كشفت وثائق زعيم القاعدة القتيل أسامة بن لادن أن التنظيم الإرهابي وضع نصب عينيه إحداث الفوضى الشاملة في السعودية، لكن الأجواء لم تكن متهيئة بعد، بحسب ما ورد في تلك المذكرات الهامة.
فقد رأى بن لادن أن ما يسمى بـ”ثورات الربيع العربي” ستكون طريق تنظيم القاعدة لإسقاط المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج العربي، بحسب الوثائق.
وقال إنه إذا نجحت “الثورة” في اليمن فسيكون ذلك “بداية التسخين” في بلاد الحرمين، التي تحتاج أشهرا أو أكثر حسب الوضع في اليمن.
وذكر في الصفحة الـ7 من تلك الوثائق أنه إذا “سقطت اليمن، سيكون سقوط دول الخليج، وعلى رأسهم السعودية، تحصيل حاصل”، ليكون اليمن حجر الدومينو الأول في نشر الفوضى في السعودية ومنطقة الخليج.
واللافت في المذكرات هو الدور الذي يعول فيه زعيم تنظيم القاعدة على قناة الجزيرة القطرية التي تعمل على هدم جميع الأنظمة، كما جاء في مذكراته.
ويقول في الصفحة 51 إن: “(قناة) الجزيرة بفضل الله هي حاملة لواء الثورات، ولما كان (الثورة) حصلت في تونس وليس فقط انتشارها”.
وينصح بن لادن أن يحرض منظر ومفتي تنظيم الإخوان المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي على الثورات التي تبتغي منها القاعدة الفوضى.
وجاء في الصفحة 51 أيضا أن “القرضاوي إن تكلم يساعد أي أو أحد بيتكلم (يحرض) يساعد ويزيد ثقة الناس إن (الثوار) على حق”.
وهنا شدد بن لادن على ضرورة تواصل تنظيمه مع قناة الجزيرة التي لطالما كانت منبرا حصريا لتصريحاته وأخبار القاعدة، وما انبثق عنها من تنظيمات، وهنا يقول: “لو دخلت القاعدة في حرب مع الجزيرة لكان موقفنا صعبا” من نفس الصفحة الـ51.
لكن استثنى دولة قطر من “السقوط” والفوضى التي يجب أن تعم دول المنطقة، قائلا في الصفحة 81 من مذكراته: “سقوط السعودية معناه سقوط دول الخليج بالتتابع، كل دول الخليج لها حركة ما عدا قطر”.
وشدد بن لادن على أن قناة الجزيرة القطرية ستكون أقوى وأفضل حليف إعلامي لتحقيق مخططاته، حيث ورد في الصفحة 180 من تلك الوثائق: “فيما يخص قناة الجزيرة يجب أن تكتبوا لهم فقرة شاملة وافية تسرع في تفسير موقفهم وتحسين العلاقات وخصوصا مع ظروف العشرية القادمة”.
ويبدو أن الفوضى قد أرداها الزعيم الإرهابي لكل دول المنطقة، بما في ذلك الأردن والعراق، وهذا ما تؤكده الصفحة 52 من الوثائق: “الأردن سقوطها قبل السعودية، ويزيدها تسخينا العراق.. سيستمر الناس في المظاهرات (خلال) الأوضاع صعبة”.
لكن الهدف الأهم لبن لادن كان هو السعودية مهما طال الوقت بحسب كلامه، “قلت لكم بلاد الحرمين تحتاج إلى شهور..”، وفقا للصفحة 51.
ويبقى ما ورد في مذكرات بن لادن على خطورتها، وفي صفحات بلغ عددها 228، جزء يسير مما كشفته أو تمكنت من كشف وكالة المخابرات الأميركية، فهناك الكثير من الأدلة والوثائق التي تثبت أن القاعدة وغير من تنظيمات إرهابية خرجت من عباءة تنظيم الإخوان، لتعيث فسادا في الأرض، ولتنشر الفكر الظلامي المتطرف وقوده الدماء والدمار والفوضى.