علي سعيد الأحمدي :
من خلال نقاشات مع أصدقاء من متبني فكرة الأقيال وسماع أفكارهم وحججهم لم أجد فكرة واضحة متماسكة تستطيع الإمساك بها، حيث تتداخل الحقائق التي نتوافق معهم عليها مع مشاعر، مع حوادث خاصة، مع أهداف متباينة بحسب الشخص الذي تناقشه !! يقول أحدهم هو تيار ثقافي ليس حزب ولاجماعة منظمة ويقول آخر هي حركة لها فكر وأنصار ! آخر يقول ليس لها هدف الا نشر ثقافة ومعرفة ويقول زميل له من اهدافنا تمكين الأقيال في مفاصل الدولة وهكذا!!
قد يقول البعض: الأقيال هي فكرة إن نفعت وإلا فلن تضر أحد، فأقول إن كثير من مشاكل اليمن بدأت أفكار مثل هذه فمن يصدق بأن تنظيم الشباب المؤمن سيصبح هذا الجاثوم الذي ذاق اليمن منه كل مصيبة، ومن يصدق أن أفكار انبعثت في الجنوب مثل : نحن لسنا يمنيين ..!! سيصبح لها أنصار ودكاترة وسياسيين أفنوا نصف أعمارهم لترسيخ مبادئ سبتمبر وأكتوبر! بل ووجد لها دول تدعم وقنوات تبث ومحللين أجانب يؤيدون هذه الفكرة !
فكرة بعث التاريخ اليمني الغابر والافتخار بحضارة اليمن شيء جميل لاخلاف عليه، لكن تطويع ذلك لصالح فكرة تضرب التلاحم الوطني اليمني بكل أطيافه وقبائله ومكوناته ضد انقلاب الحوثي ليست فكرة بريئة، وليست فكرة وطنية يتفهمها كل يمني جنوبا وشمالا في حضرموت أو في صعدة، بل هي فكرة حالمة في فضاء النت استغل مروجوها طيبة اليمنيين، وقد رأينا هذه الفكرة واللوثة تستهدف رموز في الشرعية فقط لانتمائهم القبلي وتخوينهم والتشكيك بهم ..
تاريخ اليمن مثل غيره من تواريخ الأمم وحضارتها فيه الخير وفيه الشر، فيه الصالح والمفيد من العلوم والأفكار وفيه غير ذلك، ومهمة من يريد بعث التاريخ اليمني مهمة علمية فكرية تنقيبية وليست فكرة شعبوية عنصرية تدعي أفضلية هذا الماضي جملةً وتفصيلا دون تمييز مالذي سينفعنا في أيامنا هذه والذي لاينفع ..
فهل مجرد رفع شعار تفاخري بطريقة عنصرية هو شيء يمكن أن يحقق أي منجز لنا اليوم أمام واقع حرب ومجاعة وانقلاب على مكتسبات الجمهورية ؟!!