استهدفت مقاتلات روسية، صباح اليوم الثلاثاء، 10 سبتمبر، بغارتين مواقع لفصائل سورية مسلحة في شمال غربي البلاد، وذلك في قصف جوي هو الأول على المنطقة منذ بدء وقف لإطلاق النار فيها قبل 10 أيام.
وبدأ في نهاية أغسطس (آب) تطبيق وقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها، الذي كانت أعلنته موسكو ووافقت عليه دمشق، وغابت بموجبه الطائرات الحربية عن الأجواء من دون توقف الخروق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية “استهدفت طائرات روسية مواقع لفصائل جهادية في منطقة الكباني في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المحاذي لإدلب”. وأضاف “ليس واضحاً ما إذا كان القصف يعني انتهاء الهدنة السارية” أو أنه سيبقى محدوداً.
وتنتشر في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي فصائل عدة بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والحزب الإسلامي التركستاني.
وهذه الهدنة هي الثانية من نوعها منذ بدء دمشق بدعم روسي في نهاية أبريل (نيسان) الماضي تصعيد قصفها على المنطقة، ما تسبب بمقتل أكثر من 950 مدنياً وفق المرصد، وفرار أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.
وخلال الأيام العشرة الماضية، توقفت الغارات الجوية كما هدأت المواجهات على الأرض بين قوات النظام والفصائل المعارضة عند أطراف إدلب.
إلا أن ذلك لم يحل دون حصول خروق مع استمرار القصف الصاروخي والمدفعي.
وأعلنت دمشق خلال الأسبوع الماضي التصدي مرتين لطائرات مسيّرة قالت إن “المجموعات الإرهابية” أرسلتها، المرة الأولى باتجاه قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية والمرة الثانية في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
وتؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين، وتسيطر عليها هيئة تحرير الشام. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً.
والمحافظة ومحيطها مشمولان باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الإسلامية. إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذ الاتفاق، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.