تحدى متظاهرون قرار حظر التجول الذي بدأ سريانه في العاصمة العراقية بغداد فجر الخميس، وتزامن ذلك مع قرار بتشكيل لجنة للتعامل مع مطالب المتظاهرين.
وقتل 18 شخصا على الأقل في العراق منذ مساء الثلاثاء، في حركة احتجاجية دامية تطالب برحيل “الفاسدين” وتأمين فرص عمل للشباب، امتدت حاليا لتطال معظم المدن الجنوبية.
وأوردت وكالة أسيوشييتد برس أن قوات الأمن العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق “مئات” المتظاهرين تجمعوا في ساحة التحرير وسط بغداد.
وقالت وكالة فرانس برس إن قوات مكافحة الشغب أطلقت “الرصاص الحي” في الهواء لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير، وصدت المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي.
وتعتبر ساحة التحرير نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في بغداد، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقا مشددا منذ يوم الثلاثاء.
وأشار مراسل قناة الحرة إلى تظاهر المئات، تحاصرهم القوات الأمنية، في منطقة البتاوين ببغداد القريبة من ساحة التحرير، وهي منطقة شعبية تكثر فيها الأزقة، ما يسهل هروب المتظاهرين من القوات الأمنية.
وأفاد المراسل بأن متظاهرين اقتحموا مجلس بلدي قضاء الرفاعي جنوب العراق، وقامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقهم. وأورد المراسل في وقت لاحق نبأ وفاة متظاهر وإصابة 27 آخرين بجروح في القضاء.
وفي مدينة العمارة، لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 62 بجروح تنوعت إصاباتهم بين اختناقات وطلقات نارية وإصابات بالحجارة. وأشار مراسل الحرة إلى حرق بنايتي مجلس محافظة ميسان ومحافظة ميسان ومقرات أربعة أحزاب.
وفي الكوت، قتل شخصان وأصيب نحو 70 آخرين بجروح في أعمال عنف رافقت تظاهرات خرجت مساء الأربعاء و فجر الخميس.
وفي محافظة النجف، بدت مظاهر الحياة طبيعية الخميس مع وجود حظر للتجول. وأكدت شرطة النجف أنها “ستتعامل من يعتدي على الممتلكات العامه والخاصة والمؤسسات معاملة الإرهابي”.
وقد شهدت المحافظة الأربعاء تظاهرات حاشدة لليوم الثاني على التوالي استمرت حتى منتصف الليل ليلا في النجف والثالثة فجرا في الكوفة وحدوث كر وفر ومصادمات مع القوات الأمنية.
وتحرك المتظاهرون من ساحة ثورة العشرين حتى ساحة الصدرين القريبة من مبنى المحافظة ومجلس المحافظة قبل الاحتكاك مع القوات الأمنية هناك، وأضرموا النار في مقرات حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية وحزب الدعوة تنظيم العراق وتيار الحكمة والمؤتمر الوطني.
وقال مسؤول عراقي إن بغداد أغلقت منفذ خسروي الحدودي مع إيران في محافظة ديالى شرقي البلاد بسبب الاضطرابات، مشيرا إلى أنه سيظل مغلقا حتى إشعار آخر.
وأفاد التلفزيون الحكومي الإيراني بأن الحدود أغلقت بسبب “الوضع” في العراق.
انفجارات في المنطقة الخضراء
وأصدر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بيانا يقول فيه إنه يراقب الاحتجاجات، مضيفا: “ندعو جميع الأطراف إلى الحد من التوترات ونبذ العنف”.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل مايلز كاجينز صباح الخميس إنه تم سماع انفجارات في المنطقة الخضراء. وإن القوات العراقية تحقق في الأمر، مشيرا إلى أنه لم يتم ضرب أي من مرافق التحالف.
وأضاف: “قوات التحالف تحتفظ دائما بالحق في الدفاع عن أنفسنا، ولن يتم التسامح مع الهجمات على أفرادنا”.
وقال مسؤول أمني عراقي إن قذيفتي هاون سقطتا على المنطقة الخضراء في مكان مفتوح ولم تتسببا في أي خسائر بشرية.
لجنة وحوار وطني
في غضون ذلك، قالت الوكالة العراقية إن الرئاسات الثلاث قررت “تشكيل لجنة رسمية للتعامل مع مطالب المتظاهرين وإطلاق حوار وطني شامل حول الإصلاح والسعي لتوفير فرص عمل”.
ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي منسقي التظاهرات إلى حضور جلسة المجلس السبت المقبل.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أعلن فرض حظر للتجول في بغداد بعد سقوط عدد من القتلى وإصابة مئات آخرين إثر احتجاجات ضد الحكومة بدأت الثلاثاء وانتشرت في معظم المحافظات العراقية، للمطالبة بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وصولا إلى رفض تنحية قائد عسكري شعبي.
ويطال حظر التجول الذي يسري بدءا من الساعة الخامسة من صباح الخميس (الثالثة بتوقيت غرينيتش) حتى إشعار آخر “العجلات والأفراد في بغداد”.
وسمع دوي انفجار قوي في وقت متأخر من ليل الأربعاء في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد، والتي تضم مباني الحكومة ومقار السفارات الأجنبية، وفق ما أفاد شهود عيان.
ولم يتضح على الفور سبب الانفجار، لكن جنديا عراقيا يعمل داخل المنطقة أكد أن الانفجار وقع هناك، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.