تحبس صنعاء أنفاسها وتترقب معركة كسر عظام بين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح في العاصمة، وأصبح الصدام العسكري بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح وشيكاً في ظل التطورات المتسارعة التي تنذر بحدوث صدام عسكري بين الطرفين في صنعاء.
ويعتزم الرئيس السابق صالح إقامة احتفال وحشد عملاق في 24 أغسطس/آب الجاري في ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام ،ويحضر حزب المؤتمر منذ أسابيع للفعالية المرتقبة التي من المتوقع أن تكون الاستعراض الشعبي الأكبر للرئيس اليمني السابق والذي يسعى من خلالها لتقديم رسائل للداخل والخارج عن مدى قوته الشعبية ويعزز من حضوره في أي حل سياسي في اليمن .
واعلن رئيس اللجان الثورية التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي بأن جماعته تنوي إقامة فعاليات حشد عسكري للجبهات على مداخل العاصمة صنعاء بالتزامن مع فعالية ذكرى التأسيس لحزب المؤتمر الشعبي الموالي لصالح والمتحالف مع الحوثيين وحدد أماكن الاحتشاد الذي ستنظمه جماعته في مداخل صنعاء الأربعة ما يعني قطع مداخل صنعاء على القبائل التي تحتشد لفعالية الرئيس السابق علي صالح بميدان السابعين في 24 من أغسطس/آب، وإعلان محمد علي الحوثي حشد مجاميع مسلحة في مداخل صنعاء يوم فعالية المؤتمر رسالة حرب وتهديد بإفشال الفعالية وتحدي بالمواجهة وغلق المداخل بالقوة .
وأطلقت مليشيات الحوثي رسائل حرب عبر كبار قياداتها ،وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين ضيف الله الشامي إن تحركات صالح هدفه خلخلة الجبهة الداخلية وإضعافها، مؤكدا أن تحركاته في هذا الوضع لن يمر على الشرفاء ونتمنى منه أن يعي خطورة المرحلة والتوقف عن إشغال الشعب اليمني عن الهدف الرئيسي بالتحشيد لدعم الجبهات بالحشود لأهداف أخرى.
وتحدث حسن زيد القيادي الحوثي ووزير الشباب والرياضة في حكومة صنعاء على صفحته قائلا “يتهيبوا تفجير الصنفور مع أن ألم التخلص منه أقل مليون مرة عن ألم الصبر عليه”.
وأكّد مراقبون أن زيد أعلن تحريضاً واضحاً لجماعته على التخلص من صالح الذي يتخوّف الحوثيون من مهرجانه الأخير في صنعاء، وأضاف حسن زيد، أنّ “الحجامة قد تؤلم لكنها تخرج الدم الفاسد، هذا ما عملته اليوم لأول مرة، أنصحكم بتجربتها ومنظر الدم الفاسد مزعج”، وكان للرئيس اليمني السابق علي صالح موقف مرحب بأي حل سياسي وتسليم المنافذ الجوية والموانئ لطرف محايد في تناغم الموقف مع مبادرة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ .
ويتهم الحوثيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حزب المؤتمر بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري على الحوثيين في صنعاء من خلال الحشود الكبيرة التي ستدخل بحجة الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر ،كما يتهمونه بالتخطيط والتنسيق مع دول التحالف لإسقاط الحوثيين، وأطلق البرلمان اليمني الذي يمثل حزب صالح أغلبية فيه مبادرة لوقف الحرب مراعاة للوضع الإنساني، وتؤكد على الحوار ووقف العمليات العسكرية وإشراف أممي على المنافذ البحرية والبرية والجوية في اليمن، وتتكون المبادرة من اربع نقاط ، تتصدرها دعوة جميع الأطراف لوقف الحرب وكافة الأعمال العسكرية، ورفع ما أسماه المجلس ” الحصار” البري والبحري والجوي المفروض على اليمن
وطالبت المبادرة الأمم المتحدة بوضع آلية مناسبة لمراقبة سير العمل في كافة المنافذ البرية والموانئ البحرية والمطارات الجوية في أنحاء الجمهورية اليمنية دون استثناء، لضمان تحصيل إيراداتها إلى البنك المركزي اليمني ، وبما يكفل مواجهة كافة الالتزامات الحكومية من صرف مرتبات موظفي الدولة، ووفقاً للمبادرة فأنه يجب على جميع الأطراف المعنية الدخول بحوار بناء وشامل بدون شروط مسبقة وبإشراف دولي وصولاً إلى حل سياسي عادل يضمن تحقيق السلام والاستقرار لليمن والمنطقة والوصول إلى شراكة وطنية وسياسية حقيقية والتصالح والتسامح. ولكن مليشيات الحوثي ترفض تسليم ميناء الحديدة ووجهت اتهامات لحزب صالح بانه خائن. ويتهم نشطاء حزب صالح الحوثيين بنهب إيرادات مؤسسات الدولة والفشل والفساد وعدم دفع رواتب الموظفين من إيرادات المحافظات الخاضعة لسيطرتهم وتجويع الموظفين.
