بلال الطيب :
خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، دخلت «الإمامة الزيدية» مرحلة التيه والضعف الشديد، عصفت الخلافات الأسرية، والتمردات القبلية بشبه الدولة المُتبقي، وانحصرت الإمامة بأئمتها الجدد في القلاع العالية، وارتفعت وتيرة التنافس «الانجلو ـ تركي» على السواحل اليمنية، خاصة بعد افتتاح «قناة السويس»، وصار اللاعب الخارجي هو المُتحكم الرئيس بالجغرافيا والإنسان.
احتل «الانجليز» مدينة عدن «يناير1839»، فاضطر محمد علي باشا لسحب قواته من اليمن منتصف العام التالي، بعد أن حددت «معاهدة لندن» نفوذه وحكمه في ولاية مصر، سُلمت تهامة للشريف حسين بن حيدر «صاحب أبي عريش»، وصار حاكماً لها باسم الأتراك، أما «اليمن الأسفل» فقد ظل مسكوناً بالفوضى، محكوماً بالفراغ، فيما كان «اليمن الأعلى» تحت حكم «الناصر» عبدالله بن الحسن.
قام «الإسماعليون» بقتل إمام صنعاء «1840»، فأخرج «القاسميون» محمد بن «المتوكل» أحمد من السجن، ونصبوه إماماً، تلقب الأخير بـ «الهادي»، ولم يعترض على وجود الإنجليز في عدن؛ بل طلب منهم المساعدة من أجل استعادة تهامة من «ابن حيدر»، وقد تواصل بالفعل عبر وسطاء محليين مع القبطان «هينس»، وأبلغه استعداده تسليمه «تعز، والمخا، والحجرية»، إن هو ساعده بالقضاء على «صاحب أبي عريش»، وقد أرسل عبده «فيروز» لذات الغرض، إلا أن «بني ظبيان» اعترضوا طريق العبد، ونهبوا هداياه، وساموه سوء العذاب.
وفي المقابل كشفت وثائق انجليزية ـ أرخت لحوادث لتلك الفترة ـ أن القبطان «هينس» المشغول حينها بتثبيت دعائم سيطرته على عدن وضواحيها، لم يكن باستطاعته تقديم أي دعم حربي لـ «الهادي» المُسيطر سيطرة شكلية على «تعز، والمخا، والحجرية»، وإنما كان همه تشجيعه على غزو لحج؛ ليضمن سلامة عدن من القبائل المجاورة.
بعد وفاة «الهادي» محمد «يناير1843»، عاد علي بن «المهدي» عبد الله لتولي الإمامة، وهو رغم ضعفه الشديد لم يهادن الانجليز قط، بل دعا إلى قتالهم، وأعد العدة لذلك، وقاد في نفس العام جيشاً كبيراً لذات الغرض، وحين وصل إلى «قعطبة»، طلب من سلطان لحج أن ينظم إليه، ثم ما لبث أن غير رأيه، وعاد أدراجه خائباً.
استمراراً للحملات العسكرية الجهادية ضد الانجليز، أعلن من المخا إسماعيل الحسيني دعوته للجهاد، ألب العوام للاحتشاد، وجمع حوالي «6,000» مقاتل، جلهم من «اليمن الأسفل»، وتوجه بهم منتصف العام «1846» صوب عدن، لم يُقدم له إمام صنعاء أي دعم، وعند وصوله لحج، تظاهر سلطانها بتنازله له، وانصياعه لأوامره، كما انضمت إليه مجاميع من قبائل «الفضلي» و«العبدلي»، لتقضي المعارك والأوبئة على أغلب مقاتليه، وعلى حين غفلة منه ومن أنصاره، نجح أحد «بدو أبين» في اغتياله، كما نجح الانجليز في اختراق القبائل المجاورة، وشراء ولاءاتها.
«الدولة القاسمية» التي ابتدأت مع خروج الأتراك من اليمن في حملتهم الأولى، انتهت بالتزامن مع تواجدهم الثاني «1849»، أدت كثير من الأحداث إلى أفولها، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع، يمكن أن نسميها بـ «عصر أئمة القبائل»، تنافس حينها «المنصور» علي، و«المنصور» أحمد الويسي، و«المؤيد» العباس بن عبدالرحمن على صنعاء، ليسقط الأمر بعد ذلك من أيديهم، كثر أدعياء الامامة، وقيل أنهم تجاوزوا الـ «20» داعياً، حتى أن أحدهم أعطى أرباب الدولة «500» ريال لينصبوه إماما، نصبوه ليلة واحدة، أو بعضها، ثم عزلوه في الصباح.
قام أهالي صنعاء بعد ذلك بعزل وزيرهم «الحيمي»، فما كان منه إلا أن عزم على التوجه إلى تهامة للاستنجاد بالأتراك «1857»، إلا أن القبائل حالت بينه وذلك، وقيل أيضاً أنه ـ وعدد من أنصاره ـ راسلوا الحسين بن محمد في «الطويلة»، وطلبوا منه أن ينهض بالأمر، وبالفعل دعا الأخير لنفسه، وتلقب بـ «الهادي»، وطاعته أغلب القبائل.
كان «الهادي» دجالاً مشعوذاً، اتهمه «العرشي» بأنه مجهول النسب، فيما أوصله «زباره» بعبدالله بن حمزة، أما الحسن الديلمي فقد ألف في أخباره رسالة بعنوان: «در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي»، والأدهى والأمر من ذلك، أنه كان مهادناً للإنجليز، أرسل بعثة إمامية لمقابلة مقيمهم السياسي في عدن، إلا أن سلطان لحج اعترض طريقها، ومنع وصولها، بسبب توتر العلاقة بينه وبين الانجليز، خفت بعد ذلك ذكره، وتخلى عنه حتى أقرب مناصريه.
عاود الأتراك استيلائهم على صنعاء و«اليمن الأسفل»، وذلك بعد ثلاث سنوات من افتتاح قناة السويس، بقيادة الوالي أحمد مختار باشا «25 ابريل 1872»، ويعزوا بعض المؤرخين ذلك كسبب رئيس لذلك التمدد، والمفارقة العجيبة أن الأئمة السابق ذكرهم كانوا في استقبال الوالي العثماني وجنده، بل أن بعضهم عمل تحت إدارته.
ما إن لفظ «الهادي» شرف الدين محمد «عشيش» أنفاسه الأخيرة «6يونيو 1890»، حتى أجتمع علماء الزيدية في صعدة، راسلوا محمد بن يحيى حميد الدين، واختاروه إماماً، تلقب بـ «المنصور»، ولم يأتِ العام «1892» إلا وقواته التي قدرت بـ «70,000» مقاتل تحاصر صنعاء.
دارت عدة معارك، أنتصر في أغلبها الأتراك، ليصدر الوالي فيضي باشا أوامره بالعفو العام عن كل الخارجين، فأعلنت القبائل المتمردة طاعتها له، وما هي إلا أسابيع معدودة، حتى قاد بنفسه جيشاً جراراً صوب «القفلة» عاصمة الإمام «18 مايو 1892»، وحين أدرك «المنصور» أنه هالك لا محالة، سارع بتهريب الأموال والذخائر، ثم أوى إلى كهف يعصمه من الموت.
لم تطل مدة بقاء «المنصور» بالكهف، فقد وصل إليه عدد من مشايخ حاشد، أرضوه بعقير، وطلبوا منه النزول في ضيافتهم، أقام بـ «حوث» مدة، ثم أدلف راجعاً إلى «القفلة»، ليبدأ بعد ذلك بالتدلل إلى الأتراك، والتوسل إلى سلطانهم عبد الحميد الثاني بعدة مراسلات، طلب منه في إحداها أن يحكم «اليمن الأعلى» تحت مظلة السلطان، تماما مثل محمد علي باشا وبنيه، ولم ينسَ أن يتباهى بسلالته، وبأنها الأحق بالحكم والولاية، ولو بدرجة «نائب سلطان».
حين يأس «المنصور» من الأتراك، فتح خط تواصل مع الانجليز، وقد كان السلطان فضل العبدلي وسيطهم إليه، وبتحريض انجليزي عادى الأتراك، واستمات في حربهم، وكانت حروبه هذه المرة تخريبية، حرب عصابات، اقتصرت على قطع أسلاك التلغراف، ومهاجمة الطرق، ونهب البريد.
لم ينعم اليمن في عهد الوالي عبدالله باشا بالاستقرار، استشرى الظلم والفساد، واشتد الجدب، وارتفعت الأسعار، وحين أحتل الإنجليز الضالع «1902»، لم يحرك الوالي ساكناً، الأمر الذي أدى لعزله، أصيب في تلك الأثناء الإمام «المنصور» بالشلل، وتوفي بالقفلة «4 يونيو 1904».
خلف «المنصور» ولده الوحيد يحيى، دارت بينه والأتراك حروب كثيرة، وحينما حاول عزت باشا التقدم صوب «شهارة»، تمرد محمد الإدريسي في جيزان، فاضطر حينها عزت لمهادنة الإمام يحيى، التقيا في «دَعَّان ـ عمران»، وتم الصلح بينهما على عدة بنود «8 أكتوبر1911».
خلال الحرب العالمية الأولى، وقف الإمام يحيى على الحياد، فيما تحالف الانجليز مع «الإدريسي»، بعد أن تخلى الطليان عن الأخير، ورداً على ذلك قام الأتراك باجتياح لحج «5 يوليو 1915»، بقيادة علي سعيد باشا، ومعه أكثر من «8,000» مقاتل، غالبيتهم من «اليمن الأسفل»، مع قلة قليلة من «الحواشب، واليوافع، والصبيحة»، وصلت تلك القوات إلى الشيخ عثمان، إلا أن الإنجليز استردوها، بعد أن استخدموا الطيران لأول مرة، وفي الأخير حدث ما يشبه التعايش بين الفريقين، ففتحت التجارة بين لحج وعدن، ونشأت علاقة ودية طريفة بين المتحاربين، دامت حتى انتهاء الحرب.
بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى، وقّع الأتراك «أكتوبر1918» على هدنة «مودروس»، وبموجبها وبعد شهرين من توقيعها استسلمت قواتهم في لحج للإنجليز، بعد أن رفض الإمام يحيى أخذها بموجب مبادرة قدمها له سعيد باشا، وتشير بعض الوثائق التركية أن الأخير كان يود مخلصاً أن يرى اليمنيين يستلمون مناطق الجنوب من تركيا عند هزيمتها، بدلاً من إعادتها تحت النفوذ البريطاني.
أما الوالي التركي محمود نديم، فقد رفض الاستسلام للإنجليز، خوفاً من وقوعه هو وأصحابه في مذلة الأسر، التحق وأفراده بقوات الإمام يحيى، ليغادروا اليمن فيما بعد، باستثناء «300» ضابط وجندي، استبقاهم الإمام لتدريب جيشه النظامي، فيما أسلحة وعتاد الجيش التركي صارت ميراثاً سهلاً للدولة الوليدة، التي لم يعترف بها الأتراك إلا بعد مرور أربع سنوات، بموجب معاهدة «لوزان».
كان ثمة توجه انجليزي بتسليم الإمام يحيى أغلب المحميات الجنوبية، مع الحصول منه على بعض الامتيازات، الكرنل هارولد جيكوب كان من أكبر الداعين لذلك، عزم على التوجه إليه عبر الحديدة «21 أغسطس1919»، إلا أن أبناء «قبيلة القُحري» التهامية احتجزوه لأربعة أشهر، وحالوا رغم المغريات والتهديدات دون وصوله إلى صنعاء، وذلك خوفاً من ربط مصيرهم بالإمام.
كانت الحديدة حينها تحت سيطرة الإنجليز، احتفظوا بها لأنفسهم، وسلموا باقي مناطق تهامة لحليفهم محمد الإدريسي، ووعدوا الإمام يحيى بتسليمها إياه، إن هو رضخ لشروطهم، لم يرضخ الأخير، غضب من عدم تأديبهم لـ «قبيلة القُحري»، وجدد العزم على احتلال الضالع، وبعض المحميات المجاورة لها، فما كان منهم ـ بعد أكثر من عام ـ إلا أن سلموا الحديدة لعدوه اللدود «الإدريسي».
وجد الإنجليز في دعوة مشايخ الضالع والمحميات المجاورة لتدخلهم فرصة ذهبية للانتقام من الإمام يحيى، الذي سبق وتحالف نكاية بهم مع الطليان، دعموا الثوار بالأسلحة المتطورة، فيما قامت طائراتهم بـ «48» غارة على الحاميات الإمامية بالجنوب، ولم يستثنِ القصف مدنا شمالية، كـ «تعز، وقعطبة، والتربة، ويريم»، سقط بسببه أكثر من «300» شخص بين قتيل وجريح.
فرَّ عساكر الإمام بصورة مُخزية، ليعلن سيدهم الانسحاب التام من المحميات «14 يوليو 1928»، أصيب العشرات منهم بالجنون، كونهم لم يألفوا أزيز الطائرات من قبل، ولا انفجارات «قنابرها» ـ حد تسميتهم ـ وحين تواردت الأخبار إلى صنعاء، بأن الأسطول الانجليزي رابض في سواحل الحديدة، استعداداً لاحتلال اليمن، سارع الإمام بنقل معظم أمواله إلى شمال الشمال.
كان بعض السلاطين قد تعاطوا إيجاباً مع مبادرات الإمام يحيى الوحدوية، إلا أنهم بعد أن رأوا سوء أعماله، ارتموا في أحضان الإنجليز، وصاروا أكثر عمالة لهم، وأكثر رفضاُ للإمام، ولتدخلاته، عقدوا في العام التالي مؤتمرا كبيراً، وفيه أشهروا توجههم الجديد.
تبعاً لذلك، فتح الانجليز صفحة جديدة مع الإمام يحيى، الذي انسحب سلماً من «العواذل، وبيحان»، اللتان بقيتا تحت سيطرته، وقعوا معه «معاهدة صنعاء»، اعترفوا له فيها باستقلال مملكته، ونجحوا بانتزاع اعتراف منه بالحدود الشطرية القائمة «11فبراير1934»، لتدخل قواته نهاية الشهر التالي في مواجهات مسلحة مع «آل سعود»، تعرض لهزيمة ماحقة، ضعفت بعد ذلك قوته، وتبددت هيبته، وأخذ الأحرار يفكرون جدياً في كيفية التخلص منه، مُعلنين بدأ العد التنازلي لطي صفحته.
وقف الإنجليز مع الإمام أحمد في صراعة مع ثوار «فبراير 1948»، قاتلي أبيه، ليتجدد الصراع بعد ذلك بين الجانبين؛ والسبب سياسة «إلى الأمام» الإنجليزية التوسعية، لم يكن الصراع حينها مواجهات مسلحة بين جيشي النظامين؛ بل تشجيعاً للتمردات القبلية هنا وهناك، ودعمها بالمال وبالسلاح.
بعد انتفاضة «مارس 1955» توقفت موقتاً الحوادث العسكرية في المحميات؛ بسبب انشغال الإمام أحمد في معالجة أوضاعه الداخلية المُتردية، ليلجأ الإنجليز بعد سلسلة من أحداث المقاومة العنيفة ضدهم إلى اتباع سياسة «فك الارتباط»، كما لجأوا أيضاً إلى ما أسموها بسياسة «اللعب بالطريقة العربية»، حيث أوكلوا لبعض السلاطين القيام «بفركشة» الانتفاضات القبلية بوسائلهم الخاصة، أما الإمام أحمد فقد لجأ إلى تمتين علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، ومصر، والسعودية التي كانت حينها في نزاع مع بريطانيا حول «واحة البريمي».
في «فبراير 1957» تفجر الصراع في الضالع، وقام الجيش الإمامي بأكثر من خمسين حادثة، الأمر الذي مهد لحركات أكبر وأوسع في بقية المحميات، فما كان من الإنجليز إلا أن لجأوا إلى الديبلوماسية، دعوا البدر إلى لندن، لتنتهي تلك المحادثات بعد عشرة أيام، دون التوصل إلى حل، ومنذ قيام إتحاد الإمارات «1959»، وحتى انفجار ثورة «26سبتمبر 1962» خف الصراع العسكري بين الجانبين.
بعد نجاح الثورة السبتمبرية المجيدة، تحول الإنجليز إلى داعم رئيسي للإمام البدر، ليتنامي ذلك الدعم قبل حصار صنعاء «نوفمبر 1967»، حيث تكفل بـوضع خطة ذلك الحصار ـ التي أسميت بـ «الجنادل» ـ عدد من كبار القادة العسكريين الأجانب، كان يطلق عليهم «المغامرون في حرب اليمن»، وعلى رأسهم الجنرال اليهودي الأمريكي «بروس كندي» مستشار البدر، والخبير البريطاني «ديفيد سمايلي»، و«الميجر بنكلي»، و«بيلي ماكلين»، والفرنسي «بوب دينار»، صاحب شعار: «وكانت هنا جمهورية».
تم حشد حوالي «70,000» من رجال القبائل، و«10,000» جندي نظامي، إلى جانب قوات عسكرية تجمعت من «بلجيكا، وفرنسا، وأمريكا، وإيران، وإسرائيل، وجنوب أفريقيا»، وحوالي «300» ضابط من المرتزقة الأجانب، فيما تكفلت العربية السعودية بدفع «300» مليون دولار، كما قامت بريطانيا بتسليح حوالي «20,000» من أبناء القبائل، وأذاع راديو لندن حينها أن الملكيين زودوا بأكبر صفقة سلاح، قدرت قيمتها بـ «400» مليون جنيه استرليني، بالإضافة إلى المئات من سيارات «الوانيتات» السريعة الامريكية الصنع.
مما لا شك فيه أن جلاء الاستعمار البريطاني من الجنوب، مثل نقطة فارقة في توازن القوى، حرم الملكيين من شريان حيوي هام، كان يمدهم بالمال والسلاح، بل أن قواتهم خلال الخمس سنوات الماضية، كانت تتلقى تدريباتها في معسكرات خاصة داخل الأراضي الجنوبية، وفي أكثر من مرة استخدم الإنجليز سلاحهم الجوي لصالحهم، وقد تجسد ذلك بالفعل عند احتلالهم لمدينة حريب قبل حصار صنعاء بأيام.
وليس من المُستبعد، كما أفاد جار الله عمر ـ أحد أبطال الحصار ـ أن عملية الجلاء هي من دفعت قوى التخلف للإسراع في حصار صنعاء، بدليل قيام العربية السعودية بإرسال وزير خارجيتها إلى لندن، لحث الإنجليز على تأجيل انسحابهم، حتى تحسم معركة صنعاء، إلا أنَّ الرياح أتت بما لم تشته سفنهم.