وقعت الحكومة الروسية والشركات التابعة لها العشرات من مذكرات التفاهم والاتفاقيات خلال القمة الروسية الأفريقية، الأولى من نوعها، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، الاسبوع الماضي. ووعدت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتينن، بمزيد من التعاون.
ووفقا لصحيفة “ذا هيرالد” الزيمبابوية، يهدف الرئيس بوتين إلى إحياء مكانة بلاده كقوة عظمى، مشيرة إلى أنه يمكن لأفريقيا أن تساعده في تحقيق ذلك إذ تعد سوق مهم لصادرات الأسلحة الروسية. وهي أيضا المكان الذي قامت فيه روسيا باستثمارات رئيسية في قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية. كما أن إفريقيا مصدر مهم للمعادن بالنسبة لروسيا.
وبالنسبة لصفقات تصدير الأسلحة والأمن، تمثل روسيا 35 في المائة من صادرات الأسلحة إلى إفريقيا، تليها الصين بنسبة 17 في المائة، والولايات المتحدة بنسبة 9.6 في المائة، وفرنسا بنسبة 6.9 في المائة. تعد أفريقيا ثاني أكبر مستورد للأسلحة الروسية على مستوى العالم.
وقد وقعت روسيا ما يقرب من 20 اتفاقية تعاون عسكري ثنائي مع الحكومات الأفريقية في السنوات الأخيرة. وتتراوح هذه الصفقات بين تزويد الطائرات العسكرية بالصواريخ والمحركات. وتتعلق الاتفاقيات العسكرية الأخرى مع الدول الأفريقية بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التدريب المشترك لقوات حفظ السلام في القارة.
المعادن
تعتمد روسيا على الواردات من إفريقيا لتغطية احتياجاتها من المعادن مثل المنجنيز والبوكسيت والكروم. بالإضافة إلى ذلك ، تقوم شركة “Great Dyke” للاستثمارات، وهي شركة مملوكة بشكل مشترك بين الحكومتين الروسية وزيمبابوي، بتطوير مشروع بقيمة 4 مليارات دولار لاستخراج أكبر ودائع البلاتينوم في العالم في زيمبابوي.
وفي أنجولا الغنية بالنفط، ركزت المناقشات مع الشركات الروسية على إنتاج الهيدروكربون. كما أن روسيا مهتمة بيورانيوم ناميبيا.
وفي السنوات الأخيرة، وضعت شركة “روس آتوم” الروسية والحكومة الناميبية اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقد استفادت شركة النفط الروسية الحكومية روسنفت من اتفاقية تعاون بين الحكومتين الروسية والموزمبيقية لتطوير التنقيب عن الغاز البحري في موزامبيق.
كما توجد أيضا الأحجار الكريمة الثمينة، خاصة الماس والذهب، على قائمة أولويات روسيا في إفريقيا. وهكذا عمقت موسكو العلاقات مع أنجولا، حيث تقوم شركة روسا، عملاق استخراج الماس الروسي، بتعدين الماس.
الطاقة
تنشط الشركات الروسية، بشكل كبير للغاية، في قطاع الطاقة أيضا، حيث تقوم باستثمارات كبيرة في الجزائر ومصر وأوغندا وأنجولا.
لقد عقدت العديد من الشركات الروسية، بما في ذلك شركة غازبروم، شركة الغاز العالمية؛ لوك أويل، شركة النفط متعددة الجنسيات؛ روستك، شركة التكنولوجيا المتقدمة؛ و “روس آتوم”، شركة الطاقة النظيفة، العديد من الصفقات التي تصل إلى مليارات الدولارات.
وقد وعدت روسيا بتقديم المساعدة لمكافحة فيروس الإيبولا واستيعاب المزيد من الأفارقة في الجامعات الروسية.
ويقول النقاد أنه مع مرور الوقت سيتضح ما إذا كانت هذه الصفقات ستتحقق كاستثمارات حقيقية في إفريقيا.