروع يعيد لليمن واليمنيين، أخوتهم وعيشهم وتعايشهم المشترك، ودورهم الحضاري المتميز والفريد، عبر التاريخ، وتاريخ دين الإسلام بملله الثلاث، اليهودية، والنصرانية، والمؤمنون، والذي دوماً حاول ويحاول سلبه منهم، تحالف قوى تآمر مكر الداخل- من تحالف قوى الإمامة والفيد والانتهازية والمناطقية- وتحالف مكر الخارج الطامع بثروات اليمن وموقعه الجغرافي.
وصف الله مكر التآمر بأنه تزول منه الجبال، ووسيلة المتآمرين إختراق وتشتيت صفوف المؤمنين، بالشرعية والثورة والجمهورية، من خلال نهجين الأول: التأثير على وعي الناس وعقولهم بما يُعرف “بحرب العقول” و”علم التحكم بالتفكير” بتأجيج الكراهية والبغضاء، والنهج الثاني: ادخال الشرعية والجمهورية بمن معهما بحروب جانبية بينية بين مكوناتهما، وصناعة مليشيات متعددة الأسماء والعناوين يتم خلقها وتمويلها لتخدم مخطط التآمر وتأجيل الحسم، وهذا منهجهم الشيطاني الذي استخدموه طوال تاريخهم.
ولمواجهة هذا التآمر وهزيمته على الجميع (شرعية ومكونات وتحالف) الوقوف أمام المرحلة السابقة وقفة جادة ومسؤولة ومواجهة كل اخطائها بشفافية وصراحة، وتصحيح سيرها ومسارها.
على المؤمنين بالثورة والجمهورية، والشرعية ومشروعها، والدولة اليمنية بأرضها وشعبها، الخروج من دائرة هذا التآمر، بعدم الوقوع في فخ البغضاء والكراهية، والإدراك جلياً بأن اليمن يتسع لكل ابنائه، وثرواته ستغني الجميع، ويجب العودة الى التمسك بثوابتنا الوطنية الجامعة، والمبادرة الخليجية، والعملية السياسية، التي جعلت جميع اليمنيين شركاء، في بناء وحكم الوطن الواحد، بمواطنة واحدة متساوية، والفيصل في حل الخلاف السياسي، هو صندوق الانتخابات.
علينا جميعاً توحيد الصفوف خلف شرعيتنا ومشروعها الاتحادي، وتحالفها مع المملكة الشقيقة، وتنفيذ كل بنود اتفاق الرياض، فهذه سفينة نجاتنا الوحيدة أمام عواصف وأمواج بحار التآمر.
على الشرعية والتحالف تزويد الجيش الوطني بكل احتياجاته التي تؤهله للنصر وهزيمة الإنقلاب.
على كل مسؤول أن يمارس دوره، بحس وضمير وطني، وشجاعة وقوة، وأن يمارس دور الشريك المسؤول أمام شعبه، لا دور الأجير المرتهن لحزبه، أو قبيلته ومنطقته، أو لمصلحته، أو لمصلحة الآخرين، وعليه أن يلتزم بيمين القسم والميثاق الذي حلف به، ويسعى لأمان ومستقبل دولته وحكومته وشعبه، لا أمان ابنائه ومستقبلهم.
علينا أن ندرك أن معارك التآمر أشد خطراً من معارك الجبهات، وهي تمهد لها هزيمة أو نصر، وتآمرهم يستهدف الشرعية والتحالف، بكم هائل من حملات الإرجاف والزيف، وتجهيل العقل وحروبه، وتقوم بها شركات متخصصة، خبيرة بهذا النوع من الحروب، وتغيير القناعات الفكرية، عبر وسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي، كي يردد زيفها وخداعها، الجهلة والقطيع، وتقوم على المنطلقات التالية:
١- نشر الزيف.
٢- اتهام الشرعية والتحالف بالعجز.
٣- بث الخوف.
٤- إثارة الشكوك.
٥- صنع الحيرة.
٦- نشر الكراهية.
٧- تأجيج المعارك البينية بين مكونات الشرعية.
وهدف كل ذلك استكمال انقلاب الهيمنة على اليمن لتقاسمه، وبوابة ذلك محاولة القضاء على شرعيته ومشروعها،كعوامل بقاء لليمن وبناء مستقبله بدولته القادرة والمقتدرة، وتفكيك تحالف الشرعية كعامل استرداد المناطق اليمنية من الانقلاب والمشاركة في البناء والإعمار.
