يلتقي المفاوضون الصينيون والأميركيون الثلاثاء في شنغهاي لإجراء محادثات جديدة بشأن الحرب التجارية بينهما، لكن بكين وواشنطن لا تتوقعان الكثير بشأن فرص التوصل إلى اتفاق.
وستعقد الاجتماعات الثلاثاء والأربعاء في مدينة شنغهاي التي تعد العاصمة الاقتصادية للصين. وستكون الأولى وجها لوجه بين الطرفين منذ فشل المفاوضات في أيار/مايو الماضي عندما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكين بعدم الوفاء بالتزاماتها.
ويجري المفاوضات عن الجانب الأميركي الممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل بتبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من المبادلات السنوية.
وامتد الخلاف إلى قطاع التكنولوجيا مع إدراج المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات هواوي في أيار/مايو على لائحة سوداء للإدارة الأميركية لأسباب أمنية.
وتجري المفاوضات في أجواء معقدة للصين التي تواجه منذ أسابيع تظاهرات كبيرة وبعضها عنيفة في هونغ كونغ، وعداء شديدا من الولايات المتحدة.
وهدد ترامب بمهاجمة منح صفة الدول النامية لبعض البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، في خطوة تستهدف الصين أولا.
وفي رد قاس الاثنين، دانت بكين “وقاحة وأنانية” الولايات المتحدة. ولمّح ترامب الجمعة إلى أن الصين يمكن أن تتعمد إطالة أمد المفاوضات حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في 2020، على أمل وصول رئيس يمكن التعامل معه بسهولة.
تكتيك غير فعال
اعترفت وكالة أنباء الصين الجديدة الثلاثاء في تعليق بأن العلاقات بين بكين وواشنطن “متوترة” ودعت الولايات المتحدة إلى “التعامل مع الصين بكل الاحترام الواجب” إذا أرادت التوصل إلى اتفاق.
ويشكل استئناف المفاوضات بحد ذاته خطوة إيجابية بعد الهدنة في الحرب التجارية التي اتفق عليها الرئيس الأميركي ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.
وقال جيك باركر من غرفة التجارة الأميركية إن “هذه الجولة من المحادثات تهدف إلى توضيح مواقف الطرفين بعد تهدئة نسبية”.
وأضاف أنه سيكون على بكين وواشنطن “إعادة الثقة التي كانت قائمة في نيسان/إبريل وتبددت منذ ذلك الحين”.
ويشير عقد المحادثات في شنغهاي أيضا إلى فترة تحسنت فيها العلاقات بين البلدين، كما يثبت بيان شنغهاي الذي صدر في 1972 وكان مرحلة مهمة في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين.
لكن بكين وواشنطن تبديان تفاؤلا حذرا في فرص التوصل إلى اتفاق، علما أن حدة الخطاب لم تتراجع في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطات الصينية.
فقد نصحت الصحيفة الناطقة بالإنكليزية “تشاينا ديلي” الثلاثاء الولايات المتحدة “بالتخلي عن تكتيك الضغوط القصوى الذي تتبعه”، مؤكدا أنه “ليس فعالا ضد الصين”.
وفي مؤشر إلى غياب الثقة بين القوتين الكبريين، يمكن أن يلعب وزير التجارة الصيني جونغ شان الذي يعتبر متشددا، دورا أكبر في هذه المفاوضات إلى جانب نائب رئيس الوزراء ليو هي القريب جدا من الرئيس شي جينبينغ.
ورأى ستيفن إينيس المحلل في مجموعة “فانغارد ماركيتس” أنه ستكون هناك على الأرجح “بعض التنازلات البسيطة ولكن بحدود”. إلا أنه أشار إلى أن “اتفاقا على أي شيء سيكون إيجابيا” بعد أشهر من التوتر المتصاعد.