دفعت الخسائر الضخمة التي تكبدتها الميليشيات الحوثية في جبهات القتال اليمنية، قادة الجماعة إلى تكثيف تحركاتها خلال الأيام الأخيرة في أوساط رجال القبائل في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى الخاضعة للجماعة، أملاً في استقطاب مزيد من المقاتلين.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء على ما يدور في أروقة الجماعة، بأن رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط أطاح محافظه الانقلابي في تعز (جنوب غرب) أمين البحر، وعيّن بدلاً منه القيادي في الجماعة سليم المغلس، بعد فشل الأول في استقطاب مجندين وجبابة مزيد من الأموال.
وأكدت المصادر أن الجماعة بتوجيهات من زعميها عبد الملك الحوثي، أمرت قادتها المحلّيين في محافظات صنعاء وإب وذمار وعمران والمحويت وحجة وريمة، بتكثيف تحركاتهم في أوساط رجال القبائل لتحريضهم على حشد مزيد من المقاتلين، بهدف تعويض الخسائر التي تكبّدتها الجماعة في جبهات نهم والجوف وصرواح والضالع وصعدة وتعز.
كما شدّدت الجماعة على المنظمات التابعة لها والمؤسسات الحكومية، أن تجبي مزيداً من الأموال والتبرعات لمصلحة الميليشيات في الجبهات، بخاصة في نهم والجوف اللتين تستميت الجماعة لتحقيق أي تقدم فيهما على حساب الجيش اليمني الوطني المسنود بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وذكرت مصادر انقلابية في صنعاء أن الجماعة أوعزت إلى «جمعية الصالح» التي كان يملكها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، لتسيير قافلة دعم لميليشياتها في نهم والجوف، تشمل الغذاء والملابس.
وفي محافظة إب (جنوب صنعاء)، عقدت السلطات المحلية الموالية للجماعة اجتماعات مكثّفة مع أعيان القبائل في مديريات السدة والنادرة والرضمة والقفر والعدين وغيرها، من أجل الضغط عليهم لحشد مزيد من المجندين في صفوف الجماعة.
وأفادت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» بأن هذه الاجتماعات ناقشت «السبل الكفيلة لإنجاح حملة التعبئة والتحشيد لرفد الجبهات بالرجال والعتاد، وأقرت تشكيل لجان ميدانية للنزول إلى مديريات القفر والرضمة والسدة والنادرة والسبرة والسياني بغرض التحشيد للجبهات».
وعلى وقع الخسائر التي تكبّدتها الميليشيات الحوثية في جبهات نهم والجوف على صعيد الأعداد الضخمة من القتلى والجرحى، أمرت الميليشيات قادتها المحليين في المحافظات الخاضعة لها بالقيام بزيارات ميدانية إلى هذه الجبهات من أجل رفع الروح المعنوية لعناصرها. وعقدت الميليشيات في محافظات المحويت وعمران وحجة أكثر من اجتماع في سياق مساعي التحشيد لرفد الجبهات، وفق ما أفادت به مصادر الجماعة.
وزعمت المصادر الحوثية أن قياداتها في مديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء سيّروا قافلة مالية وغذائية لعناصر الميليشيات، في الوقت الذي عقد فيه القادة المحليون لقاءات موسعة في مديريتي صعفان ومناخة (غرب صنعاء) للتحريض على تجنيد مزيد من المقاتلين من أبناء القبائل.
وتقوم الجماعة الموالية لإيران منذ انقلابها على الشرعية، باستقطاب زعماء القبائل في مناطق سيطرتها، ومنحهم أموالاً وسيارات مقابل أن يستمروا في تجنيد أتباعهم في صفوفها.
وفي الآونة الأخيرة، أكدت مصادر قبلية أن معظم أبناء القبائل أحجموا عن الاستمرار في تجنيد أبنائهم في صفوف الميليشيات الحوثية، ما دفع الجماعة إلى مزيد من الضغط عليهم وتهديدهم بالتصفية.
وكانت الجماعة في الأسابيع الأخيرة شنت عمليات اعتقال وتصفية لعدد من زعماء القبائل في عمران وإب وريمة، على خلفية رفضهم حشد المجنّدين ومطالبتهم للجماعة بالتوقف عن استقطاب الأطفال والقاصرين للقتال.
وأكد شهود عيان في صنعاء أن قادة الميليشيات الحوثية وجّهوا أتباعهم في الأحياء والمدارس والمساجد والمصالح الحكومية المحتلة، لتحشيد مزيد من المجندين إلى جبهات القتال، فضلاً عن حض السكان على التبرع بالمال والغذاء من أجل دعم المقاتلين.
وعلى الرغم من الخسائر الضخمة التي تكبّدتها الميليشيات، فإنها – كما يبدو – تصرّ على إرسال مزيد من عناصرها إلى جبهات القتال لتعويض النقص العددي في قوام مقاتليها.
وأوضحت مصادر طبية في صنعاء أن المستشفيات الحكومية باتت تغصّ بجثث القتلى وكذلك الجرحى، وبخاصة مستشفيات الثورة والجمهوري والعسكري والشرطة، إضافة إلى عدد من المستشفيات الخاصة التي تفرض الجماعة عليها استقبال عناصرها للعلاج مجانا. ومنذ انقلاب الجماعة على الشرعية أواخر 2014 أسست الجماعة مؤسسة خاصة لتشييد المقابر التي وصل عددها إلى أكثر من 600 مقبرة في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لها.
الخبر التالي
أخبار ذات صلة
انقر للتعليق
جار التحميل....