19.4 C
الجمهورية اليمنية
5:18 صباحًا - 24 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

الساعات وسويسرا !

عزالدين سعيد الاصبحي:

من استراسبورج الفرنسية في طريقي الى بيرن العاصمة السويسرية
لا تعرف الحدود اين انتهت بالضبط لكن تغيير القطار وتغيير المحطة كفيلان بجعلك تشعر انك بدأت رحلتك على الطريقة السويسرية

المحطة اكثر اناقة والقطار ايضا .. بدأت ملامح الحياة السويسرية امامك من اللغة الالمانية التي بدأت تظهر الى الدقة السويسرية المعتاده في كل شيئ ..من حساب الوقت بالدقيقة الى وضع المقاعد !
علاقة سويسرا بالدقة تجلت بشكل اساسي بصناعة الساعات الشهيرة وقلت في نفسي
( علي ان انتهي من كتابة نظرية الارصفة لأبدأ بنظرية الساعات – هذا مهم – )
نحن في الشرق الاوسط الجميل علاقتنا بالوقت معدومة تماما قياسنا للزمن يجعلنا في تخلف مستمر

الياباني مثلا وبعده الصيني في نظري لم يبدأ تقدمه بسبب الديمقراطية فقط او النظرية الرسمالية او الاشتراكية ولكن بدأت مع احترامه لعقارب الساعة

– هم لديهم عقارب الساعة ونحن لدينا عقارب بس !

**تأملوا حياتكم العربية ستجدون اننا الامة الوحيدة التي تضع ساعات ضخمة بالحائط ومتوقفه !

لماذا ساعة متوققفة في جدراننا ؟
لأننا باختصار لا نضعها من اجل الوقت فهو لا يعنينا .. نحن نضعها من اجل الزينة لا اكثر ! ديكور ينم عن توقف الحياة

**اوقاتنا نعرفها بعدم الدقة ونقول مثلا اللقاء بعد الظهر او في المساء او عند الصباح … هكذا مفتوح الى ساعات لا نهاية لها !
وزمان كان القروي عندنا يفرح بساعة اليد الى حد الوله ولا يهمه على اي توقيت تعمل او انها مضبوطة او غيره فهو يحملها للمنظر لا اكثر !
ونحن الامة الوحيدة التي نورخ فيها للاحداث بكلمة ( تقريبا ) فنقول
– وفاة فلان او ولادة فلان في عام كذا تقريبا !
– وتلك الحادثة حدثت بعام كذا تقريبا !

لا دقة لدينا ووصلت عملية التدهور بعدم الدقة الى كل شيئ بما فيها مساحة الارض او عدد السكان
– اتحدى سته وعشرين مليون يمني مثلا يقولون كم ؟ عدد السكان ؟ سنجد امام الرقم مكتوب الجملة الازلية 26 مليون تقريبا !
ونفس الشيئ بارقام الميزانية العامة والعجز في الموازنة او عدد الطلاب او بداية الدول القديمة او عدد الشهداء وغيره كله نقول عنه – تقريبا !-

**وعندما اردنا ان نحترم الساعة ونجعلها لغير الزينة جعلناها في عالمنا العربي الاصيل برنامجا كوميديا اسمه – ساعة لقلبك !..

**- لهذا عندما قدس الصيني او الكوري وقبلهما الياباني الوقت وجعلوا الساعة لضبط كل شيئ وليس للزينة نهضوا بشعوبهم وتقدمت دولهم كما نراها الان

صدقوني الساعات اولا

نحن فقط ننتظر الساعة التي هي بقاموسنا العربي الاسلامي – القيامة –
او نقول حانت ساعتنا اي حان موعد موتنا !!

فكل امل الناس الان قيام الساعة لتأخذ معها كل هذا التخلف.

وعلى رأي النكته العربية فأن احترام حقوق الانسان بالوطن العربي ستكون قبل قيام الساعة بساعة !

*يونيو 2012

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد