لم تستقبل المدارس الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي/صالح طلابها في عامها الدراسي الجاري الا بعد مرور شهر ونصف على الموعد الفعلي الذي حددته وزارة التعليم في صنعاء ب (15 سبتمبر الماضي) ، على خلفية الإضراب الشامل للمعلمين جراء توقف رواتبهم منذ قرابة عام ، ورغم تعليق النقابات التعليمية مؤخرا للإضراب بعد ضغوطات ومعالجات جزئية اتخذتها سلطات الحوثيين ، ما زال هناك آلاف المدارس مغلقة حتى الآن .
واليوم وبحسب مصادر ل “مركز الدراسات والاعلام التربوي” تعطلت الدراسة في جامعة صنعاء وفي جامعات أهلية وأغلب مداراس العاصمة صنعاء بسبب اختفاء المشتقات النفطية وتعطل حركة السير وحالة التصعيد العسكري والقصف الجوي على العاصمة صنعاء ، بعد يوم وأحد من إعلان التحالف العربي إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية ، ردا على الصاروخ الذي اطلقته جماعة الحوثي على الممللكة العربية السعودية مؤخرا .
مديريات محافظة تعز ال 12 الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية تشهد موجة تصعيد من قبل نقابات المعلمين والادارات التعليمية تهدد باغلاق كافة المدارس _التي فتحت ابوابها مؤخرا_ مالم توفي الحكومة الشرعية بالتزاماتها وتعهداتها بدفع رواتب المعلميين بشكل مستمر أسوة بالمحافظات المحررة .
ففي ال 6 نوفمبر الجاري تقدم عدد من مدراء المدارس في مدينة تعز بعريضة موقعة بختم المدارس اعطت فيه مكتب التربية بالمحافظة والحكومة الشرعية مهلة حتى ال 11 من الشهر الجاري لصرف رواتب المعلمين مهددة بإغلاق المدارس مالم يتم الاستجابة لمطالبهم .
إضافة إلى ذلك تشهد تعز اعتصامات ومسيرات متواصلة تنظمها مكونات نقابية تطالب بصرف مرتبات المعلمين ما يعني أن كثير من المعلمين بعيدين عن المدارس حتى الان .
في السياق ذاته تشهد العاصمة الموقته عدن أوضاع أمنية متوترة ما يؤثر بشكل مباشر على وصول الطلبة إلى مدارسهم .
إن تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر الصرف بشكل غير مسبوق وما نتج عنه من ارتفاع في اسعار المواد الغذائية خلق وضع معيشي صعب يهدد الحماية الاجتماعية للتعليم ويجعل آلاف الطلبة في خط فقدان الأمل من الاستمرار في تعليمهم .
تركيز كثير من المتابعين على وضع المدارس من حيث الفتح والاغلاق ربما يشغلهم عن الالتفات إلى قضية في غاية الخطورة تتمثل في عدد الساعات الدراسية التي يقضيها الطلبة في المدارس العاملة التي لا تزيد في الغالب عن 3 حصص دراسية في اليوم الواحد ما يؤثر بشكل مباشر على تدني التحصيل الدراسي للطلبة.
في هذا الصدد يدعو مركز الدراسات والاعلام التربوي جميع الأطراف إلى تحمل مسؤوليتهم
وتوفير كافة التدابير اللازمة لحماية التعليم من الانهيار .
كما يجدد المركز دعوته إلى السلطات في صنعاء وعدن بسرعة صرف رواتب المعلمين وبشكل مستمرا بما يضمن توفير فرص التعليم لملايين الاطفال المهددين بالحرمان من حقهم بالتعليم.