قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر :” علينا أن نبحث عن يمن جديد متوافق ومتصالح مع نفسه، يحمي حقوق الفقير قبل الغني، والضعيف قبل القوي يمن يحمي حقوق الأفراد قبل الجماعات يحمي الفرد كإنسان، يمن متوافق ومتصالح مع محيطه العربي والخليجي على وجه التحديد، والقومي في العموم وتذكروا أن روابط القربى واللغة والثقافة والجغرافيا والتاريخ المشترك هي التي تقرر مصيرنا، ولم تكن يوماً أيران سوى جار بعيد مختلف عنا في هذه كلها “.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء في كلمة له بالحفل الفني والخطابي الذي نظمته وزارة الثقافة والسلطة المحلية بالعاصمة المؤقتة عدن في قاعة الاتحادية بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير عدن اليوم :” مضى عامان على التحرير، ولازالت الحرب مستمرة، ولازال العدو يرفض الانصياع لصوت العقل، ويأبى القبول لداعي السلام، تمده أيران وبعض الدول بأسباب الرفض، ويمنحه بعض اليمنيين الذين استمرؤا عبوديتهم الدعم والبقاء، لقد دمر الحوثيون وصالح اليمن، من يمر اليوم بأحياء عدن يهوله ما يراه من تدمير لحق ببيوت أهلها، ومؤسساتها ومرافقها الحيوية، وبنيتها التحية، التي استغرق بناؤها عقوداً من الزمن، وكانت ثروة لا تقدر بثمن.
واكد بن دغر “سنعيد بناء ما دمره الحوثيون وصالح في عدن ولحج وأبين والضالع، بل نحن عازمون على إعادة البناء في كل اليمن”.
وتابع :” لقد أجرم الحوثيون وصالح في حق الوطن، لكن الجريمة الأكبر ارتكبت في حق المجتمع، لقد دمروا النسيج الاجتماعي لوطن موحد، فالجماهير التي خرجت تهتف باسم الوحدة في مايو العظيم وترفع عالياً اسم اليمن الواحد لم تعد اليوم كذلك، لقد شوهوا الوحدة، فغدت في حد ذاتها معضلة، لم تعد قابلة للاستمرار إلا في صيغة اتحادية جديدة، وضعنا أسسها في مؤتمر الحوار الوطني، وغدت مشروعاً لعبدربه منصور هادي ومشروعاً لمن يرى عزة الأمة في اتحادها، يرفض التقسيم والتقزيم والتجزئة، ولنا في الإمارات العربية المتحدة مثابة وعبرة لقد صنعت الاتحادية في الإمارات حضارة جديدة لم تخطر ببال أكثر المنجمين كذباً ولا أكثر الفلاسفة عقلاً فهل نتعظ؟، وهل يساعدنا الأهل على أن نتعظ؟
وخاطب رئيس الوزراء الحوثي وصالح بالقول :” نقولها للحوثيين وصالح ها قد انقلبتم على الجمهورية والوحدة في صيغتها الاتحادية الجديدة العادلة التي توافقنا حولها في مؤتمر الحوار الوطني، أنتم لم تشنوا الحرب على تعز وعلى عدن إلا أنكم أدركتم أن مؤتمر الحوار الوطني قد وضع حداً للنفوذ والهيمنة والنهب، جربتم التدمير والعنف والقتل، فما خلفت حربكم سوى الخراب والدمار، كنتم طامعين في حكم الأرض والشعب، فلم تتمكنوا من الأرض ولن تحكموا الشعب ، فالشعب الذي ذاق طعم الحرية وعرف طريق الديموقراطية بهديٍ من ثورتيه العظيمتين سبتمبر وأكتوبر لم يعد قاصراً ولا جاهلاً ولا خانعاً ولا تابعاً، فثوبوا لرشدكم، واحقنوا الدماء، ولا تنتظروا حلولاً للأزمة والحرب خارج نطاق المرجعيات المتفق عليها، لم تعد تعز كما عرفتموها من قبل، وعدن وتعز تقاومان وتقفان سداً منيعاً في وجه طموحاتكم، هل تدركون أن من يقاتلون في مأرب يأتي معظمهم من عمران وذمار وصعدة وحجة والمحويت ، أليست هذه رسالة عميقة أن اليمني واليمن قد تغيرا عما كانا عليه”.
واوضح رئيس الوزراء ان الأمور لن تعود كما كانت عليه، قبل مارس ٢٠١٥، أو كما كانت عليه بعد 1994، لكننا لن نستطيع صناعة حلول بمفردنا، وفي الأفق لا أرى حلاً سياسياً مقبولاً على المستوى الوطني غير الدولة الاتحادية، الكفيلة بالتوزيع العادل للسلطة والثروة، فنحن في عالم لا نقرر فيه لوحدنا، لكنه عالم أراه يحاول مساعدتنا على الخروج من أزمتنا، هناك فرصة لسلام دائم في بلادنا، ويجب اقتناصها، وهي فرصة لا يمكن تحقيقها بدون الشرعية، تجاوز الشرعية أو العمل بدونها تترتب عليه مخاطر جمة.
وخاطب ابناء الشعب قائلا :”لدينا الإيمان أن شعبنا يستحق الأفضل كما أنه أهلاً للسلام، فقط نريد دعمكم ومساندتكم للتغلب على الصعوبات، نعم نريد دعمكم ومساندتكم للتغلب على العقبات ولو بأضعف الإيمان.
واكد انه يجب على المجتمع أن يسهم في انتاج الحلول للمشكلات، ينبغي أن نوحد المواقف، ونغلب المصالح المشتركة على ما عداها من مصالح خاصة، وألّا نترك هذه المصالح للعابثين أو المحبطين، أنها في الأساس مهمة القوى الحية في المجتمع، مهمة النخبة المثقفة والشباب المتطلع لغدٍ أفضل، والمرأة المناضلة التي يمثلها هذا الحضور الطيب وأن قل.
وحول انتشار وباء الكوليرا اضاف :”سنتغلب على هذه الجائحة الآن، لقد اعتمدنا لها من المال ما يكفي لمواجهة المرض وهزيمته، بل وجعلنا له الأولوية على ما عداه، بل وأكثر من ذلك ساهمنا وسنساهم في معالجة المرض في المناطق المسيطر عليها من العدو، مشيرا الى ان العاملين في وزارة الصحة وفروعها في المحافظات في المستشفيات العامة والخاصة يقاتلون في جبهة مكافحة المرض،
واكد بن دغر الى ان الحكومة الشرعية ستواجه الإرهاب بكل صوره وأشكاله، “نحن شركاء فاعلين في مواجهة الإرهاب والتطرف مع المجتمع الدولي، وأظنكم تذكرون معي أن الحالة اليوم في عدن والمحافظات الأخرى هي أفضل منها قبل عام، لكن الاختراقات الأمنية من قبل العناصر الإرهابية وأعمال العنف لازالت مستمرة، لازال هناك من يقلق السكينة العامة، من يعتدي على المواطنين، من يقتحم المؤسسات كما حدث في البنك الاهلي قبل يومين، سنلاحق الجناة، الذين روعوا الموظفين، واعتدوا على مدير البنك، وسينالون جزاؤهم العادل وكل هذه الأعمال ستواجه بمزيد من الإجراءات الأمنية والقانونية، لكن السيطرة على الأمن لا تتم إلا في ظل وحدة المجتمع، ووحدة القيادة، ووحدة المؤسسات العسكرية والأمنية وبالتالي وحدة القرار الوطني السياسي والعسكري.
وشدد على اهمية نزع السلاح في عدن، ولجم الجماعات غير الملتزمة بقانون، وعودة النيابة والقضاء للعمل، وفرض هيبة الدولة، ومكافأة الأعمال الطيبة والتضحيات الجسيمة لرجال الأمن.
وقال “لقد وفرنا للقضاء والنيابة الظروف المناسبة في حدودها الممكنة وسنعمل على إعادة بناء أقسام الشرطة، وأجهزة التحري والتحقيق”.