بحجة سرقة قطعة خبز فقأ احدى عينيه دون شفقة بطفل لم يبلغ العاشرة ..
جريمة بشعة ارتكبها قبل أيام قليلة أحد مشرفي ميليشيا الحوثي في ضحيان بصعدة.
لم يكن الطفل الجائع يتوقع أن يفقد احدى عينيه لأجل لقمة يسد بها رمقه، في ظل واقع بائس تفرضه ميليشيا الحوثي التي سرقت كل شيء في البلاد.
و أن مئات الآلاف من الأطفال قُتلوا أو أصيبوا أو شُردوا بسبب بطش تلك الميليشيا التي لم ترحم طفلاً أو امرأة أو شيخاً أو حتى عابر سبيل.
دائما ما يكون الأطفال هم الضحية الأولى في الحروب، ولكن مأساة أطفال اليمن تحت سطوة الحوثي تعكس أبشع أنواع المعاناة على مستوى العالم.
حيث جعلت مليشيات الحوثي الأطفال وقوداً لحربها، وأول غنائمها، وأكثر ضحاياها سقوطاً بشكل مباشر، وتمادت في ارتكاب جرائم واعتداءات مروعة ضد الطفولة دون أن يردعها دين أو ضمير أو يوقفها عرف قبلي أو أخلاقي.
وتتعدد وجوه الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال، من جرائم حرب صريحة إلى تدمير الحاضر والمستقبل وتفخيخ عقولهم وزرع الكراهية والطائفية والأفكار الهدامة.
وبسبب مليشيا الحوثي أصبحت اليمن من أكثر دول العالم تسجيلاً لجريمة تجنيد الأطفال، حيث تشير احصائيات متعددة الى تجنيد المليشيا لمايزيد عن 25 ألف طفلاً زجت بمعظمهم في معاركها المختلفة.
ولم يتوقف الدمار الذي لحق بالطفولة في البلاد عند حد تجنيدهم فقط، فقد دمرت الميليشيا التعليم عبر فرض مناهج تُرسخ الخرافات والجهل، وتجذب الصغار إلى معارك الموت، لتغدو الطفولة تحت حصار القهر والإهمال.
ومع استشراء أجهزة القمع الحوثية، أصبح الأطفال هدفاً لانتهاكات جسيمة، من الاختطاف إلى الاعتقال، والاعتداء على كرامتهم وإهانة طفولتهم.
مأساة الطفل في ضحيان إلى فاجعة الطفلة جنات وطفل رداع، وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي هي أفعال مقيتة ستظل محفورة في الذاكرة، وقصة وطن تتلاشى أحلامه تحت وطأة الظلم والجور، وحكاية أجيال وُئِدت براءتها في معسكرات الموت ومناهج الظلام.
ومع كل مأساة جديدة، تتزايد آلام الأسر التي لطالما حلمت بمستقبل مشرق لأبنائها.
ولكن، مهما طالت ليالي القهر، سيبقى الأمل في قلوب اليمنيين، بأن يأتي يومٌ تستعيد فيه الطفولة ضحكتها المسلوبة، ويزهر الوطن من جديد في وجه عواصف الحقد والدمار.