31.6 C
الجمهورية اليمنية
1:13 مساءً - 24 مايو, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

الوحدة اليمنية بين المشروع الوطني والتسوية المشوهة: قراءة منصفة للتاريخ المغيّب

كتب/ سماح الشغدري:

على هامش الحديث المتجدد عن الوحدة اليمنية، وتنازع الأطراف حول من كان له الفضل في تحقيقها، من الضروري إعادة قراءة الوقائع بإنصاف.

لم يكن علي عبدالله صالح هو من وحّد البلاد، فقد افتقر إلى مشروع وطني أو مؤسسي لبناء دولة، وتعامل مع الوحدة كوسيلة للهيمنة لا كشراكة تاريخية. كما أن علي سالم البيض لم يكن المبادر الحقيقي، بل وافق على الوحدة في لحظة كان فيها الجنوب يواجه انهيارًا اقتصاديًا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ولم يكن أمامه سوى القفز نحو الشمال كمخرج سياسي ومالي.

الحقيقة التي غُيّبت عمدًا هي أن البذور الحقيقية لمشروع الوحدة قد زُرعت على يد الشهيد إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي (سالمين)، اللذين قادا تقاربًا تاريخيًا بين شطري اليمن منتصف السبعينات، قائمًا على رؤية وطنية لا سلطوية، هدفها بناء وحدة مؤسساتية متكافئة، لا خاضعة لهيمنة طرف على آخر.

لكن المشروع أُجهض مبكرًا؛ قُتل الحمدي في أكتوبر 1977، وأُعدم سالمين في 1978 بعد صراع داخلي في الحزب الاشتراكي، وهو ما يشير بوضوح إلى أن التقارب بين الرجلين كان يُنظر إليه كخطر من قبل قوى داخلية وخارجية رأت في الوحدة العادلة تهديدًا لمصالحها.

الرجلان المغدوران لم ينجحا في توقيع الوحدة، لكنهما وضعا اللبنات الأولى لمشروع وطني حقيقي، أما النسخة التي نُفذت لاحقًا عام 1990، فجاءت مشوهة، قائمة على تسوية فوقية، سرعان ما أنتجت التشظي والانقسام الذي تعاني منه البلاد حتى اليوم.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد