دفعت مدينة تعز ثمناً باهظاً خلال ثلاثة أعوام من انقلاب مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، على السلطة الشرعية، فكان من آثارها ارتكاب مئات المجازر وتعرض الآف الأسر للتهجير القسري، وتواصل استهداف النساء والأطفال وقصف الأحياء السكنية وسط صمت محلي دولي وإقليمي.
ومنذ انقلابها على السلطة دفعت المليشيا الانقلابية بكامل عتادها العسكري باتجاه مدينة تعز، واجتاحت عدداً من القرى الريفية، وحولتها إلى ساحات حرب، واقتتال فيما أفرطت بشراهة في تدمير وتخريب البنية التحتية في مدينة تعز من خلال استهداف المدارس والمستشفيات والجامعات وكافة المرافق الحكومية.
وعلى مدى أكثر من عامين ونصف، مارست المليشيا الانقلابية سلسلة كبيرة من الانتهاكات ضد أهالي مدينة تعز التي لا تتوقف حتى اللحظة مع فرضها حصاراً جائراً على المدينة.
وفي هذا السياق قالت الناشطة الحقوقية داليا محمد لـ”سبتمبر نت” إن المليشيا الانقلابية رمت ثقلها وأسلحتها ضد مدينة تعز منذ انقلابها على السلطة، حيث ارتكبت المجازر بحق المدنيين وفجرت المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأضافت: “المليشيا الانقلابية عمدت على حصار مدينة تعز، وارتكبت جرائم ضد الانسانية وسط صمت دولي”. مشيرة إلى أن تعز تباد، إما بالحصار والجوع والعالم كله يتفرج إليها وكيف يعاني أبنائها، وكيف يقتلون بقذائف المليشيا ليل ونهاراً .
وتتابع داليا: “أبناء تعز يواجهون الجوع والعطش لم يتبقى في مدينة تعيش على الحرب والقصف العشوائي، حيث صار المواطن في مدينة تعز يعاني بسبب البطالة وانعدام فرص العمل وانقطاع المرتبات، وتعيش أغلب الأُسَر حالة فقر مدقع بعد عجزها عن توفير قوت يومها، لدرجة أن بعضها تكتفي بوجبة واحدة في اليوم” .
وضع يزداد سوءً
وتتفاقم المأساة مع استمرار مسلسل الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل، حيث تواصل المليشيا الانقلابية قصفها للأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة من جميع مواقع تمركزها في أطراف المدينة، وهو ما يسفر عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء بشكل يومي، الأمر الذي أوصل الوضع إلى كارثة إنسانية داخل المدينة، بحسب ما تشير إليه تقارير صادرة عن عدد من مراكز حقوق الانسان.
وبحسب تقارير حقوقية ان الوضع الإنساني في تعز مع مرور الوقت يزداد سوءا وكارثية في ظل استمرار ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في شن حربها على المدينة و فرض حصار على قرابة مليوني مواطن منذ ما يزيد عن عامين ونصف وحرمانهم من أدنى مقومات الحياة الإنسانية .
مسيرة احتجاجية
وخرج العشرات أبناء مدينة تعز اليوم الخميس بمسيرة احتجاجية جابت عدداً من شوارع المدينة للتنديد باستمرار حرب المليشيا الانقلابية في الذكرى الثالثة للانقلاب على الدولة في الـ21 من سبتمبر 2014.
وردد المحتجون بشعارات تندد باستمرار جرائم المليشيا الانقلابية بحق المدنيين في تعز وقصفها للأحياء السكنية بالمدينة.
ودعا المحتجون المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية بإدانات جرائم المليشيا الانقلابية وانتهاكاتها المستمرة مؤكدين استمرار نضالهم ووقوفهم الى جانب الحكومة الشرعية وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستكمال تحرير محافظة تعز واستعادة الدولة .
– سبتمبر نت