*مقبول الرفاعي :
عندما يتابع الراصد لمسار الرؤية السعودية 2030، التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، فإنه يقف أمام حجم الطموح والبذخ المحمود في تنفيذ مشاريع استراتيجية تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمملكة. تعد هذه الرؤية خارطة طريق متكاملة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
ومن بين القطاعات التي شهدت قفزة نوعية في إطار هذه الرؤية، يبرز المجال الرياضي كنموذج حيّ وملموس للتحول السعودي. لقد أصبحت المملكة محط أنظار مئات الملايين حول العالم، نتيجة للخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها في استقطاب نجوم الرياضة العالميين وتطوير البنية التحتية الرياضية.
على سبيل المثال، أثمر التعاقد الذكي مع الأسطورة العالمية كريستيانو رونالدو عن ضجة إعلامية وجماهيرية غير مسبوقة، حيث جذب هذا الحدث وحده اهتمام أكثر من 200 مليون شخص حول العالم، الذين بدأوا في البحث عن المملكة والتعرف على ثقافتها وإنجازاتها. وتوالت هذه النجاحات مع انضمام نجوم عالميين آخرين مثل كريم بنزيما والبرازيلي نيمار، مما عزز مكانة الدوري السعودي كأحد أكثر الدوريات إثارة للاهتمام.
لا يقتصر الأثر على الجانب الرياضي فقط، بل يتعداه إلى تعزيز صورة السعودية كوجهة عالمية مستدامة ومتجددة. فهذه الجهود أسهمت في تنويع مصادر الدخل الوطني، وزيادة الإيرادات غير النفطية، وتعزيز السياحة الداخلية والخارجية، فضلاً عن ترسيخ الحضور السعودي في أذهان شعوب العالم. لقد أصبح اسم المملكة مرتبطاً بالإبداع والتفوق والتنافسية العالمية.
إن هذا التحول في المجال الرياضي هو إحدى الزوايا المهمة ضمن رؤية 2030، والتي تسعى لإحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات. إنه دليل واضح على أن الاستثمار في الرياضة ليس مجرد ترف، بل هو ركيزة أساسية لبناء اقتصاد متنوع وحياة أكثر ازدهاراً للمواطن والمقيم على حد سواء. فالسعودية اليوم ليست كما كانت بالأمس، والرؤية تستمر لتُضيء مستقبل المملكة بآفاق واعدة.
*الأمين العام للمجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم.