يعاني الباحث في قسم الكيمياء بجامعة صنعاء، منذر عبدالله (48 عاماً)، من عراقيل وصعوبات حالت بينه وبين إكمال بحثه التطبيقي لرسالة الماجستير، نتيجة لشحة الإمكانات المتاحة في الكلية، ومنها عدم توفر الأجهزة الفنية اللازمة، إضافة إلى الكلفة المرتفعة لتنفيذ البحث، في ظل انقطاع الراتب، وانقطاع الكهرباء أيضاً، وعدم توفر الماء.
ويقول عبدالله، الذي يعمل منذ 24 عاماً، كفني في قسم الكيمياء بكلية العلوم، وهو أب لـ3 أطفال: “إن انقطاع المرتبات بشكل أساسي، وعدم توفر مصدر آخر للدخل، أدى إلى تفاقم الحياة المعيشية، وصعوبة الإيفاء بالالتزامات الأسرية”.
هذه الصعوبات هي الأخرى خلقت لديه حالة نفسية غير مستقرة، حالت دون تحقيق ما كان يطمح إليه من إنجاز الماجستير.وهو ما تعاني منه خلود، الباحثة في قسم البيولوجي بجامعة ذمار، إذ تقول إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الباحث في العلوم التطبيقية، هو الجانب الاقتصادي الذي يؤثر على اختياره لمواضيع غير مكلفة نوعاً ما.وتشير إلى أن رداءة خدمة الإنترنت، وعدم توفر المراجع العلمية الحديثة في المكتبات، إضافة إلى عدم توفر المواد والأدوات المتعلقة بالبحث التطبيقي، تجعل الباحث يضطر إلى استيرادها من الخارج، وتكون كلفتها باهظة جداً عليه.
من ضمن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الباحثين في جامعة صنعاء ندرة الدكاترة والمتخصصين في بعض التخصصات الهامة، لاستشارتهم في البحث، مثل مجال الفيزياء الطبية النادر تواجده باليمن.
وتقول خلود: “من خلال تجربتي كباحثة، فإن أول مشكلة واجهتها هي صعوبة توفر حيوانات التجارب التي لا تتوفر إلا بصعوبة شديدة، وبعض المحاليل التي تستخدم للتجارب، وكلفتها مرتفعة جداً، فاضطررت إلى استبدالها بمحاليل أرخص، ولكن نتائجها غير دقيقة، وتكون الفحوصات أقل أهمية نوعاً ما”.
وتضيف: ”من ضمن الصعوبات والمعوقات ندرة الدكاترة والمتخصصين في بعض التخصصات الهامة، لاستشارتهم في البحث، مثل مجال الفيزياء الطبية النادر تواجده باليمن”.
يواجه الباحث اليمني عدة صعوبات تحول بينه وبين إنجاز أبحاثه ودراساته العلمية، وهي عدم توفر الإمكانات اللازمة للبحث، من مال وأجهزة ومواد بحثية ومعامل مجهّزة للبحث، والمراجع العلمية الحديثة، بحسب عبدالله الصالحي، المعيد في قسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة صنعاء.
ويقول الصالحي “هناك نظرة قاصرة من قبل المعنيين والمجتمع لأهمية البحث العلمي، ناهيك عن قلة المؤسسات البحثية التي تهتم بالبحث في الجوانب التطبيقية الهامة، والتي تسهم في رفع مستوى أي مجتمع متحضر ومتقدم في شتى المجالات”.
ويؤكد الدكتور ماهر المقطري، رئيس قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة صنعاء، أن الكلية تعاني من شحة المخصصات المالية اللازمة التي تحتاجها لتوفير المواد الكيميائية والأجهزة الخاصة بالبحث العلمي التطبيقي، والتي تفتقر للتجديد، والبعض منها متهالكة، ولم تعد تستجيب لحاجات اليوم، موضحاً أن الباحث يضطر في أغلب الأحيان.