في خطوة تصعيدية تؤكد التوجه المنهجي لعسكرة مؤسسات الدولة المدنية وتوسيع نفوذ الأذرع الأمنية لجماعة الحوثي، استولت المليشيات الحوثية على عدد من مكاتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وحوّلتها إلى سجون وأقسام شرطة، في انتهاك صارخ للدستور والقوانين النافذة.
التحرك الحوثي جاء بتوجيهات مباشرة من جناح مكتب زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، ويمثل رفضاً صريحاً لقرار مهدي المشاط القاضي بإلغاء وزارة التخطيط ودمج مهامها ضمن قطاع التخطيط التابع لرئاسة الوزراء.
وفقاً لمذكرة صادرة عن أحمد غالب الرهوي، المعين من قبل الجماعة كرئيس للوزراء في حكومتها غير المعترف بها دولياً.
وذكرت مصادر محلية أن المليشيات شرعت في نهب الأصول والمعدات التابعة لمكاتب الوزارة، ونقلها إلى مؤسسة “بنيان” التابعة للجماعة، والتي يديرها محمد حسن المداني، صهر زعيم الجماعة، المنتحل صفة نائب رئيس الوزراء لشؤون الإدارة والتنمية المحلية والريفية.
وفي أحدث تطور، اقتحم القيادي الحوثي “أبو علي الكحلاني”، المنتحل صفة مدير أمن محافظة إب، صباح الجمعة 23 مايو، مكتب وزارة التخطيط في المحافظة، وقام بتحويله رسميًا إلى قسم شرطة، استكمالًا لحملة السيطرة على ما تبقى من الهياكل الإدارية المدنية.
ويأتي هذا السلوك ضمن مسارٍ ممنهج لتجريف العمل المدني وتأميم مؤسسات الدولة لصالح الجماعة، من خلال تفكيك الإدارات القائمة واستبدالها بأجهزة أمنية خاضعة لسلطة الحوثيين، ما يحوّل الوظيفة العامة من أداة لخدمة المواطنين إلى أداة قمع وإقصاء، ويقوض أي دور مستقل للمؤسسات المدنية في اليمن.
