توماس فريدمان :
ماذا لو كان (ستيفن بادون) مسلماً وصاح بكلمة “الله أكبر” قبل أن يطلق بالنار على الجميع في لاس فيغاس.ماذا لو كان عضواً في داعش أو وُجد بحوزته مصحفا.
فلو حدث ذلك لكنا رأينا تسييساً لهذه الحادثة والحديث عن طرق الوقاية منها.نعلم ما سيحدث حينها، سنقوم بجدولة جلسات استماع في الكونغرس حول أسوأ الحوادث الإرهابية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومن ثم سيقوم (دونالد ترامب) بالتغريد كل ساعة ليقول “قلت لكم ذلك”، كما كان يفعل بعد كل عمل إرهابي يقع في أوروبا. وسيكون هنالك دعوات لتشكيل لجنة لإنشاء قوانين جديدة لضمان عدم تكرار ما حصل. ومن ثم سنقوم بالضغط على دولة صاحب الهجوم.
ولكن ماذا سيحدث عند معرفة أن الدولة هي الولايات المُتحدة بحد ذاتها؟
ماذا سيحدث عندما نعلم أن القاتل مُجرد أمريكي منزعج ومُسلح بطريقة قانونية وذلك بسبب قوانيننا المُتراخية؟
نعلم ما سيحدث: سيقوم الرئيس والحزب الجمهوري بالتأكيد أن ذلك لم يحدث، والإصرار أن الحادثة لا يجب أن تُسيس، وإعادة النظر في معارضتهم بالنسبة لقوانين حيازة الأسلحة.
سنقوم بقلب العالم رأساً على عقب لملاحقة مقاتلي داعش في سوريا، وسنطلب من جنودنا التضحية بأنفسهم من أجل القبض أو قتل جميع المقاتلين. كم عدد الضحايا الأمريكيين الذين لقوا حتفهم على يد التنظيم في الشرق الأوسط؟ هل هم 15 أم 20؟ لا يتوقف رئيسنا عن إخبارنا بأنه عندما يتم الحديث عن داعش، فإن الهزيمة ليست حلاً، ولا الرحمة كذلك، حتى أن وزير دفاعه يملك لقب “الكلب المجنون”.
ولكن عند مقاومة الاتحاد القومي للأسلحة والتي تُعد أكثر الجماعات التي تدافع عن حمل السلاح، فإن الانتصار والاعتدال ليسا خيارين مطروحين، وأن الرئيس والحزب الجمهوري جبناء.
فهم لن يقوموا بالتضحية لدعم تشريعات من شأنها أن يتخلى الفرد الأمريكي عن ترسانة أسلحته كما هو الحال مع (بادوك).
في سبيل القضاء على داعش، فإن الرئيس والحزب الجمهوري متفقون تماماً. ولكن الأمر مختلف عندما يصل يتعلق بالطلب من الاتحاد القومي للأسلحة فرض قوانين للحد من العنف المسلح.
وفي أعقاب الأعاصير التي هبت على الولايات المُتحدة وسببت بخسائر تفوق 200 مليار دولار، ذكر رئيس وكالة حماية البيئة (سكوت برويت) أن الوقت ليس مناسباً للحديث بشأن أسباب تلك الأعاصير، ما يعني أنهم لن يأخذوا مسألة تغير المناخ على محمل الجد.
إنه لمن الجنون أن نأخذ خطر داعش على محمل الجد في الخارج ونهمل ما يحدث لدينا من تهديدات حقيقية.
يعلم معظم الشعب الأمريكي أنه لا يمكنك أن تسلب حق الفرد في تملك السلاح والدفاع عن نفسه، ولكن ما نريده بالضبط أن نسلب حق الفرد في جمع ترسانة من الأسلحة واستخدامها في مهاجمة الأبرياء.
ما الذي بإمكاننا فعله؟
نسيان اقناع هؤلاء المُشرعين، فهم ليسوا مرتبكين، بل تم اسكاتهم بالمال أو تهديدهم، بسبب أنه لا يوجد صانع قرار صادق ويرى ما يحدث في لاس فيغاس وبورتوريكو ويقول “أفضل ما يمكننا فعله لأطفالنا هو عدم القيام بشيء”.
وهناك طريقة واحدة لإصلاح الوضع، إن كنت سئمت مما يحدث مثلي، فقم بالتصويت أو التبرع لشخص ليحل مكان هؤلاء المُشرعين الجبناء. وأقرب فرصة للقيام بذلك هي في انتخابات منتصف 2018م.
*نقلا عن النيويورك تايمز