*تقرير ورصد ميداني :
دخلت المعارك العنيفة بين أطراف الصراع في شمال وغرب وجنوب مأرب اسبوعها الثاني والمدنيون هم ضحايا الصراع المحتدم والوضع الإنساني يزداد سوءاً وموجة نزوح جديدة من مخيمات صرواح وبعض قرى الجدعان فضلاً عن إصابات في صفوف المدنيين وأضرارا ما دية أخرى في ممتلكاتهم ومساكنهم .
النازحون في مأرب وعددهم يفوق مليون وخمسمائة أسرة غير السكان المحليين يعيشون هذه الأيام ظروف عصيبة في ظل القصف المدفعي والصاروخي والضربات الجوية والمسيرة واستهداف الأحياء السكنية والقرى ومخيمات النزوح .. وبرغم حجم المأساة وتفاقم الوضع الإنساني كل يوم ..هناك صمت دولي مخيف أشبه ما يكون شعور بالرضاء إزاء معاناة ألاف الأسر الفقيرة المكونة من الأطفال والنساء النازحين والمشردين من مختلف مناطق الجمهورية اليمنية .
التصعيد العسكري الذي تشهده مأرب هذه الأيام جعلت الصورة أكثر قتامه وسوداوية في نظر اولئك البسطاء من اليمنيين الذين قدموا الى مأرب بحثا عن ملاذ آمن وينتظرون انفراجة حل سياسي ليعودوا الى ديارهم التي أجبرتهم الحرب على مغادرتها ..
مراقبون حقوقيون يرون أن المجتمع الدولي والمعنيين في منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن ( قريفث )غير آبهين للوضع الإنساني وحياة المدنيين في مأرب كما أنتابهم القلق تجاه الوضع الإنساني و حياة المدنيين في الحديدة ..
صرواح .. فصل جديد من المعاناة
بعد هدوء نسبي للمواجهات دام قرابة العام في منطقة صرواح غرب مأرب .. بعثت الحرب من جديد مطلع الأسبوع الماضي حين شنت الجماعة الحوثية المسلحة هجوما على مأرب من الشمال والشمال الغربي والجنوب .. واشتدت ضراوة الاقتتال خلال اليومين الماضيين ما نتج عنه نزوح عدد ( 786 ) أسرة من مخيم الزور والهيال وذنه والصوابين وأصبح الجميع بلا مأوى ويفتقرون الى مقومات الحياة الأساسية .. وكانت مدينة مأرب ومديرية الوادي ومخيم روضة جهم هي وجهة نزوحهم الجديد .
وعلى الصعيد نفسه في شمال غرب مأرب بمنطقة الجدعان رصدت منظمة حماية في يوم الخميس 11 فبراير 2021م عدد 32 أسرة شردتها الحرب من اهالي المنطقة المحليين بين مدغل ورغوان .فيما انفجار لغم يودي بحياة بغداد علي حسن الباشا رقيب 16 عام أثناء قيامها بنشاط الرعي في قرية الغثمة مديرية مجزر شمال مأرب .
وقال شهود عيان التقى بهم راصدونا وتحدثوا اليهم أن المسلحين الحوثيين قد قاموا عنوةً بنقل المعركة بينهم والطرف الآخر في منطقة صرواح غرب مأرب من أماكن مفتوحة وجبلية وبعيدة عن القرى والمخيمات الى محيط قرية الزور ومخيم الهيال وذنه وقاموا بقصفها بقذائف الهاون ما أجبر السكان على مغادرة المخيمات .
وقالت إحدى المدافعات عن حقوق الإنسان في مأرب تم التواصل معها من قبل منظمة حماية أنها أجرت تواصل مع أقارب لها من اهالي مخيم الهيال وذنه لتطمئن عليهم بعد النزوح وأنها عرفت منهم أن الحوثيين قد سيطروا على المنطقة التي يقع فيها المخيم وذكروا لها أن امرأتين حاولتا العودة للمخيم لجلب بعض الأغراض غير أن الحوثيين قصفوا المكان لمنعهن من الدخول ..
وفي يوم الجمعة 12 فبراير 2021م تمام الرابعة والخمسين دقيقة قال شاهد عيان أن الحوثيين قصفوا مركبة ( سيارة ) تابعة لأحد نازحي مخيم ذنه المواطن يحيى علي صويلح أثناء مروره بالطريق بين منطقة الملح والصوابين وكان برفقته آخرين من افراد عائلته وذكر المصدر أن هناك اصابات .
ناشطون ووسائل إعلام مختلفة تحدثوا عن استهداف المسلحيين الحوثيين لقرية الزور غرب مأرب بهجمة صاروخية وفي تغريدة له أدان وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها دوليا معمر الإرياني قصف الحوثيين لقرية الزور التي تضم مئات الأسر النازحة حسب التغريدة ..
نحن في منظمة حماية H O C O
نتابع الوضع الحقوقي بشكل عام في مأرب كمراقبين ومدافعين عن حقوق الإنسان ونراه ينذر بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة إن لم يتم تفاديها .. لقد حولت الحرب حياة ألاف الأسر من المدنيين الى جحيم لا يطاق وأصبح الوضع الإنساني على وشك الانهيار.
ونحن نعد هذا التقرير نشعر بخيبة أمل لصمت المنظمات الأممية تجاه ما يحدث في مأرب ونجدد دعوتنا عبر هذا لكافة الفعاليات الدولية والمحلية الاضطلاع بدورها عاجلا لإنقاذ مدنيو مأرب ونازحيها من ويلات وسعير الحرب .
إننا قلقون جداً تجاه أوضاع النازحين الجدد من الزور والهيال وذنه والصوابين وغيرها ونطالب بوقف فوري للمواجهات وتجنيب المدنيين خطر المواجهات المسلحة .
نحذر من تدهور الوضع الإنساني في مأرب بشكل عام جراء اشتداد المواجهات وقربها من مخيمات النزوح ودخول القرى الآهلة بالسكان في خط المواجهة ونؤكد أن الوضع سيصبح كارثياً ما إذا استمرت المواجهات باتجاه مأرب
ندين أعمال القصف العشوائي واستهداف المدنيين ومخيمات النزوح والقرى الآهلة بالسكان ونعتبر ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان وفقا لمبادئ القانون الدولي الإنساني .
ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في وقف التصعيد العسكري على مأرب لما لذلك من تداعيات إنسانية بحته ونطالب محاسبة ومعاقبة طرف الصراع المتسبب في قصف مخيمات النزوح واستهداف المدنيين وتشريد مئات الأسر ومعاناة النساء والأطفال .
*صادر بتاريخ 16 / 2 / 2021م عن منظمة حماية للتوجه المدني H O C O