وأعلن الحوثيون وحزب صالح، في 28 يوليو/تموز 2016 تشكيل مجلس سياسي يتكون من 10 أعضاء بالمناصفة، وقالوا إنه يهدف إلى “إدارة شؤون الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وإداريًا واجتماعيًا وغير ذلك”، وبحسب الاتفاق الموقع لتشكيل المجلس السياسي فان رئاسة المجلس ستكون دورية بين صالح الصماد الذي يمثل الحوثيين وصادق أمين أبو راس الذي يمثل حزب علي صالح ،ولم يتولى أبو راس رئاسة المجلس حتى الآن وقد تم التمديد للصماد لرئاسة المجلس بينما نال حزب صالح رئاسة الحكومة المشكلة بين صالح والحوثيين بينما تقاسم الحوثيين وصالح المناصب الوزارية.
وأفاد المحلل السياسي وليد الصوفي ،بأن الحوثيين حاولوا طيلة فترة انقلابهم خلخلة واختراق وإضعاف حزب المؤتمر على الصعيد العسكري والقبلي والسياسي بهدف إضعافه بالرغم انه شريك لهم بالوقت الحاضر لكن الحوثيين جماعة لا تؤمن بالشراكة وتريد السيطرة وحيدة وأيضا تتخوف من أي ضربة قد يوجهها المؤتمر لها تفقدها كل المكاسب التي حققتها، واعتبر الصوفي صنعاء موالية لصالح والحوثيين في مناطق سيطرتهم خارج صعدة يعتمدون على غطاء المؤتمر واي تصرف عسكري احمق من الحوثيين لمنع فعالية 24 أغسطس ستكلف الحوثيين الكثير وسيخرجون من صنعاء بلا شك مهزومين كون قبائل صنعاء توالي صالح ولا تطيق الحوثيين إضافة إلى القوة العسكرية التي يمتلكها صالح وهي قوة لا يستهان بها.
وتوقع الصوفي أن يسحب محمد علي الحوثي إعلانه وتتراجع مليشيات الحوثي عن أي خطوات تحاول تعطيل مداخل صنعاء وبحال لم يحدث ذلك فالمؤتمر لن يلغي فعاليته الاستعراضية الكبيرة كون إلغاء الفعالية ضربة عسكرية وسياسية لصالح الحوثيين وتقزم المؤتمر والاحتمال الوارد اندلاع مواجهات ستكون مكلفة على الطرفين ولكن المؤتمر سيكون الأقوى فيها، وحسب الصوفي فإن الحوثيين يظنون انهم اصبحوا قوى كبيرة واستطاعوا تفكيك حزب صالح وقوته لكن عليهم العودة إلى الماضي القريب حين خرج صالح من السلطة وكان معظم مشائخ صنعاء يزورون الجنرال علي محسن الذي كان الرجل الثاني في عهد صالح وانشق عنه في الاحتجاجات المطالبة برحيلة وكان قائداً للفرقة الأولى مدرع ويشغل حالياً منصب نائب الرئيس ،وحين هاجمه الحوثيين بصنعاء وفر لهم صالح الدعم القبلي والعسكري بل وخاض المعركة بدلا عن الحوثيين واسقط علي محسن وبعده حاصر الرئيس هادي بوقت قياسي والقبائل التي كان يضن علي محسن أنها لجانبه والوحدات العسكرية تخلت عنه ببساطة ووقفت مع صالح.
ووفقاً للصوفي فإن صالح كان يتوقع الكثير بانه فقد جزء كبير من قوته العسكرية والقبلية بعد مغادرته الحكم، كما أن الرئيس هادي هيكل الكثير من الجيش لنزع نفوذ صالح فيه وكان صالح يبدو ضعيفاً وفي لحظة وقف الجيش والقبيلة معه ما يعني أن صالح يجعل خصومه يشعرون بالقوة ولكن لا يمتلكونها ويضربهم في اللحظة المناسبة وهذا ما قد يحدث مع الحوثيين.
وأشار الصوفي إلى أن الحوثيين يشعرون بخطر واحتمال أن يدخل صالح الموالين له بأعداد كبيرة لصنعاء باسم الاحتفال بعدها يوجه الضربة القاضية لهم لاسيما وان الحوثيين وصالح لديهم ثارات قديمة مع بعضهم البعض خلافاٌ عن قبول صالح بالحلول السياسية لوقف الحرب وتسليم الموانئ والمطارات لطرف محايد بإشراف الأمم المتحدة كمقدمة للحل السياسي ورفض الحوثيين لذلك وإمكانية تسوية الخلافات وحدوث اتفاق على حساب الحوثيين بين صالح والسعودية ،حيث أن صالح ليس عميل لإيران ولكن حاول استخدام الحوثيين لتصفية حساباته وعلق معهم بعد تدخل التحالف وبإمكان السعودية وصالح العودة للعلاقات القديمة وهذا ما يخشاه الحوثيين.