24.6 C
الجمهورية اليمنية
9:03 مساءً - 12 أبريل, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

ألغام الحوثي.. شراك الموت الكامن تحت الأرض

بشرى العامري:

تُشكل الألغام في اليمن كابوساً إنسانياً متواصلاً، وهي كارثة مدمرة لموت صامت يحصد الأرواح دون رحمة، جاعلاً الموت متربصاً في كل خطوة..

موتٌ خفيٌ تحت الأرض كفخٍ لايفرق بين طفلٍ أو مزارع أو مسافرٍ عابر.

حولت ميليشيات الحوثي البلاد إلى واحدة من أكثر البلدان تلوثاً بالألغام الأرضية والمتفجرات على مستوى العالم، في جريمةٍ مستمرةٍ منذ بداية تمردها المسلح في العام 2014 .

بلا وازعٍ أو إعتبار .. عمد الحوثيون إلى زرع أعدادٍ هائلة من الألغام الأرضية بما في ذلك الأنواع المضادة للأفراد والمركبات بشكل عشوائي في المناطق المدنية، مثل القرى والمزارع والطرقات.

وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة تنتشر في معظم المحافظات، مما يشكل خطراً دائما على حياة المدنيين، وتسببت هذه الألغام في مقتل وإصابة الآلاف، بما في ذلك الأطفال والنساء، وحرمت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.

ولازالت جهود مكافحة الالغام تعاني من تحديات جمة أبرزها مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام، الذي بدأ في 2018، وأزال أكثر من 486 ألف جسم متفجر حتى أبريل الجاري، لكن التحدي لا يزال هائلاً بسبب إستمرار زراعة الألغام ونقص التمويل الدولي.

 برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام قاما بتطهير ملايين الأمتار المربعة من الأراضي، لكن الانتشار الواسع للألغام يفوق القدرات الحالية للاستجابة، خاصة المناطق الساحلية والجبلية، حيث يعيش معظم السكان.

وتتضاعف المشكلة مع انعدام الدور الدولي المفروض لمواجهة هذه الكارثة، فالأمم المتحدة لم تضع الألغام كأولوية قصوى في خططها الإنسانية أو السياسية لليمن.

تجاهل الأمم المتحدة لخطورة الكارثة، عرّض المنظمة الدولية لانتقادات كبيرة بسبب ما يُنظر إليه كتجاهلٍ لقضية الألغام في اليمن مقارنة بحجم الكارثة، ورغم النداءات المستمرة من مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني،

إلا أن كارثة الألغام، تتجاوز مجرد خطر دائم لواقع يومي يهدد المستقبل، حيث الموت الصامت متربص بالابرياء دوماً خاصةً مع رفض ميليشيات الحوثي الكشف عن أي خرائط لمزارع الألغام.

هذه الكارثة بحاجة الى تلاحم وطني واسع وإلى حشد الدعم الدولي السريع، ودون ذلك ستبقى هذه الجهات تُتهم بتقاعسها في اتخاذ خطوات حاسمة، سواء عبر الضغط السياسي أو تعبئة الموارد، مما يترك اليمنيين عالقين بين خطر الموت اليومي وغياب أمل واضح في حل شامل لهذه الكارثة الوخيمة.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد