فوضى الإعلام الحكومي واستقطاب الصراعات السياسية

أثار إعلاميون يمنيون في الرياض من العاملين مع الحكومة الشرعية جدلا واسعا الأيام الماضية لما أسموه إنهيار مؤسسات الإعلام الرسمية.
وقال محمد قيزان وكيل وزارة الإعلام والمقيم في الرياض في مقابلة تلفزيونية له يوم أمس أن ” اعلام الانقلاب وقنواته يفوق اعلام الشرعية من حيث الدعم المادي والفني، وفي الوقت الذي تغلق فيه قنوات داعمة للشرعية يفتتح الانقلابيين قنوات جديدة”.
واضاف الوكيل الذي عين ضمن ما اسمي بموجة وكلاء وزارة الإعلام اليمنية في الرياض” للأسف الشديد الحكومة اليمنية مقصرة في حق إعلاميي الشرعية”.
وكانت قناة رشد وهي تابعه للتيار السلفي وتبث من استديو في الرياض اغلقت أبوابها هذا الأسبوع لتوقف الدعم المالي الذي كان يصرف شهريا من الأجهزة السعودية.
وأغلقت قبلها قناة صنعاء وهي قناة خاصة ايضا ويرأسها وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان نفسه والذي كان يدير قبلها قناة سهيل التابعة لحميد الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح.
وقال مراقبون أن وزارة الإعلام اليمنية تعيش فوضى حقيقية وتتنازع مؤسساتها القوى المتصارعة في الشرعية وخارجها.
واصبح الوكلاء المعينين حديثا يعملون كأذرع لجهات الصراع تلك.
فحيث يسيطر إعلاميو الإصلاح على قناة اليمن الرسمية
تنامى تيار مؤيد لجناح المؤتمر الشعبي العام المشارك في الحكومة بالسيطرة على مواقع إعلامية وتوظيف واسع لمنتسبيه.
وانشأ رجل الأعمال المسيطر على سوق النفط والغاز باليمن أحمد العيسي قناة خاصة جديدة هي يمن سكاي ويديرها ايضا وكيل اخر لوزارة الإعلام هو صالح الحميدي الذي يعمل سكرتير للرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد.
وقال مصدر في الحكومة ان ذلك شكل انعكاسا لفوضى العمل في الإعلام الحكومي وتجاذبات الصراع السياسي الذي تعيشه الشرعية.
وأن إختفاء وزير الإعلام معمر الارياني عن المشهد هو لسبب ضغوطات على الرئيس عبدربه منصور وجناح الإصلاح بمزيد من التمكين للقادمين من جناح المؤتمر في صنعاء نحو الرياض وليس فقط عجز مهني يعاني منه الرجل.
وقال مصدر إعلامي في الرياض ان هناك حالة استياء كبيرة لدى الأجهزة السعودية الداعمة لمؤسسات الإعلام اليمنية، والتي غرقت حد قوله بصراعات شخصية حادة وتبادل للاتهامات وفضايح لقيادات إعلامية حالية.
الجدير بالذكر ان عدد التعيينات لمنصب وكلاء وزارة الإعلام ومساعديهم فاق 22 وكيلا ومساعدا ومستشارا.