حسين الوادعي :
“المهدي المنتظر” في اليمن لديه 80 الف متابع على صفحته في الفيس بوك، ومئات الاتباع الذين يؤمنون ايمانا قطعيا بصحة دعوته وانه فعلا مهدي اخر الزمان الذي سيملأ الأرض عدلا.
لا تظنوا انها ظاهرة شاذة..
قبل سنوات ادعى شخص اخر انه المهدي المنتظر وامن به العشرات من بينهم مثقفين ومثقفات وطلبة وطالبات اتموا تعليمهم الجامعي وارباب أسر متعلمين.
بل ان بعض المتزوجات تطلقن من ازواجهن ليتزوجن من الشخص الذي اختاره لهن نبي اخر الزمان!
ظاهرة “هذيان النبوة” قديمة قدم التاريخ البشري. بعض مدعي النبوة قُتلوا او اختفوا ببساطة، وبعضهم اسسوا ديانات كبرى، ولا زالت العيادات النفسية تمتليء حتى اليوم بمن يدعون ان الله يكلمهم ويوحي لهم من فوق 7 سماوات.
(ادعاءات “الولاية” و “القران الناطق” هي نوع مقارب جدا من هذيان النبوة.)
الفارق ان المجتمعات المتقدمة ايقنت ان مكان هؤلاء الناس هو العلاج النفسي والسريري طويل الامد، بينما لا زالت المجتمعات المتخلفة تؤمن بعلاقتهم الوثيقة بوحي السماء.
الظريف في المهدي المنتظر اليمني انه يؤمن بالتداول السلمي للسلطة وينتظر من علي عبد الله صالح ان ينقل له الحكم قبل ان يموت.
ومن وجهة نظره فان صالح لا زال حيا ما دام لم ينقل له السلطة.. ولا زال المهدي المنتظر في انتظار “الزعيم المنتظر” والاف اليمنيين في انتظار الاثتين!
حكم صالح اليمن 33 عاما اثر فيها في كل شيء من السياسة الى الاقتصاد الى هذيان الوحي والنبوة…