28.2 C
الجمهورية اليمنية
4:33 مساءً - 23 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

إعصار الجوع

*عز الدين الاصبحي:

يتجنب العالم تسمية الحرب القائمة فى أوروبا بأنها حرب عالمية، ويصر على حصرها بالنزاع الروسى الاوكراني، بينما تأثيراتها تجاوزت القارة العجوز، إلى كل العالم المتهالك، فكل بيت يبحث عن ذرة طحين أو عربة تنتظر فى طابور الوقود بإفريقيا أو أوروبا وآسيا يدرك أن رياح الحرب هناك تعصف بقوته هنا.

واذا لم تكن إجراءات أمريكا ودول أوروبا وغيرها فى العمل بإخراج روسيا ومعها بطبيعة الحال إخراج أكبر مساحة لدولة فى العالم من نظام التعامل المالي، وخلق حصار وحرب اقتصادية وثقافية واعلامية، لم تسلم منها رفوف كتب تعرض أدب تولستوى وديستوفيسكي، حرب تمتد من نجوم المجرة إلى نجوم هوليوود، اذا لم يكن كل ذلك حربا عالمية فماذا تُسمى اذن؟

ولكن ما تبقى فعليا هو ضبط النفس من اندلاع صدام عسكري نووي، ويبدو أنه احتمال بعيد، فذاك دوما سلاح ردع لا يستخدم! ولذا ومهما تكن فى هذا الكوكب فسترى نفسك مهموما بهذه الحرب، حتى وأنت مثلى الآن منتظرا رحلة إلى اقصى اليمن وهو بلد غارق في الحرب، يسأل أهله عما يجرى فى أوكرانيا وروسيا، أكثر من السؤال عما يجرى فى جبهات قتال دامية يعانيها. وذلك ليس تعصبا لقطب دولي بقدر ما يفرضه خوف انعدام الطحين والقمح، نعم هي حرب الطحين، التي ستسحق ملايين البشر فى العالم، لذا تفرض الحرب القائمة نفسها عليك، مهما تكن بعيدا عن السياسة، فقد طالت ألسنتها كل مستويات الحياة على المستوى العالمي، من الصدام العسكري إلى لقمة العيش، وقُدر للأزمة الروسية الاوكرانية أن تدخل كل بيت، وليس بالضرورة أن تُلقى علينا قذيفة مدفع مباشرة، حتى نشعر بلهيب الحرب، بل تحاصرنا جوانب الصور المختلفة لهذه الحرب، وتجعل المرء فى قلب الحدث والهلع. فهذا النظام المالي الذى يكمل حصاره يحد شفرته ليُطبق على العالم أنفاسه نهائيا او قد يشهد بدء انهياره على يد المارد الصيني، وهناك معارك عجيبة ابتداء من أسعار النفط والغاز وانتهاء بحرب الشحن البحري والسيطرة على (حاويات النقل)، ولكن الأخطر أن تأثيرات الحرب تطول لقمة العيش فى معظم دول العالم. وبحسب حديث للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش أن ما يجرى هو إعصار للجوع وانهيار لنظام الغذاء العالمي.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد