فيما رحب المبعوث الأممي مارتن غريفيث أمس (الثلاثاء) بتعيين معين عبد الملك رئيساً لوزراء اليمن، مؤملا أن يعمل معه عن قرب للتعاطي مع الوضع الاقتصادي الحرج والدفع بالعملية السياسية، تباينت ردود الفعل اليمنية، لكن الغالبية تمسكت بإقالة الحكومة بكامل أعضائها وإلغاء كافة القرارات التي أصدرتها والتي وصفوها بأنها أكبر مشكلة تواجه أي حكومة قادمة، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة حرب مصغرة لا يتجاوز وزراءها أصابع اليد وتعمل من داخل البلاد.
وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي البارحة الأولى إلى ورشة عمل مفتوحة توضح تطلعات الشعب اليمني ويمكن من خلالها أن تحدد الرئاسة والحكومة أولوياتها.
وطالبت وزيرة حقوق الإنسان السابقة حورية مشهور في تغريدات على «تويتر»، بتقليص أعضاء الحكومة، وتخفيض عدد العاملين في السلك الدبلوماسي، ومنع تعيين الأقارب، مؤكدة أنها خطوات أولى يمكن أن يستهل بها رئيس الحكومة الجديد عمله.
وقالت إن البلاد بحاجة إلى حكومة رشيدة وفعالة، مضيفة أنه في هذه الظروف الكارثية التي تمر بها اليمن لا ترفعوا سقف توقعاتكم من رئيس الوزراء الجديد، لأن معالجة الوضع تتطلب إرادة سياسية على أعلى المستويات.
فيما قال الناشط والصحفي فتحي أبو النصر لـ«عكاظ»، إن اليمن يحتاج في هذه اللحظات العصيبة والمأزق التاريخي إلى حكومة حرب، ثم مصالحة وطنية على قاعدة احتكار الدولة للسلاح والمرجعيات ذات التوافق الوطني والإقليمي والأممي.
وأضاف: «فاض كيل الشعب من الفساد والبيروقراطية والتضخم والجوع والقهر اليومي، وأنهك الشعب من المقامرات اليائسة والتعويل على الحكومة في التعاطي مع مختلف الهموم الوطنية الكبرى، وهكذا كل من يتعالى على مطالب الشعب الملحة سيخرج من خشبة مسرح التاريخ مدحورا، لا مكرما».
واعتبر أن الوقت ليس للاسترخاء أو للمكائد وإنما للوفاق الوطني في مواجهة تجريف الدولة، مؤكداً أن الشعب اليمني يستطيع تقييم ومعرفة أداء كل مسؤول.
ورأى أن الوضع أكثر من متوتر ومحرج، مشددا على حاجة الشعب اليمني لدولة اتحادية، ولفت إلى تفاؤل اليمنيين برئيس الوزراء الجديد لكنه يترقب مضمون سياسته وقدرته على إدارة التناقضات اليمنية بوعي توفيقي ناجز.
ورأى رئيس لجنة التدريب بنقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي، أن عودة رئيس الوزراء الجديد وكامل حكومته إلى عدن هو الأهم.. معتبرا أن الأهم تغيير السياسات وليس تغيير الأشخاص. وعبر الصحفي عبد العزيز الصبري عن تفاؤله، مؤكدا ثقته في أن الدكتور معين سيبلي بلاءً حسناً في التخفيف من معاناة الشعب اليمني وسيسهم إيجابيا في إخراج اليمن من مأزقه الراهن في مثل هذه الظروف الحرجة.