وأشارت الوثائق التي صاغتها مرجعيات تنظيمية، في داعش والقاعدة، عند تطرقهم لتمصير الجهاد، ومحاولة تمركزه داخل القاهرة، والسيطرة على سيناء، أنه لابد للخلاص من الطرق الصوفية التي تصدرها الدولة المصرية على اعتبار أنها تمثل الأسلام الوسطي في مواجهة الفكر التكفيري المتشدد.
وعن كيفية القضاء على الطرق الصوفية، نوهت أحد الوثائق الجهادية، التي وجدتها الأجهزة الأمنية المصرية بحوزة عناصر الخلايا الداعشية بالقاهرة، عقب القاء القبض عليهم، وكشفت مخططهم وطريقة تفكيرهم في التغول داخل المجتمع، واستهداف وتجنيد الشباب إلي صفوف التنظيم، وكتبها أحد المرجعيات الجهادية الشيخ أبو بكر أحمد، تحت عنوان “مصر والطريق إلى أمة الخلافة”، بهدف “فتح مصر”، جهاديا وتمكين الخلايا الداعشية من السيطرة على القاهرة عن طريق ما يسمي بـ “جهاد التمكين”.
وأشارت الوثائق، إلى أن المجتمع بدأ يتأهل للخلافة، وأن الجيل الحالي بدأ يصاغ في أجواء الحركة والجهاد، ليصلح أن يتحمل مسئوليات الخلافة، وأقرب المجتمعات في مصر، حسب طبيعتها الاجتماعية، المهيأة لجهاد التمكين، وقيام أمة الخلافة، هو سيناء، ثم يتدرج الأمر من مطروح إلى جنوب الصعيد إلى شماله، والمراكز الشرقية قبل الغربية، وصولاً إلى مناطق الدلتا، لكن حتي يتحقق ذلك لابد من القضاء بشكل فاعل على الحركة الصوفية من جذورها، باعتبارها حائط صد في مواجهة انتشار الجهاد.
وأكدت وثائق “التمكين الجهادية” أنه للوصول إلى نموذج الدولة إلاسلامية، لا بد من تحقيق أمور ثلاثة: القضاء على علماء السلطان، والذين ينجرف غالبتهم نحو الطرق الصوفية، وظهور زعامات وقيادات جهادية جديدة، ولن يتم ذلك إلاعن طريق الحركة والجهاد، بحيث ينجر المجتمع إلي دائرة الجهاد والسلاح.
وفي دراسة منهجية أخرى وضعها أحد المرجعيات الجهادية الداعشية، أبومودود الهرماسي، تحت عنوان “سر الأحجية المصرية، أي “سر اللغز المصري”، وتحدثت عن كيفية اختراق المجتمع المصري، وتحويله إلى مجتمع جهادي يناصر الخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي.
وقدمت الوثائق البحثية الداعشية الكثير من الأسباب التي تدفع الجهاديين إلى محاولة اختراق المجتمع المصري، واستقطابه نحو بيئتهم التكفيرية المسلحة، تحت مسمي “فتح القاهرة أو فتح مصر”، عن طريق العديد من الوسائل الفاعلة لتحقيق خلافتهم ودولتهم المزعومة على انقاض الدولة المصرية الحالية، التي يرونها علمانية تحارب النهج الاسلامي المتشرع .
واعتبرت الدراسة الجهادية، أن المنهج الصوفي، هو المرجعية الدينية الحقيقية للجيش والشرطة والقضاء ورجال المال والاعمال ويتم تمويلها من جهات خفية داخليا وخارجيا، وأن تعدادهم يصل إلى ما يقرب 10% من تعداد الشعب، وتم استمالتهم واختراقهم من الروافض خلال ال 7 سنوات الماضية.
وتحت البند: كيف نفتح مصر؟، طرحت الوثيقة الداعشية العديد من الوسائل التي تحاول من خلالها تحقيق شوكتهم داخل القاهرة، لاسيما أنها قسمت مصر إلى ولايتين أحدهما “ولاية سيناء”، والثانية هي “ولاية القاهرة”، ومن ثم تطرقت الدراسة الداعشية إلى وسائل فتح القاهرة، وتحويلها لولاية تابعة لتنظيم “داعش”.
وأشارت الوثيقة الداعشية، إلى أن خطة “فتح القاهرة” سوف تعتمد على مبدأ “النكاية والإنهاك”، وهي المرحلة الأولى التي بني عليها المنظر الجهادي، أبو بكر ناجي، إستراتيجيته المسماة بـ”إدارة التوحش”، وتعنى استمرار العمليات الجهادية لإنهاك الحكومة المركزية استعدادا لإسقاطها، أو تخليها عن إدارة منطقة، تبدأ من عمليات صغيرة متسلسلة تتصاعد حتى تصل إلى استهداف البنية التحتية بالكامل، وتنتهى بطرد مظاهر السلطة المركزية بالكامل والقضاء عليها، وتعتمد مرحلة شوكة النكاية والإنهاك على مجموعات وخلايا “منفصلة”، لإحداث فوضى وتوحش، وترتقي بعدها إلى “إدارة التوحش”، لتنتهي بالمرحلة الأخيرة “التمكين”.
وأكدت الوثيقة الداعشية، أن وضع المجاهدين بمصر الآن في مرحلة الشوكة والنكاية، ولابد أن تستمر في هذا الاتجاه حتي يتحقق التمكين، وفق عشرة خطوات:
أولا: إثارة الفوضى بين الجهات المنوطة بحمل السلاح وهي: (الجيش والشرطة والنصارى والبلطجية) باستدراج عناصر منهم لعمل عمليات ضد فريق آخر وتأليب فريق على آخر بالإعلام والحرافيش والمال، وتذكير أناس موحدين صادقين من داخلهم بشرعية العمل وفضله.
ثانيا: اغتيال أئمة الكفر من علماء الأزهر، ورموز الصوفية، ولا تستثنى المتقاعدين منهم، فقد تم تجنيدهم جميعا للعمل مع أجهزة الأمن.
ثالثا: اشعال المناطق القبلية في مطروح ووادي النطرون وما خلفهم من مناطق بالقتل العنصري للنصارى.
وفي كتابه تحفة الأبرار في حكم مساجد الضرار، أكد أبو محمد المقدسي، أبرز منظري السلفية الجهادجية، وتنظيم القاعدة، أن عقيدة الطرق الصوفية هي الكفر، ويجوز قتل رموزمها ، وأن مساجدهم تأخذأحكام المساجد الضرار، ويجوز هدمها، وقتل من فيها، لأن عقيدتهم تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، وان من يدعو غير الله أو يستنجد بالموتى، ويستغيث بهم ويطلبهم المدد، فإنهم كفار قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وغيرها .