17.7 C
الجمهورية اليمنية
6:00 صباحًا - 24 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخبارالمرصد الإخباري

كرامتنا وانتقامهم!*

الثامن عشر من مارس، اليوم الأكثر دموية في تأريخ اليمن الحديث، حيث تحل الذكرى السابعة لأبشع جريمة عرفها الوطن، عُمّدت بدماء أطهر وأنقى الشباب اليمني، على يدي أبشع مجرمين امتهنوا الانتقام وسيلة للعيش الواهم.

مذبحة الكرامة..تاريخ فاصل بين نظام عائلي ظالم فاسد، وشعب متطلع للحرية والكرامة والحياة المتساوية، في يومها أفشى رأس النظام كل ما بداخله من روح انتقامية ضد شباب أعزل خرجوا يهتفون ليمن يتساوى فيه الجميع.

لم تمت الثورة بموت شباب الكرامة يومذاك، بل أن الثورة ازدادت توهجاً واتقاداً بعد أن شربت من تلك الدماء الزكية وقوداً لديمومتها ومسيرتها الناشئة، فيما ذهب النظام إلى التشظي والانقسام والتداعي حد التلاشي.

18 مارس، بداية عصرٍ جديد أعلنه الشباب صموداً في وجه آلة القتل، وكشف فيه النظام عن وجهه الحقيقي الذي لطالما أخفاه خلف أقنعة كثيرة، ولأن ذاك العصر قد أعلن عنه بشكل رسمي فإن النتيجة ذهبت إلى ما وصل إليه اليمن اليوم.

لم تكن الثورة بداية الحريق الذي التهم الوطن، كما يحلو لخصومها نعتها بذلك، لكنها كانت الفاضحة للنار المستترة تحت رماد الشعارات البّراقة والواجهات الهلامية لشكل النظام المتداعي!.

قبل 18 مارس كان البركان يبدوا وكأنه خامداً لكنه في الحقيقة كان يتقد وتزداد ضرواته تحت طبقة قشرية تخفيه عن الأنظار، يتحين اللحظة الفارقة ليثور في الأرجاء موزعاً حرائق انتقامه على كل المدن، وكانت جمعة الكرامة مبتدأ شرارتها التي استمرت في الاشتعال ولاتزال.

هتف الشباب وخلفهم الشعب”حرية..كرامة..مساواة” فاشتعل النظام حرائق انتقام ورصاصات غدر وحمم موت يوزعها ببغض على كل رقعة في الوطن، فاحترق الجسد وتآكلت الجغرافيا وذهب البلد أدراج الرياح.

خمدت جذوة الثورة بنار الانتقام ومكائد السياسة؛ فيما روح الانتقام ظلت هي السائدة والمتحكمة بردود فعل رأس النظام، فتحالف مع أعداء الوطن في الداخل والخارج من أجل وأد الثورة بثورة مضادة تأتي عليها فلا تبقي مشهد لها ولاتذر.

استفاق الساسة بعد سنين وقد وصل الحريق إلى هرم السلطة، فانقلب المتحالفون “صالح ـ الحوثي” على السلطة الوليدة من رحم الثورة، وأسقطوا مؤسسات الدولة، ونشروا رعبهم وقتلهم على خارطة الوطن.

من منطلق بناء الدولة والحفاظ عليها، عاود شباب الثورة الظهور من واجهة مقاومة الانقلاب الذي انتقم منهم شر انتقام، وتوزعوا على معسكرات الدولة في كل الجبهات يدافعون عن وطنهم ويحملون على عواتقهم استعادته من جديد.

تحالف الحلفاء على قتل اليمنيين واختلفوا على مصالحهم المتداخلة والمتقاطعة وبعد أمد انفرط العقد وعاودت الخصومة للظهور واشتعلت النار في هشيم الشراكة السراب، وأظهر الطرفان شهية الانتقام، خرست الألسن وقتها ونطقت البندقية والمدافع وتقاتل القتلة، فخمدت جذوة منتقم أشعل الوطن ناراً من أجل استعادة سلطة فقدها، واشتعلت جذوة منتقمون لماضٍ فقدوه منذ عشرات السنين.

كانت نهاية مأساوية لرأس النظام السابق، لم يتمناها له شباب الوطن الذين خرجوا يهتفون برحيله لإنقاذ الوطن وليس حباً في موته، رغم كل القتل والتعذيب الذي أذاقهم، وكما كانت نهاية “صالح” سينتهي الحال بمليشيا الحوثي الانقلابية الانتقامية حتماً إلى نهاية مشابهة، ووقتها ستنتصر الكرامة ويعود الوطن.

*تقرير خاص للمركز الاعلامي إب

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد