29.7 C
الجمهورية اليمنية
3:01 مساءً - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

تعز تستحق رد جميلها عليكم لا سحقها بصراعاتكم

د/ عبده سعيد المغلس :

كل منصف يراجع تاريخ تعز ودورها، في مراحل النضال الوطني، ومساراته في بناء الجمهورية، والتخلص من الإستعمار في الجنوب، وكهنوتية فقه الإمامة المغلوط في الشمال، يجدها الحاضر الأبرز، ستجدون أبنائها أوائل المدافعين عن النظام الجمهوري، العاملين على بناء دولته ووطنه، ابحثوا في المدن اليمنية في الحافات والحواري والشوارع، في المدارس والجامعات والجوامع، ستجدون بصمة أبنائها ودورهم وعرقهم، لم يحملوا معهم سوى الحياة والأمل والمستقبل والتعايش والمحبة.
إلى المنتمين للأحزاب قيادات وأفراد بمختلف مسمياتها وتوجهاتها، اقرأوا عن تعز ودورها، واحتضانها لروادكم الأوائل والمؤسسين، وفضلها عليهم وعليكم.
إلى دعاة الجمهورية والمؤمنين بها والمدافعين عنها، والعائشين على نعيمها ودولتها، تذكروا أبنائها الذين سقطوا دفاعاً عنها في كل الجبهات، تذكروا أبنائها التجار الذين قدموا كل ما يملكون لأجلها، ألا تعرفون الأسودي ومطهر والحروي والدالي، تذكروا أبنائها المدافعين عن صنعاء في السبعين، من رجال الصاعقة والمضلات والمقاومة الشعبية.
إلى دعاة الشرعية والمؤمنين بها والمدافعين عنها ، العائشين على نعيمها ودولتها، تذكروا نصرتها ومناصرتها للشرعية، ألا تشاهدون أبنائها حفاة الأقدام، عراة الأبدان، في كل جبهات مواجهة الإنقلاب، بين صامد في متراسه مدافع، وشهيداً لقى الله محتسب، وجريحاً ينتظر علاج، ومعاقاً ينتظر تأهيل.
إليكم جميعاً، هذه تعز ودورها، فهي ليست حزب ولا قبيلة ولا منطقة ولا ثقافة فيد وهيمنة، لن يستطيع مكون أن يختزلها ويدعي ملكيتها، تعز هي التعدد والتناغم والتعايش، تعز المدنية بإبنها العامل في كل أنحاء الوطن والمهجر، تعز بإبنها المهندس الذي يُعَمّر في كل زوايا الوطن، بإبنها الطبيب الذي يعالج إخوته في جبال وسهول الوطن وصحاريه، بإبنها المدرس في معظم مدارس الوطن، تعز بتاجرها الصغير والكبير وبمصانعها، تقدم خدماتها وتبادل السلع، من صعدة إلى المهرة، في ورشة السمكري والحداد والنجار والمُبَسّط، الباحثين عن لقمة عيشهم بعرقهم وأملهم ومدنيتهم، تعز بكل ذلك لا تحمل ثقافة العصبية، أياً كانت مناطقية أو حزبية أو قبلية، هي رمز للتعايش مع الأخر والقبول به، حملت وتحمل حلم الوطن، بدولته ومستقبله واستقراره وتعايشه ومواطنته المتساوية، في الماضي والحاضر والمستقبل، فلا تزيدوا معاناتها وتؤخرون تحريرها وتسحقوها بصراعاتكم، فهي تستحق منكم رد بعض جميلها عليكم.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد