27.2 C
الجمهورية اليمنية
7:20 مساءً - 5 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أخبار عاجلة- أهم الأخبارعين الحقيقة

معركة انهيار القيم في حملات الاعلام الاجتماعي

       الهروب من الواقع للعالم الافتراضي

يرى الدكتور محمد القادري خبير الاعلام الحديث ان الفضاء الالكتروني هو المساحة المتاحة امام اليمنيين وان الكثير من الأشخاص آثر الانفصال عن الواقع والعيش في العالم الافتراضي، وصارت صفحة الفيسبوك كل حياته.
وقال “ان أمراض الواقع الاجتماعي والصراع السياسي الحاد انتقل الى عالم السوشل ميديا ايضا، فالصفحات الالكترونية هي الاخرى منقسمة بشدة على أسس مناطقية ومذهبية وحزبية.
فهناك الشمال والجنوب والشيعة والسنة واليسار واليمين”.
وبحسب مراقبين إعلاميين فإن كل المعارك السياسية الكبرى في اليمن لها امتدادها في فضاء شبكات التواصل، وات كل قوة سياسية لها جيشها الالكتروني الفعّال.
ولعل ابرز هذه الجيوش الالكترونية واشرسها تلك التابعة للتجمع اليمني للإصلاح وكذا جماعة الرئيس المخلوع صالح، ثم يأتي بعدهما المجموعة التابعة للحوثيين.
تليهم مجموعة مؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي وابنه جلال.
وهناك مجاميع اخرى تتبع الحراك الجنوبي بفصائلها المتنوعة وهي ايضا متعددة ومتداخلة.
ويظهر الضعف في مجموعات الأحزاب الاخرى مثل الناصريين والاشتراكيين.
وتغييب تماما في المقابل اي مجموعات مستقلة منظمة.
وتمتاز مجموعات التجمع اليمني للإصلاح بالشراسة والكثافة وتنوع وجوهها المعروفة.
فهي تصنع من شخصيات مغمورة ابطالا في لحظات وقد تمحوهم في لحظة اخرى ان لم يعودوا مناسبين لاجندتها.
وتمتلك الة اعلامية ضخمة لصنع الاحداث وتهويلها او تسفيهها.
كما تمتاز بتنوع أجنحتها فهناك جناح يدعى الجناح الشبابي المنفلت الذي يستطيع الحزب التنصل منه متى شاء ويدعي انه لا يتبعه كما تفعل توكل كرمان ومجموعتها الكبيرة بل وقناتها الفضائية.
وهناك اصحاب صفحات الفيسبوك الأكثر جراءة في الشتم والقَدْح، الامر الذي قال عنه خبير القانون الدولي عبدالله المحضار انه “قذف يعاقب عليه القانون”.
بينما تمتاز مجموعة المخلوع صالح وهي الاخرى متنوعة بين جناح يحيي محمد صالح ابن شقيق صالح المقيم في بيروت
الى مجموعة شقيقه الاخر طارق المقيم بصنعاء، ومجموعة صالح ذاته المنتشرة في اكثر من بلد.

 حملات منظمة وخبراء في جهاز الامن القومي

ويقول صحفي عمل في مؤسسة التوجيه المعنوي بصنعاء ايام قيادة “علي الشاطر وعبده بورجي” لهذه المؤسس” قبل عزل صالح، ان لديه فريقا كاملا متخصص في المواقع الالكترونية من حيث الإنشاء والنشر والتشويه.
وان عملية تلفيق الحملات والتهم وفبركة الصور والأخبار تتم بعناية وخبرات عدة واستقطاب للأقلام والأسماء المختلفة.
ووصف عمل الفريق الإعلامي بالرهيب والمخيف، وان ذلك يتم بمتابعة خاصة من صالح نفسه.
واكد ان اهم عناصر العمل الإعلامي ذلك يعملون في جهاز الامن القومي.
وتطال الحملات احيانا شخصيات محسوبة على جناح صالح نفسه بدافع المنافسة الشخصية،
او خشية صالح من منافسة اي وجه سياسي له.
وقال الصحفي الذي كان مقربا من مجموعة صالح ويعمل ضمنها “ان حقده على كل شخص نظيف كان لافتا، ولاتزال هذه عادة صالح في ان تكون الحملات لتشويه كل وجه سياسي او حتى تجاري او اجتماعي ووصل الامر الى منع تلميع اي اسم لشاعر او فنان حتى”.
فيما تعتمد مجموعات الحوثي على تمجيد قائدهم وشتم كل مخالف ودعشنته والتحريض على تطهيره واغتياله.
وتظهر مجموعات الرئيس هادي تخبطا واضحا بل ومخترقة في العمق من قبل اجنحة صالح والإصلاح معا.
ونجح صالح في توظيف اسماء جنوبية عديدة من فتحي لزرق الى غيره في المجلس الجنوبي نفسه، فالكل وظيفتهم تناول الشرعية ورموزها وعدم ذكر صالح او الحوثي بل تحطيم الجسم الجنوبي والشرعية.

خلايا صالح تخترق الشرعية في العمق

ولعل اخطر ما عمله فريق الأمن القومي بصنعاء هو إرسال عدد كبير من اﻻعﻻميين والناشطين الى صفوف الشرعية لاختراقها في العمق وبالفعل نجحت الفكرة.
حتى وصل بعضهم الى مناصب وزارية ووكلاء وزارات وملحقين ومعظم تعيينات الخارجية والإعلام تصب في هذا المجال.
فيما يلاحظ غياب الصوت السياسي والاعلامي القوي الذي كان مؤثرا في العام 2015 وكذا رموز الثورة الشبابية الفعليين واصحاب المشاريع والرؤى الحقيقية.
وتستمر الحملات التي تتناول رموز الشرعية من الرئيس هادي الى اعضاء حكومته وسفراءه واعلاميه، وذلك بغية تحطيم هذه الرموز.
ويرى الدكتور قادري
ان الهجوم لا يخرج عن دائرة تحطيم مؤسسات الشرعية واظهار فشلها.

تسويق البذاءة لتدمير اخلاقيات المجتمع والشخصيات الوطنية

ويعتقد خبير الاعلام الحديث ان على الناس ان تركز في اخطر ظاهرة نجح جهاز الأمن في الدولة العميقة بنشرها وهي تلميع البذاءة، عبر وجوه منصات التواصل الاجتماعي التي تتباهى بنشر الانحطاط الاخلاقي الحقيقي وتتميز بالاسفاف في التناول لكثير من القضايا والشخصيات.
ويتذكر الناس أشخاصا عبروا بشكل ما وفي نجومية مؤقتة لنشرهم مقاطع وتعليقات بذيئة وبحملات فضحت فيما بعد هويتهم واهدافهم الحقيقية.
وعرف الناس اسماء مثل عيسى العذري وجلال الصلاحي وما يسمى نقابة الموالعه او مجموعة علي البخيتي وغير ذلك من اسماء وشخصيات تابعة ليحيى صالح وبعضها يتبع الجناح الأمني المضاد ضمن صراع مراكز القوى.
ونشرت اعمال عديدة لتساعد تلك الشخصيات على الشهرة وتحقيق اعلى نسب مشاهدة وتأييد وتعاطف، كصور محمد الريامي اللا اخلاقية الفاضحة والذي تعاطف معه الشارع الافتراضي في الفيسبوك.
ثم مقاطع الفيديو العفوية ولهجة المناطق الوسطى لجلال “المرنج” البسيط غير المتعلم او مثقف والمغترب في امريكا وهو يدافع بعفوية عن الوطن ويؤيد هادي والتحالف والجيش ويلعن الانقلاب ورجاله ، ثم يتحول بقدرة قادر الى جلال الصلاحي الناشط والفاعل في المجتمع المتنقل من مؤتمر لاخر وقناة لاخرى، وفي غضون اشهر معدودة ينتقد ويشتم ويسفه الحكومة الشرعية وقادتها، فيما كان قبل ذلك كله موزع منتجات في شركة هايل سعيد وتم طرده ضمن أشخاص كان عليهم قضايا اختلاسات مالية بسبب سوء التوزيع.
ووصل به الامر اليوم لأن يدعي بانه إعلامي محنك وانه سيطلق مع علي البخيتي موقعا اخباريا من بيروت يختص بالتشهير وتناول الحكومة الشرعية وقياداتها دونا عن صالح وجماعته والحوثيين واتباعهم.
ولا ينسى مرتادي الفيس بوك عيسى كازنوفا وتهريجه وهو الضابط في حرس صالح وغيره الكثير ممن ظهروا فجأة كطفرات واختفوا بعد ان مل الناس من حديثهم واكتشف حقيقتهم ليظهر على المسرح الالكتروني وجوها جديدة غيرهم .

خطة عمل محكمة

ويصب عمل مجمل كل هؤلاء في تعزيز الاحباط واظهار ان كل شيء فاشل وكل الناس فاسدين
وبالتالي يظهر صالح ومن معه او مثله جميعا اقل فسادا او متساوون في الفساد ، واظهار ان لا فائدة ترجى من كل من هو موجود او بديل محتمل لينقاد معظم الناس على وسائل التواصل المختلفة بكل سهولة نحو هذا الشعور ويقبلوا بكل الحلول الممكنة والخسائر الباهضة مقابل الخروج من هذا الصراع حتى ولو بقبول عودة صالح او نجله للحكم.
كما عملت هذه الحملات على افقاد ثقة الشارع العام بالإعلام والأحزاب وبالكثير من الرموز الوطنية.
وتتلخص التعليمات لهؤلاء القادمة من مطبخ الأمن القومي
في التقرب للناس بداية الامر بكيل عدد من الشتائم لمجموعة صالح حتى يوهموا الناس بانهم ضدهم، ويتم كسب بعض البسطاء في قضايا مثل مناصرة محدودة لتعز، ثم نقد مكثف وممنهج ضد الشرعية وفشلها وتناول خصوم صالح تحديدا دون سواهم في الشرعية ، ومحاولة تشويه سمعتهم وعرقلة عملهم واحراقهم امام المواطنين والدفع بهم للعزلة بعيدا عن كل هذه الفوضى والالة الاعلامية المدمرة لكل من يقف امامها.

انهيار قيمي واخلاقي يضاهي الانهيار الاقتصادي

وبمراجعة لمسيرة ظهور الريامي والصلاحي والعذري وغيرهم سنجدها كلها واحدة
مع نفس الألفاظ المبتذلة والهجوم الكاذب والتزييف للوقائع وتناول الشخصيات السياسية المحترمة في البلد واستغلال كل فرصة وخلق بلبلة وفوضى عبر شبكة واسعة من فريق متكامل يتبع لجهاز الامن القومي لافتعال المشاكل والعراقيل.
ويكثف هجومهم بقوة ويتم تناول كل معارض حقيقي لجهاز الدولة العميقة التابعة لصالح، والممتدة لعلاقة وثيقة بشخصيات حكمه السابقة حتى التي أعلنت تمردها عليه.
ويتم تحطيم اي رمزية للعقل السياسي في اليمن بما فيهم المحسوبين على صالح نفسه .
ونشرت نوعا من الاسفاف أضر بالجسم الصحفي ككل، بل ودفعت بمثل هؤلاء المهرجين وغيرهم لان يدعوا بأنهم من قادة الاعلام والسياسة، وهذا يعني ضرب الثقة بأهم حقول العمل العام.
وجعل الأمور تنهار قيميا واخلاقيا بجانب الانهيار المادي الحاصل في البلاد.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد