وليد جحزر :
عاش الفقيد الحبيب بشير السيد بكرامة وعزة نفس رغم الأفق المسدود التي تمر به اليمن. ليس فقط منذ 3 سنوات ولكن الى وقت أبعد من ذلك بكثير .
إن الموقف المشرف الذي اتخذته أسرة الفقيد عبر رفض المساعدة ، المعلنة من قبل الحكومة يتسق مع نبل الروح وعزة النفس التي عاش عليها فقيد الصحافة اليمنية وسط أصدقائه ومحبيه ومات عليها.
والموقف المطلوب اتخاذه ليس في توزيع الهبات الرخيصة ولا في مجرد التشهير بعملية الرفض ،ولكن الفكرة تكمن في دق ناقوس الخطر حيال واقع الصحفيين اليمنيين اليوم، الذين يتحملون الجزء الأوفر من ضريبة انتزاع حقوقهم الوطنية المفترضة ، مدافعين ومنافحين عن تطلعات حلم اليمن اليقظ والمتماسك بعيدا عن مشاريع التفكيك الجارية على قدم وساق ، مواجهين بنبل أحلامهم وصدق مشاعرهم عمليات النفي والإقصاء ،متحدين بإصرار نادر جلاوزة القتل غير الرحيم ممن باتوا يستفردون بارباب الكلمة والحرف واحدا تلو الآخر، دون أن يكون هناك دور فاعل لموقف نقابي جاد يؤمن حياة كريمة للمنتمين للمؤسسة الصحافية بمختلف اتجاهاتها ومشاربها في البلاد.
يموت النبلاء من الأصدقاء الصحفيين الذين عفو النفس عن التسابق على موائد نهش جثة اليمن في قنوات الإعلام المتصارع نائين بأنفسهم عن حسابات مصالح الجهات المتصارعة وفي مقدمتها المنظمات مسبقة الدفع. دون ان تكون لهم مظلة تحميهم ودون أن يجدوا لأبنائهم راتبا يستعينون به على قضاء غوائل الدهر وتحديات المعيشة.
وهذا المطلب لايعد من ضروب المستحيل، فكم من الأموال تنفق في تمويل جبهات الصراع وشراء ولاءات الوجاهات العسكرية والقبلية والسياسية، فيما يبقى الصحفي هو العدو المشترك لكل أطراف الصراع في بلد ملغوم بملفات الموت الشائكة.
مسألة تأمين وظيفة حكومية هي ابسط مايجب المضي فيه لتأمين التزامات حياة عوائل الصحفيين الذين فقدوا حياتهم بسبب غوائل الحرب والقهر، كما أن الدور الذي يجب أن تؤدية نقابة الصحفيين اليمنيين يستوجب المراجعة العاجلة واتخاذ معالجات طويلة الأمد، بدلا عن الاكتفاء ببيانات النعي الهزيلة التي لاتسمن ولاتغني من جوع في كل الأحوال.
الرحمة للفقيد بشير السيد والسلوان لكافة أهله ومحبيه ولاعزاء لنا في تجرع كؤوس القهر والذل داخل وخارج الوطن.