قالت مؤسسة جيمس تاون للأبحاث الأمريكية إن الحوثيين يواجهون عقبتين رئيسيتين تجعل مستقبل قتالهم في محافظة مأرب أكثر سوءاً، العقبة الأولى تتمثل في عدم قدرتهم على استبدال مقاتلين بالسرعة الكافية، والثانية النقص حاد في الإيرادات المالية التي يعاني منها الحوثيين.
وقالت المؤسسة في تحليل ل”مايكل هورتون” المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، إن جماعة الحوثي تعاني نقصاً حاداً في المقاتلين، وخاصة المقاتلين المدربين جيداً.
وذكرت المؤسسة أن جماعة الحوثي المسلحة اعتمدت على المجندين حديثاً، معظمهم صغار سن، ويتلقون تدريباً أقل، ويقاتلون من أجل الحصول على رواتبهم.
وقالت: إذا توقفت رواتب هؤلاء المجندين فلن يقاتلوا على الإطلاق، حيث تناقصت رواتبهم لتصبح أقل بكثير عما كانوا يتسلمونه قبل ستة أشهر.. مؤكدة أنه نتيجة لتناقص رواتب المجندين الحوثيين فإنهم يميلون كثيرا إلى الفرار من المعركة عندما تسنح لهم الفرصة.
وتابعت: “لتعويض النقص في المجندين، يقوم الحوثيون بتجنيد المزيد من الأجانب، بالقوة في كثير من الأحيان، بما في ذلك الفارين من الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية”.
ولفتت إلى أن معركة مأرب الطويلة ستجعل مطالب الحوثيين بالمال والرجال أكثر جشعًا، مما يؤدي إلى تفاقم الاستياء المتزايد من السكان في مناطق سيطرتهم، حيث يتزايد السخط بشكل يومي.
وتابعت: “جيمس تاون” أن الأخطر من ذلك على الحوثيين، “أن معركة مأرب المطولة ستضعف الجبهتين الجنوبية والغربية لهم حيث أعاد الحوثيون بالفعل نشر مقاتلين من هذه الجبهات إلى مأرب للهجوم هناك”.
وقالت: المقاتلون الذين تُركوا للدفاع عن المواقع في الجنوب والغرب هم في الأساس مجندون شباب، وغالبًا ما يكون لديهم قدر ضئيل من التدريب.. مضيفة: “تم إعادة نشر معظم مقاتلي الحوثيين المخضرمين في مأرب. ومع ذلك، حتى الآن، على الرغم من نقاط الضعف هذه، لم تتعرض الجبهتان الجنوبية والغربية للحوثيين لهجوم من قبل القوات الحكومية أو الموالية لها.
متباطئا أو أصبح ثابتا
وعن المكاسب الميداني قالت مؤسسة جيمس تاون إنه رغم مرور أسابيع على بدء هجوم الحوثيين الجديد على مأرب إلا أن تقدمهم تباطأ أو أصبح ثابتاً في العديد من المناطق، كما أنه وبينما يعزز الحوثيون سيطرتهم على المكاسب التي حصلوا عليها يتعرضون لضربات جوية مدمرة من قبل القوات الجوية السعودية، جنباً إلى جنب مع الهجمات المضادة الشرسة والمخطط لها جيداً من قِبل القوات الحكومية وقبائل مأرب، التي تؤثر بشدة على الحوثيين.
وأكدت أن دقة الضربات الجوية تشير إلى وجود تنسيق أكبر بين القوات البرية اليمنية والقوات الجوية السعودية، وهذا التنسيق ظل أمراً تعاني منه العمليات العسكرية للتحالف خلال الحرب.
وقالت إن وفرة التضاريس المسطحة نسبيًا جعلت استهداف قوات الحوثيين أسهل.. مضيفة أنه “يتطلب الاستيلاء على مدينة مأرب أيضًا أن يجمع الحوثيون الرجال والأسلحة بطريقة تجعلهم أكثر عرضة للخطر مما كانوا عليه في الحملات السابقة”.
وأضافت: على الرغم من جهود الحوثيين لتجنيد أكبر عدد ممكن من الرجال، فإن معركة مأرب تلحق خسائر فادحة بقواتهم لا سيما مع تخلي المجندين عن مواقعهم بشكل روتيني واستهداف خطوط إمداد الحوثيين بشكل متكرر من قبل القوات الجوية السعودية.
وانتقدت المؤسسة الأمريكية قرار بلادها برفع مليشيا الحوثي الإرهابية من قائمة الإرهاب ، واعتبرت الخطوة بأنها سوء تقدير .. مشيرة إلى أن التحول في سياسة الولايات المتحدة شجع الحوثيين، وساهم على الأرجح في قرارهم بتجديد هجومهم في مأرب، وستكون الآثار الإنسانية باهضة في حال ما تمكن الحوثيون من تحقيق أهدافهم.
وقالت: مأرب هي موطن لحوالي ثمانمائة ألف نازح داخلي. قد يتسبب سوء إدارة الحوثيين للأزمة الإنسانية التي ستكون من صنعهم إلى حد كبير في جعل المجتمع الدولي، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، أقل دعمًا للمفاوضات الشاملة.
ورجحت المؤسسة جمود المعركة في مأرب دون أن يحقق الحوثيين أهدافهم.. مضيفة: “يمكن للجيش الوطني أن يدعي أنه قاتل الحوثيين وأنقذ المدينة، وهو أمر مهم بالنسبة للجيش الوطني كما هو الحال بالنسبة لليمن ككل”.
وتابعت: “مدينة مأرب هي واحدة من الأماكن في اليمن التي تشير إلى مستقبل قابل للحياة. عملت الحكومة الشرعية والحكومة المحلية والنخب القبلية معًا لبناء وإعادة بناء مؤسسات حكومية ومحلية فاعلة من الألف إلى الياء”.
واختتمت المؤسسة بالقول: من جانبهم، قد يضطر الحوثيون إلى إدراك أن هناك حدودًا لقدراتهم العسكرية. قد تتعلم قيادة الحوثيين أن التسوية يجب أن تكون جزءًا من مجموعة أدواتها السياسية والاستراتيجية إذا كانت تريد الاحترام من المجتمع الدولي”.