وفي سبيل ذلك عمل تحالف تآمر الشر على (استخدم وتوظيف العديد من الوسائل) لإسقاط خمس مدن يمنية خطط لها تآمر الإمامة، بأدواته الهاشمية الحوثية، وزنابيله اليمنية، وجهلة التاريخ من القوى السياسية، وداعميه الإقليميين والدوليين، تنفيذاً لمشروعه في الإنتقام والهيمنة الإمامية على اليمن وتقاسمه، فتوجه بداية لإسقاط صنعاء، ووقوده لذلك، شهوة الحقد والإنتقام، لدى الرئيس السابق، واستلم المتآمرون سلطة الثورة والجمهورية، بجيشها وأمنها ومواردها ومؤسساتها، لكنه فشل في اسقاط كل ابناء صنعاء وقبائلها، وتوجه لإسقاط عدن وجنوب الوطن، ووقوده لذلك، شهوة الكراهية المناطقية، ووهم الإنفصال، وفشل بذلك، وتوجه لإسقاط تعز وما حولها، ووقوده لذلك، شهوة الصراع الحزبي، وجذور النشأة للأحزاب، وفشل بذلك، وتوجه لإسقاط الحديدة وما حولها، ووقوده لذلك، استقطاع الساحل الغربي، ووهم تحرير صنعاء منه، وفشل بذلك.
وأخر أوراقه اليوم وهم إسقاط مأرب، أرض سبأ، التي اختصها الله بسورة في كتابه، ووصف أهلها بأنهم أولي قوة وأولي بأس شديد، ووقوده لذلك، زيف أخونة الدولة، ومحاربة الفساد.
هو تخطيط لتآمر مكر تزول منه الجبال، كما وصفه الله، غير أن هذا التآمر الذي حشد كل قوى الشر الإمامي وتحالفاته، وكل أدوات الولاء الخارجي، والجهل الجمهوري وقطيعه، والمناطقية وكراهيتها، والتنابز الحزبي وجهله، ووجهها لإسقاط مأرب، باعتبار أنها كما يظن، اخر معاقل الثورة والجمهورية، والشرعية وتحالف دعمها، غير أن تحالف التآمر على اليمن لم يضع في حسبانه أمور سبعة هي:
١- خير مكر الله، ورعاية الله لليمن، الذي أكرمها وخصها بسورتين في كتابه”سبأ والأحقاف”، ويقين خير مكره وعدله، لن يسلمها لعنصرية إبليس الإمامية.
٢- صلابة وحكمة وحنكة قيادة الشرعية، التي قادت معركة المواجهة، قبل الانقلاب وبعده، بدون امكانيات ومن تحت الصفر.
٣- إدراك المملكة لخطر المشروع الإيراني، على حدودها الجنوبية، وتهديده واستهدافه الجزيرة العربية كلها، وإدراك مصر لتهديد نفس الخطر للأمن القومي العربي، في باب المندب والبحر الأحمر.
٤- طبيعة قبائل مأرب ورجالها القتالية، وانهم امتداد لإرادة القردعي، والثورة والجمهورية، وكونهم ليسوا رهائن لإمامة صنعاء، ولا لصنعاء، ولا عُكْفَة لها.
٥- ادراك القبائل اليمنية أن الإمامة جعلتهم عُكْفَة نافخي بورزان في الماضي، وزنابيل موت في الحاضر، بينما الجمهورية جعلت منهم رؤساء جمهورية، ورجال دولة ومال وأعمال.
٦- تداعي ابناء الثورة والجمهورية، من كل مناطق اليمن، للدفاع عن شرعيتهم ومشروعهم ودولتهم وأرضهم وشعبهم، غير مكترثين بحملات التآمر والخذلان والغدر، وصراع النخب.
٧- كل شبر في أرض اليمن وكل مواطن يمني يمثلان الثورة والجمهورية والشرعية والدولة الاتحادية.
عوامل سبعة متظافرة ومتوافرة، لصناعة النصر، ونُصرة الحق واليمن، وإسقاط تآمر الوهم، سيهزم جمع تآمرهم، ويولون الأدبار، والأيام بيننا.
جمعتكم ثبات ويقين وثقة بالنصر وبالثورة والجمهورية والشرعية والمشروع.
الخبر التالي
أخبار ذات صلة
جار التحميل....