موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخبارحوارات

في حوار خاص مع السفير الصيني لدى اليمن : نتطلع إلى إحلال السلام في اليمن خلال فترة عمل السيد هانز

مئة عام مرت منذ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني الذي بفضل وجود قيادات له تميزت برؤية واسعة وبعيدة المدى، نهضت الصين اليوم نهضة نوعية في شتى المجالات وأصبحت من أسرع اقتصادات العالم نموا.
حيث أصبحت أكبر دولة مصدرة في العالم وثاني أكبر مستورد للبضائع، وأصبح الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم، من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي وتعادل القوة الشرائية
واثناء خطاب هام ألقاه الرئيس الصيني شي جينبينغ في احتفال بلاده بالمئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني الذي نقل البلاد الى نهضة نوعية في شتى المجالات مطلع يوليو الماضي أعلن ” أن نهضة بلاده عسكريا واقتصاديا لا رجعة فيها”، أن “الصين لا تضطهد دولا أخرى”.
محذرا الرئيس الصيني أي أحد يحاول “اضطهاد الصين”، قائلا: “هؤلاء يضربون رؤوسهم في سور من الفولاذ”…

حول النهضة الصينية الحديثة ومواقفها من الملف اليمني وسعيها لإيقاف الحرب الدائرة في اليمن ومشروعها الداعم لاقتصاد اليمن ونهضته كان لليمن الاتحادي شرف اللقاء مع سعادة السفير كانغ يونغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن.

 

نهنئكم بمرور مئة عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني ونود أن تعطونا لمحة عن رؤية الحزب والحكومة الصينية خلال المرحلة المقبلة وما الذي تسعى الصين وتطمح لتحقيقه خلال المئوية القادمة…

• أود أن أشكر جميع الأحزاب السياسية والأصدقاء ووسائل الإعلام اليمنية على تهانيكم بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني!
في عام 1997، طرح تقرير المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب الشيوعي الصيني “أهداف المئويتين”، أي بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، سيكون الاقتصاد الوطني أكثر تطورا وتصبح كافة الأنظمة أكثر كمالا؛ بحلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، سيتحقق التحديث بشكل أساسي، وبناء دولة اشتراكية غنية وقوية وديمقراطية ومتحضرة.
بعد ذلك، جدد المؤتمر الوطني السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني التأكيد على “أهداف المئويتين” وقامت بتحسينها وترتيبها.
في الأول من يوليو من هذا العام، في الحشد الاحتفالي بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أعلن الأمين العام شي جين بينغ أن الصين قد حققت أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، إذ أنجزنا بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل على أرض الصين، وحللنا بصورة تاريخية مشكلة الفقر المطلق.
خلفية هذا الإعلان هي أنه منذ عام 2010، أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. في عام 2020 حيث تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 100 تريليون يوان (حوالي 15.6 تريليون دولار أمريكي) لأول مرة، وتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لعامين متتاليين عشرة آلاف دولار أمريكي.
وفقا لخطط آخر المؤتمرات الوطنية الخمسة المتتالية للحزب الشيوعي الصيني، سنحقق إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة وغنية وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة بحلول عام 2049، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
قطرة على قطرة تصنع غديرا. التحقيق الناجح للهدف المئوي لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني بدأ من عام 1921 في بداية تأسيس حزبنا، طرح حزبنا الشعار المتمثل في السعي وراء سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية. على مدى مئة عام، ظل يتذكر الشيوعيون الصينيون هذا الهدف دائما بشكل ثابت.
خاصة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، رسمت الحكومة الصينية أربع عشرة خطة خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية ونفذتها بجدية، وركزت جهودها الكاملة على التنمية الاقتصادية. منذ الثمانينيات للقرن الماضي، تماشت الصين اتجاه التنمية العالمية وطرحت سياسة الإصلاح والانفتاح، أخيرا خلقت “معجزة صينية” في تاريخ الاقتصاد العالمي.
في الوقت الحاضر، يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني إلى العمل الجاد لتحقيق الهدف المئوي الثاني. بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، وبغض النظر عن كيفية كبح الدول الأخرى لتنمية الصين وتدخلها فيها، فإن الحزب الشيوعي الصيني سيقود الشعب الصيني بثبات وبحزم لإحسان شؤونا خاصة. نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن الهدف المئوي الثاني سيتحقق بسلاسة بكل التأكيد.

الملف اليمني يبدو أنه يزداد تعقيدا يوما بعد آخر ويظهر جليا تصارع القوى الخارجية وتضارب مصالح دولية تزيد المشهد صعوبة ماهو موقف الصين حول مايحدث اليوم من مستجدات؟

• لا يزال وضع اليمن الراهن معقدا ومتوترا، والعملية السياسية اليمنية تعرقل مرات، وتسبب الحرب التي تستمر السنوات في أن تكون حياة الناس صعبة وثقيلة. كصديق اليمن، تشعر الصين بآلام الشعب اليمني كآلام نفسها. تجاه فوضى اليمن، ستلتزم الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولن تستغل نكبة الآخرين، ولا تتقرّب من طرف واحد وتضرب طرفا آخر في اليمن، ولا تسعى إلى تحقيق المصلحة الأنانية وتنافس على أي مجال النفوذ. سيواصل الجانب الصيني دعم سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، ودعم حل القضية اليمنية من خلال الحوار السياسي والمفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني. يرى الجانب الصيني أن القضية اليمنية هي قضية الشعب اليمني في نهاية المطاف، ومفتاح الحل في أيدي اليمنيين. المفتاح هو أن جميع الأطراف السياسية اليمنية تضع مصلحة الوطن والشعب في مكانة الأولوية، ويحافظ الشعب اليمني على وحدته.

سيواصل الجانب الصيني الحفاظ على موقف موضوعي وعادل بشأن القضية اليمنية، وتسعى جاهدة للحفاظ على التواصل والتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، والقيام بدور الحث بالتفاوض والنصح للتصالح بين جميع الأطراف، وتقديم مساهماتها الخاصة في عملية السلام في اليمن.

يقال بأن الصين كانت تقف خلف سبب تأجيل الإعلان عن المبعوث الاممي الجديد هانس جروندبيرج الذي تم تعيينه مؤخرا إن صح ذلك فهل ترون بأنه سيفشل في مهمته وأنه لن يقدم جديدا كمن سبقه؟

• تعد الصين أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وصديق اليمن المخلص، دائما ما تتمسك بموقف المسؤولية العالية وتضع مصالح اليمن وشعبه في مكانة الأولوية، كما تتمسك بمواقف الحذر والموضوعية والعدالة في تعيين المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. لن تعرقل الصين أي جهد لمساعدة اليمن على تحقيق السلام، ويستطيع الأصدقاء اليمنيون رؤية ذلك في الماضي، ويمكنكم أن تطمئنوا في المستقبل.
يتمنى الجانب الصيني بصدق كل التوفيق للمبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة هانز جروندبيرج في منصبه الجديد. يتمتع السيد هانز بأكثر من 15 عاما من الخبرة حول حل النزاعات والتفاوض في الشرق الأوسط، وعمل كسفير للاتحاد الأوروبي في اليمن من قبل، ولديه معرفة أكثر شمولا وعمقا لليمن، وشارك بعمق في محادثات السلام في ستوكهولم، وأعتقد أن هذه التجارب ستوفر له الفوائد لعمله المستقبلي. إن الصين مستعدة للتواصل والتعاون بشكل وثيق مع أعضاء مجلس الأمن والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن حل القضية اليمنية. نتطلع إلى إحلال السلام في اليمن خلال فترة عمل السيد هانز.

قدمت البعثة الصينية لدى اليمن مبادرة لإيقاف الحرب إلى أين وصلت تلك المبادرة وماهي أهم بنودها؟

• قبل شهر رمضان لهذا العام، دعونا جميع الأطراف اليمنية إلى وقف إطلاق النار من أجل قضاء شهر رمضان بسلام وأمن للشعب اليمني. كما استجاب الجانب الصيني مبادرات الأمم المتحدة والسعودية وغيرها من مبادرات وقف إطلاق النار بنشاط، وبذل الجهود مع جميع الأطراف لدفع تحقيق وقف إطلاق النار في أنحاء اليمن في أسرع وقت ممكن.
منذ اندلاع حرب اليمن في عام 2015، شهدنا كثيرا من العائلات المشتّتة والأسر المنكوبة والمآسي العائلية. لا تدمر الحرب تراكم اليمن بصفته دولة حضارية قديمة فحسب، بل تدمر آمال الجماهير في الحياة المستقبلية أيضا. لقد أثبتت الحقائق مرارا وتكرارا أن الحرب القاسية هي السبب الرئيسي وراء وقوع الشعب اليمني في الكوارث الإنسانية. إذا لم يحقق وقف إطلاق النار واستئناف السلام مبكرا، فإن إعادة إعمار اليمن ستكون مستحيلة مثل قصور في الهواء. في ظل وضع اليمن الحالي، يعد وقف إطلاق النار أكبر سياسة وأهم إنساني. من أجل مساعدة اليمن على تحقيق وقف إطلاق النار، تشارك الصين بنشاط في عملية السلام في اليمن التي تقودها الأمم المتحدة، وتقوم بتقريب الأطراف لرأب الخلافات والتوصل إلى التوافق بين جميع الأطراف. مع تغير وضع اليمن، إن الصين على استعداد لمواصلة العمل مع المجتمع الدولي والإقليمي للمساعدة على إيجاد حل سياسي للقضية اليمنية وإيجاد أفضل طريقة لتحقيق وقف إطلاق النار. كما أريد أن أغتنم هذه الفرصة من المقابلة الصحفية لأدعو مرة أخرى إبعاد الحرب عن اليمن وإحلال السلام في اليمن وحفظ الله اليمن.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد