31 C
الجمهورية اليمنية
10:35 صباحًا - 27 سبتمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

نساء خلدهن التاريخ

شهيرة خالد:

لم يكن الانغلاق والتهميش والقمع والتجهيل الذي فرضه الحكم الإمامي البائد قبل قيام ثورة سبتمبر يقتصر على المرأة فقط، بل كان على المجتمع بأكمله، وكان للمرأة النصيب الأكبر، مما ساعد على رسم صورة نمطية عنها. لذلك، كان للمرأة دور مهم إلى جانب أخيها الرجل في النضال، وتقاسم الصعوبات، وتحمل المشقة، وتقديم الدعم، متطلعة لمستقبل مشرق. إلى جانب دورها في تعميق حب الوطن والحرية في قلوب أبنائها ورفض الظلم الجائر الذي امتد سنوات طويلة في تاريخ اليمن، إلى أن انبلج فجر السادس والعشرين من سبتمبر ليعلن عن عهد جديد ويفتح للمرأة نوافذ الحرية. فكانت المرأة المكمل والمساند للرجل في السلم والحرب والمدافع عن ثورة سبتمبر.

وفي ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر وبعد مرور 62 عامًا من عمر الثورة، يتبادر إلى الذهن أسماء نساء خلدها التاريخ:

1- تحفة سعيد سلطان: تلك الثائرة في ريف مدينة تعز التي ثارت ضد ظلم الإمامة قبل ميلاد سبتمبر بعشرة أعوام. حيث أوقدت شعلة الحرية في عز سطوة الرعب والجهل، وجمعت المقهورين في تعز ليستعيدوا أراضيهم المنهوبة من عمال الإمامة. ووسعت ثورة الرفض والظلم والاستبداد وقادت أول مسيرة راجلة من شرعب إلى قصر العرضي في مدينة تعز مسافة 40 كيلومترًا لإيصال رسالتها للإمام. وحينها وعدهم الإمام بوقف الظلم ولكنه لم ينفذ وعوده. وبعدها بفترة، تأكيدًا على رفضها للظلم، طردت عامل الإمام من شرعب، فهددها الإمام ولكنها لم تدعن، وعملت مع أبناء المنطقة على رفض الظلم، وخروج شرعب عن سيطرة الحكم الإمامي قبل خمس سنوات من الثورة وإعلان الجمهورية.

2- كرامة اللقية: يبرز دورها أثناء حصار السبعين، فكانت من عاملات مصنع الغزل والنسيج الذي تأسس عقب الثورة. وهي التي رفعت رسالة إلى الفريق حسن العمري تطالب بتسليح النساء للدفاع عن الثورة والوطن أسوة بالرجال. فذهبت هي وزميلاتها لجمع التبرعات للثوار، ما جعل مصنع الغزل والنسيج الذي تعمل فيه اللقية وزميلاتها تحت ضربات الهاون أثناء حصار السبعين. إلا أن الخوف لم يطرق قلوبهن، فثبتن ولم يتراجعن، وواصلن التدريب والدفاع عن المصنع، وجمع التبرعات، والتبليغ عن المتآمرين.

3- عاتكة الشامي: وهي من خريجي مدرسة التمريض. أعدم الإمام والدها مع ثوار 1955. تخرجت من مدرسة التمريض التي افتتحت عام 1955 من منظمة الصحة العالمية. تقول الشامي: كانت مدرسة التمريض أول فرصة للدراسة، كنت في أول دفعة. بعد التخرج عملت بالمدرسة، وكان العمل صعبًا لأنه من الصعب إيجاد منزل للدراسة. فكانت معنا خبيرة من مصر وأخرى من لبنان، فكنا نذهب للبيوت للدراسة فيها، وكنا نقنع الأهالي بالموافقة على تعليم بناتهم دراسة التمريض. درسنا 16 دورة، في كل دورة أكثر من 15 فتاة.

وتضيف: تأسست أول منظمة شعبية مدنية عام 1958 داخل مدرسة التمريض حين كنت مديرة المدرسة.

في عام 1965 تحولت المنظمة إلى مركز لمحو الأمية ولتعليم المرأة المهارات اليدوية والصحية.

4- فتحية الجرافي: في عام 1967 أسست فتحية الجرافي مع حورية المؤيد جمعية المرأة اليمنية، والتي كانت سابقًا مركزًا لمحو الأمية وتعليم المرأة المهارات اليدوية. وكان لها دور في التوعية بأهمية الثورة والحفاظ على النظام الجمهوري وضرورة تعليم الفتاة. وكانت الجمعية النواة الحقيقية لاتحاد نساء اليمن لاحقًا.

يتضح جليًا أن مشاركة المرأة اليمنية كانت فاعلة في صناعة الثورة ونقطة تحول هامة للحفاظ على عظمة أيلول وقيمه وأهدافه السامية التي أنصفتها وأعادت لها اعتبارها ومنحتها حقها بالتعليم وهو أعظم إنجاز. كانت ولا زالت المرأة اليمنية أيقونة نضالية إلى جانب أخيها الرجل.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد