19.5 C
الجمهورية اليمنية
12:27 صباحًا - 12 فبراير, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارعين الحقيقة

فبراير في الذاكرة

توفيق السامعي:

هل أحدثكم عن أسوأ صورة لا إنسانية في ثورة فبراير؟!

لم تكن مجزرة جمعة الكرامة لشباب وهم يصلون، ولا لمحرقة تعز والشباب العزل وهم نائمون، ولا لمجازر القاع وملعب الثوة ولا لقصف النساء في مصلاهن، ولا ولا ولا…

لقد كانت أبشع صورة وتصرف مؤلم لمليشيا صالح فقدت كل أخلاق الخلافات والتعبير السلمي هي أنه بينما كانت اليمن تئن وتبكي كلها على إقدام مليشيا صالح وأجهزته القمعية بإحراق ساحة الحرية بتعز وقتل الشباب المسالم فيها وإحراق بعضهم في مخيماتهم، خرجت مليشياته ومؤيديه في شوارع صنعاء محتفلة ومبتهجة بتلك المحرقة، تهتف لإحراقهم عن بكرة ابيهم، تختف لإحراق ساحة التغيير بصنعاء، يهتفون بكل عنصرية وتحريض والفاظ نابية لطرد أبناء تعز من صنعاء باعتبارهم أصحاب الفعل الثوري الحقيقي في تعز وفي كل المحافظات، وبالتالي خرجت تلك المليشيات في صنعاء بالاحتفالات بالألعاب النارية والرصاص الحي في سماء صنعاء ابتهاجاً بالمحرقة وخرجت لمضايقات أبناء تعز المتواجدين في صنعاء في بعض الحارات والشوارع كما حدث في شارعي هائل و١٦ وبمناداتهم بالخروج من صنعاء والعودة إلى محافظتهم، وقد تعرض كاتب هذه السطور لبعض من تلك المضايقات والألفاظ النابية وأن “أبناء تعز يهود وعملاء وخونة ومخربون؛ مخربون لصنعاء والجمهورية….إلخ”.

لقد كانت هذه الصورة التحريضية المقيتة والتشفي الأرعن والحقد الأسود المدمر هو أشد على اليمنيين من كل الجرائم الأخرى بحق الشباب العزل، لم يضاهها ألم آخر رغم كل الشهداء والدماء التي أريقت.

لقد فقد صالح في هذه المحرقة ما تبقى لديه من أخلاقيات دينية ويمنية معروفة، بل إنه أوعز لمليشياته الاحتفال في صنعاء ابتهاجاً بإحراق الساحة وإطلاق الرصاص الحي باتجاه ساحة التغيير وما جاَورها، وسقط ضحايا لهذه الرصاص سواء الراجع او الموجهة باتجاهها.

 وبعد تلك المحرقة تحولت تعز كلها إلى ساحة اعتصام مفتوحة في كل شوارعها ومداخلها.

لقد مثلت محرقة تعز محطة فارقة من محطات الثورة الشعبية اليمنية خاصة في الجانب السلمي منها.

 تزامنت محرقة تعز مع الحرب على الحصبة والتصعيد وقصف أرحب ونهم والحيمة وتسليم أبين لتنظيم القاعدة.

لقد عمل نظام صالح في تلك المرحلة على استدعاء ألوية الحرس الجمهوري للقضاء على الساحات في صنعاء وتعز لولا وقوف القبائل لها بالمرصاد، وعمل على نشر الدبابات والمدافع والآليات العسكرية في مدينة تعز ومداخلها ومحاصرة المواطنين والمدينة من كل جانب وقطع المياه والكهرباء والغاز والوقود والمشتقات النفطية عن المواطنين في تصعيد للحرب على الشعب.

فكان هذا الحصار أول حصار لتعز في العهد الجمهوري، ونموذجاً لحصارها في عهد الارهاب الحوثي.

لذلك كانت تحريضاته اللاحقة على ابناء تعز “دجوهم بالقناصات.. هم ارهابيون.. بعدهم بعدهم” استمرارا لذلك الحقد المدمر الذي هدم المعبد بمن فيه.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد