حضر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية،اليوم،حفل تكريم أوائل طلاب وطالبات جامعة عدن للعامين الجامعيين 2014-2015 و 2015-2016 ،والذي اقيم بقاعة الاتحاد بالعاصمة المؤقتة عدن.
وفي الحفل الذي بدأ بالسلام الوطني وآيٍ من الذكر الحكيم”ألقى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كلمة أعرب في مستهلها عن تهانيه لأوائل الخريجين والخريجات وقيادة جامعة عدن ووزارة التعليم العالي بهذا التكريم والاحتفاء.
وقال رئيس الجمهورية في الحفل الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس احمد الميسري”يسعدني أن احضر هذا الحفل الكبير لأوائل الخريجين في العاصمة المؤقتة عدن والذي صار تقليدا لتكريم أوائل ابنائنا المتفوقين “.
واضاف فخامته “يطيب لي ان ارحب اجمل ترحيب بالإخوة رئاسة واعضاء الهيئة التعليمية بجامعة عدن وابنائي اوائل الطلبة في الجامعة خلال العاميين الماضيين ،وأنا سعيد لأنني التقي بالمستقبل وطلائع الجيل الواعد المتسلح بالعلم والمعرفة والوعي ،وسعيد لأنني التقي بالجيل القادم ، جيل اليمن الاتحادي الجديد”.
واكد رئيس الجمهورية أن المعرفة قوة ، والعلم سلطان ، والثقافة سلاح ، قائلاً “انا هنا أخاطبكم وأخاطب من خلالكم كل ابنائي الطلاب في كل انحاء الوطن بأن يكثفوا من اهتمامهم بالعلم والمعرفة فهي سلاح الحياة وعنوان المستقبل،ولاتنخدعوا بالاوضاع اليوم حيث يصبح الجهل هو المسيطر ومن امتلك البندقية امتلك القوة ، هذا واقع مغلوط وسينتهي بدون شك مهما تطاول ، وسيبقى العلم هو الحاكم لمستقبل اليمن ان شاء الله “.
واشار فخامة الرئيس الى ان المعركة التي نخوضها اليوم هي في الأساس وقبل ان تكون معركة عسكرية هي معركة مع الجهل ،سواء المعركة مع القوى المتخلفة التي انقلبت على الدولة وسببت كل هذا الخراب أو مع تلك القوى المتخبطة التي تسعى لتعيق عمل الدولة او حتى مع الجماعات المتطرفة والإرهابية فهي معركة ضد الجهل بالأساس.
ولفت فخامته الى ان الافواج البشرية التي تلقي بها الميليشيا إلى المحرقة كل يوم لديها مشكلة في المعرفة والوعي ولو انها تلقت تعليما مناسبا وتشكل لديها وعياً كافيا ً لما ألقت بنفسها في الهلاك بلا غاية ولا قضية، وتلك المليشيا الانقلابية هي أساساً قائمة على تجهيل المجتمع ولا تريد له ان يتعلم ويتنور ، يريدون الشباب ان يحفظوا ملازمهم ويرددوا صرختهم ، ولعلكم تتابعوا اعتداءاتهم المستمرة على المدارس والمدرسين وعلى الجامعات وطلابها ومدرسيها. يريدون تجريف هذا الجيل والعودة الى الوهم والحق الالهي الحصري وجعلهم وقوداً لأطماعهم.
وقال رئيس الجمهورية “لعلكم تعلمون كيف رمت هذه المليشيا العابثة بأهم وثيقة يمنية صاغها اليمنيون بحكمتهم وتجاربهم عرض الحائط ، تلك الوثيقة الأهم في التاريخ اليمني المعاصر ، وثيقة مخرجات مؤتمر الحوارالوطني الشامل ، فبعد عامين من التحضير والحوار ، ومشاركة كل فئات المجتمع ، وبدعم إقليمي ودولي ، أنتج اليمنيون وثيقة تعالج مشكلاتهم طيلة الفترة الماضية وترسم مستقبلهم ، وترجم محتواها في مشروع دستور جديد ، بعد كل ذلك الجهد والحلم ، انقلبت تلك المليشيات على كل شي انتقاماً من جيل اليمن الجديد ، انتقاماً من جيل الحوار الوطني والتغيير ، انتقاماً من امل اليمنيين في العيش بسلام وآمن واستقرار ودولة اتحادية قائمة على مبادئ الشراكة والتعايش والعدل والحريّة والكرامة”.
واضاف “إنني وأنا التقي هذه النخبة سواء من اساتذة الجامعة او من الطلبة المتميزين أطمئن على مستقبل عدن وعلى مستقبل البلاد ، خاصة وأن الجامعات والمدارس ظلت تعمل في اصعب الظروف وبأقل الامكانيات ، اطمئن على العاصمة المؤقتة عدن التي تتطلع الى العيش بكرامة والحياة بأمان في ظل الدولة التي هي مطلب الجميع،هذه المدينة دفعت الكثير من التضحيات وعاشت الكثير من الآلام ولقد آن الأوان ان يعيش ابناؤها في أحضانها آمنين ، لقد آن الأوان ان تكون عدن هي أم الجميع وحاضنة الجميع ، فمدينة عدن لاتستحق منا غير الوفاء و الحفاظ على آمنها واستقرارها وخدماتها”.
وحيا رئيس الجمهورية اساتذة الجامعات ومدرسي المدارس الذين تحدوا الواقع الصعب وفتحوا ابواب الجامعات والمدارس وتحملوا كل الظروف الصعبة ، حافظوا على الكليات ، وحافظوا على الممتلكات والوثائق ، وتحملوا المتاعب من اجل العلم.
واكد فخامة الرئيس ان اولوية التنمية تبدأ من الاهتمام بمحاضن المعرفة ، ولقد وجهنا الأخوة في الحكومة لبذل المزيد من الجهد والعمل حتى تظل عجلة التعليم في الدوران دون توقف.
وشدد رئيس الجمهورية على الحكومة و رئاسة الجامعات الاهتمام البالغ بالتعليم والبحث العلمي..مشيراً الى انه سيوجه الحكومة باعتماد نسبة مخصصة و كافية من الدخل القومي للبحث العلمي ، الذي ينبغي ان يلامس مشكلات المجتمع ويقدم الدراسات والابحاث للدولة لتنعكس في خطط للتنمية والبناء ، كما يجب الحفاظ على مستوى الجامعات التعليمي و التميز العلمي والاهتمام بالمعامل العلمية خاصة بعد ان تعرضت بعض الكليات للتدمير والنهب بسبب الحرب.
وقال فخامة الرئيس “ونحن اليوم على ابواب تدشين خدمة الانترنت الجديدة من العاصمة المؤقتة عدن ( عدن نت )والتي يجب ان تعطي الأولوية للجامعات لربطها بالسرعات المناسبة لتسهيل خدمات البحث العلمي،ويجب ان ترتبط الجامعات ببعضها وتستفيد من امكانيات بعضها وان تستفيد من الربط الشبكي والموارد المشتركة والمراجع العلمية وان تعمل على الربط مع الجامعات في البلدان الاخرى ومراكز الأبحاث”.
كما شدد رئيس الجمهورية بضبط السياسات التعليمية وسياسات قبول الطلاب وفقا للمعايير العلمية الصحيحة والصارمة على اساس من التنافس الحقيقي والعادل بين الطلاب ، ومحاربة اي اختراقات سواء عبر الوساطات او التساهل في تقييم الطلاب او اي وسيلة خارج المنهج العلمي وذلك من اجل الحفاظ على المستوى العلمي ومكانة التعليم الجامعي وهيبة البحث العلمي.
واكد رئيس الجمهورية على اهمية العمل على احياء دور الجامعات في التنمية والتوعية والترشيد حتى تعود الجامعة الى موقعها الطبيعي كمنارة المستقبل التي يهتدي المجمتع بأنوارها ،وعليها يقع دور كبير تجاه المجتمع والإسهام في تنميته والمساعدة في ضبط أمنه واستقراره.
وقال فخامة الرئيس “إن توجيه البحث العلمي في خدمة المجتمع وحل مشاكله وفق المنهج العلمي مسألة ضرورية ، فالبحوث الطبية يجب ان تقوم بدراسة ظواهر بعض الأمراض المنتشرة في المجتمع واسبابها والحلول لها وفق الامكانيات والظروف المتاحة ، والأبحاث الاقتصادية يجب ان تناقش الأوضاع الاقتصادية وتبحث في تفاصيلها وتضع لها الحلول وفقا للامكانيات والواقع ايضا ، وكذلك الأمر في بقية التخصصات بحيث تساهم الجامعة في ترشيد الوعي الاجتماعي وتعزيز مسيرة التنمية ووضع الحلول للمشكلات”.
واضاف”ندرك حجم التحديات التي يواجهها ابناؤنا الطلاب والمدرسين واساتذة الجامعات وطلابها التي تقع تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية ، ونحن نؤكد لأبنائنا بأننا نبذل جهودنا وبكل السبل الممكنة لتعود الجامعات والمدارس الى وضعها الطبيعي ، ويعلم الجميع أن الميليشيا الانقلابية هي التي تصادر حقوقهم ومستحقاتهم لتحويلها الى مجهودات حربية”.
ووجه فخامة الرئيس باستيعاب أوائل الخريجين في الجامعة وكذلك في الجهاز الاداري للدولة.
وهنأ رئيس الجمهورية اوائل الخريجين..متمنياً لهم المزيد من التفوق والنجاح في مستقبل حياتهم وأن يكونوا رافداً جديداً في خدمة الوطن وبناء مستقبله على اساس من المعرفة والعلم..مشيراً الى ان الوطن ينتظرهم والمستقبل مستقبلهم.
من جانبه ألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين باسلامه كلمة بهذه المناسبة،رحب فيها بفخامة الرئيس ورعايته للتعليم والعلم والبحث العلمي وتكريمه الأوائل والمتفوقين لتحفيز قدراتهم في ظل ظروف استثنائية على مختلف المستويات التي يمر بها الوطن ..مؤكداً ان ارادة قياد فخامة الرئيس استطاعت ومعها ومن خلفها جموع ابناء الوطن من الانتصار لارادة الشعب اليمني لهزيمة مشروع الكهنوت والتخلف.
وعبر عن شكره لجميع قيادة جامعة عدن وأساتذتها لما حققوه من جهود لخدمة طلابهم وكذلك الحال للآباء والامهات مدرسة التعليم الاولى..لافتاً الى ان مشروع التعليم هو مشروع الاستثمار الحقيقي لبناء الانسان والوطن.
وكان رئيس جامعة عدن الدكتور الخضر ناصر لصور قد ألقى كلمة رحب فيها بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ..معبراً عن شكره لرعاية فخامة الرئيس وحضوره احتفال تخرج طلاب جامعة عدن وتكريم الأوائل..مهنئاً الخريجين باحتفالهم بعد سنين من الجد والمثابرة في سبيل التحصيل العلمي.
استعرض لصور جهود الجامعة بكافة منتسبيها في تعزيز العمل التعليمي وتفعيل وتطوير مخرجاته رغم ضروف الحرب وتداعياتها الصعبة..داعيا الطلاب الخريجين إلى نقل ما تعلموه خلال سنوات دراستهم إلى ارض الواقع في حياتهم العملية القادمة وان يكونوا مساهمين في عملية البناء والتنمية للوطن..مؤكداً وقوف جامعة عدن بكافة منتسبيها مع فخامة الرئيس في بناء اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد.
وعن الخريجين ألقت الطالب حنين جمال كلمة قالت فيها “يطيب لي أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي وزميلاتي الطلبة أوائل الخريجين أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان إليكم يا فخامة الرئيس لتشريفكم إيانا ورعايتكم الكريمة لحفل تخرجنا هذا الذي يأتي بعد سنوات الجد والعطاء التي أمضيناها في رحاب الجامعة والتي تلقينا على أيدي أساتذتنا مفاهيم العلم ومبادئ الإخلاص والعطاء لهذا الوطن المعطاء”.
كما ألقيت في الحفل قصيدة شعرية معبره للدكتور فضل مكوع نالت استحسان الجميع.
بعد ذلك قدم رئيس جامعة عدن درع الجامعة لفخامة رئيس الجمهورية.
وفي ختام الحفل قام فخامة رئيس الجمهورية بتكريم الطلبة الخريجين من الأوائل في كل التخصصات.
حضر حفل التخرج والتكريم،مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي ،وعددا من الوزراء والنواب والمحافظين واعضاء مجلسي النواب والشورى وعمداء الكليات والأساتذة والقيادات التنفيذية والعسكرية والامنية واولياء أمور الطلاب المتفوقين وجمع غفير من المواطنين.