اشتكى العديد من مواطني مديريات صيرة والمعلا والتواهي من تلوث مياه الشرب الجارية عبر أنابيب المؤسسة المحلية للمياه في العاصمة عدن.
وقال مواطنون “إنهم باتوا يلاحظون تغيُّرًا واضحًا في لون الماء الذي يتدفق من صنابير المياه في منازلهم، مما أدى إلى حدوث حالات هلع وخوف من هذه الحادثة الغريبة”.
وتساءل المواطنون عن سبب تلون الماء الواصل إلى منازلهم وهو من المفترض أن يكون بدون لون كما هي عادة المياه العذبة، مضيفين أنهم يرون الماء بني اللون، وتارة أخرى أحمر اللون وأحيانًا أصفر ومصبوغ بالتراب.
وحول هذه المشكلة الكبيرة والتي ظلت مستمرة إلى اليوم أفاد مصدر مسؤول في المؤسسة المحلية للمياه بعدن أن سبب تلوث ماء الشرب في منازل عدد من مديريات العاصمة عدن هي عملية ضخ المياه من حقل الروه في محافظة أبين إلى خزانات بئر ناصر في محافظة لحج ومن ثم إلى شبكة المياه في جميع مديريات العاصمة عدن،
وأضاف المصدر أنه حصل خطأ فني ارتكبه نائب مدير عام المؤسسة المحلية لشؤون المياه عند إعطائه الأوامر ببدء عملية الضخ وكذا إشرافه على فتح المحبس الفاصل ما بين حقلي (المناصرة، والروه) والذي يبعد عن الحقل الأخير بمسافة تقدر بأربعين كيلو متر، وبناء على تلك الأوامر الكارثية التي أصدرها نائب مدير المياه لشؤون المياه توجهت مياه الشرب إلى خزانات كمب بئر ناصر دون أن يتم غسل وتعقيم وتهوئة الخط الرابط بين خزانات الروه ومحبس الفصل.
وأوضح المصدر المسؤول أن الشركة المنفذة لهذا الخط المائي -والذي يبلغ قُطْره نحو 32 بوصة من نوع حديد الزهر مطلي بالأسمنت من الداخل- قامت بإنشاء العديد من محابس الغسيل والتهوئة لمثل هذه الحالات الطارئة، مشيرًا ذات المصدر إلى أن المياه توقفت عن التدفق في هذا الخط لأكثر من 9 أعوام ماضية، مستطردًا أنه كان من الواجب اتخاذ جميع الاحترازات الفنية والإجراءات الاحتياطية لضمان وصول ماء الشرب إلى مواطني العاصمة عدن نقيًا صافيًا خاليًا من الأتربة والشوائب.
وكشف المصدر عن قلقه البالغ من وصول ماء الشرب ملوثًا بالأتربة إلى منازل المواطنين في مديريات صيرة والمعلا والتواهي بالرغم من مرور المياه بعدد من الخزانات الترسيبية في بئر ناصر،
وبرزخ جبل حديد، وخزانات باب عدن. وطالب المصدر المسؤول قيادة المؤسسة المحلية للمياه والمهندسين بإعادة النظر في عملية ضخ المياه من حقل الروه إلى العاصمة عدن وذلك حفاظًا على سلامة وصحة المواطنين، محذرًا من حدوث كارثة كبيرة إذا لم يتم تنظيف وتعقيم خط الضخ بمادة الكلور لأن حياة الناس وسلامتهم ليست رخيصة.