35.8 C
الجمهورية اليمنية
1:51 مساءً - 8 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أخبار عاجلة- أهم الأخبار24 ساعة

الهوية الإيمانية.. مشروع حوثي ضد الوطنية وفرض للطائفية بالمجتمع

“الهوية الإيمانية هي سلاحنا لتربية الأجيال من أجل تحقيق النصر”، هكذا يسرد أحد خطباء مليشيا الفكرة التي أطلقها زعيمهم في إحدى خطبه باعتبار ذلك منهجاً جديداً يجب أن يعمل به جميع اليمنيين في مناطق سيطرتهم، وتُلخص الفكرة في اعتناق الأفكار الطائفية المتشددة وفرض لون واحد على المجتمع.

ومنذ أكثر من شهرين يكثف الحوثيون حملات توعية من خلال ندوات وفعاليات مختلفة وعبر منابر المساجد، من أجل الترويج لما أسموها “الهوية الإيمانية”، وفرضوا على المؤسسات الحكومية والخاصة إقامة فعاليات بذات المسمى، والتي تعد امتداداً للدورات الثقافية التي يستقطب من خلالها الحوثيون الشباب ويرغمون موظفي الدولة على حضورها.

ويتكبد المجتمع النتيجة لتلك التعبئة المتطرفة، من خلال حملات يقوم بها الحوثيون على المواطنين بسبب ممارستهم لحريات شخصية، من خلال إغلاق المقاهي، والتعميم بمنع بعض الحلاقات، وايضاً حرق أحزمة العبايات النسائية، وهذا حدث مؤخراً في معظم مناطق سيطرة الحوثيين.

في منتصف ديسمبر الماضي كرس زعيم ميلشيات الحوثي عبد الملك الحوثي خطبه كاملة لما سماه الحرص على اتباع “الهوية الإيمانية”، وهي مجموعة من الضوابط الدينية المذهبية من وجهة نظر الحوثيين، يحاولون فرضها على المواطنين في مناطق سيطرتهم.

ووفقا لخطاب زعيم الحوثيين ” فإن الهوية الإيمانية في عصر العولمة، لتحصين الشباب والشابات والمجتمع بالمناعة الثقافية والتربية التي تحميهم من التأثر بثقافات وأفكار الغرب أو المتأثرين بالغرب”، مشيراً إلى “أن هناك استهدافا ممنهجا من الأعداء لضرب هويتنا عبر الإعلام والتواصل الاجتماعي”. معتبراً أي سلوك شبابي منفتح على العالم بمثابة فساد ومؤامرة.

وضمن تركيز الخطاب الطائفي فيما أسموها “الهوية الإيمانية”، وصف زعيم الحوثيين عمليات تهديم القبور والمقامات لمن أسماهم الأولياء “ضمن سعي الأعداء للتأثير في أفكارنا وسلوكياتنا ومواقفنا وأن ذلك يمس السيادة”. في إشارة إلى السلوك الطائفي في تعظيم القبور.

وخلال الأسبوع الماضي أغلق الحوثيون في صنعاء محلات لبيع الورد في “عيد الحب” واعتدوا على شباب بسبب ارتدائهم قمصاناً حمراء، وأغلقوا أيضاً عدداً من المقاهي، وسبق أن أصدروا تعميمات بمنع الطلاب في الجامعات من الحديث مع الطالبات، ضمن ما يسمونها مواجهة الحرب الناعمة وتعزيز الهوية الإيمانية.

بالتزامن مع الحرب وحالة التفكك يتمسك اليمنيون بهويتهم الوطنية، ويظهر ذلك من خلال الاحتفالات الشعبية بالمناسبات الوطنية المختلفة بعيدا عن السلطات الحكومية، في ظل تمسك الحوثيين بالفعاليات الطائفية التي ترسخ ثقافتهم، وتمحي الثقافة الوطنية الجامعة.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد