30.3 C
الجمهورية اليمنية
5:48 مساءً - 11 فبراير, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

المغترب اليمني.. بين استغلال الخارج وإهمال الداخل!

بشرى العامري:

يدفع المغترب اليمني اليوم ثمن غياب دولته مرتين مرة عندما تفرض عليه بعض الدول رسوماً باهظة وإجراءات معقدة على أبسط المعاملات، وكأنه مُطالب بدفع ثمن غربته ومعاناته، ومرة أخرى حين تتجاهله حكومته، التي يُفترض أن تكون درعه الحامي، لكنها تحوّلت إلى كيان غائب، مشغول بالمناصب والمكاسب والمماحكات السياسية.

تصديق أوراق، معاملات فيز، أو حتى توثيق معاملة بسيطة، قد تصبح مهمة شبه مستحيلة بسبب الروتين القاتل والاجراءات الغير منطقية المعقدة، أو استغلال البعض لحاجة المغترب، بطلب احضار اوراق اصلية من الداخل ورفض اوراق مماثلة مصدقة من السفارات وكأن المعاناة كُتبت عليه أينما ذهب، وعليه أن يتحمل كلفة الحرب وأن يقع ضحية اهمال بلاده لشئونه.

حجة الحرب التي تسببت بكل تلك العراقيل والوضع السيئ هي حجة واهية، تُستخدم لتبرير التقصير والإهمال.

فالحرب لا تعني التخلي عن المواطنين، ولا تبرر استغلالهم أو تركهم يواجهون مصيرهم وحدهم في الداخل والخارج. بل على العكس، في زمن الأزمات تبرز مسؤولية الدولة الحقيقية في حماية حقوق مواطنيها وتسهيل حياتهم، لا تعقيدها.

ما يحتاجه اليمنيون ليس أعذاراً، بل حلولاً.. وليس وعوداً، بل أفعالاً تعيد لهم حقوقهم وتحفظ كرامتهم!

 حجة الحكومة، وإن كانت في حرب، فإن مسؤوليتها حماية مواطنيها الذين شُرّدوا بسبب هذه الحرب، وعليها بذل كل الجهود لوقف امتهان كرامة اليمنيين ومنع تعسف الآخرين ضدهم.

 فالمواطن هو أساس الدولة، وكرامته يجب أن تكون أولوية، لا أن يُترك وحيداً في مواجهة الاستغلال والإهانة!

فمتى تدرك الجهات المسؤولة أن رعاية المغتربين ليست مِنّة، بل واجب وطني؟ ومتى يدرك الجميع أن هؤلاء المغتربين هم شريان اقتصادي مهم، لا مجرد أرقام في طوابير المعاملات؟!

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد