كتب/ لؤي العزعزي:
أُخذت ريتاج ويوسف بلال أحمد البحري من أمهما المطلقة الى منزلت والدهما المغترب في قاع القيضي، جنوب صنعاء. وتُركا الطفلين في حضانة زوجة الأب التي مارست عليهما شتى أصناف التعذيب والحرق والإكراه الى الحد الذي فارقت فيه ريتاج الحياة وحول يوسف للعناية المركزة في احدى مشافى صنعاء.
الجريمة الوحشية هزت مدينة صنعاء وبقية مدن اليمن جمعاء وسط سخط شعبي متزايد على منصات التواصل الاجتماعي اواخر رمضان الماضي.
الجرائم المماثلة سواءً ضد المرأة أو الطفل أو ما تتعلق بالأسر لا يفصح عنها أحد لحساسيتها. وغالبية قضايا العنف ضد الأطفال تكون زوجة الأب المتهمة، حسب مصادر عديدة.
في الصدد تقول الكاتبة والناشطة منال الشيباني ” الجرائم في اليمن كثيرة وزادت في السنوات الأخيرة بصورة أكبر وخاصة فيما يتعلق بالطفولة والمرأة” وتضيف “في جرائم الأطفال يمكنك أن تجد كافة انواع الجرائم والانتهاكات التي تخص الأطفال من بداية عمالة الأطفال ، الاجبار على الزواج ، ودفعهم إلى التسول ، تعذيب ، اغتصاب ، لواط ، انتهاء بالقتل”.
العنف المنزلي ضد الأطفال
تكمل الناشطة الشيباني حديثها قائلة ” بالنسبة إلى الممارسات والجرائم المرتكبة من قبل زوجات الأب ضد أطفال ازوجهن فهي كثيرة ، وشهدت عدة محافظات حالات كثيرة في السنوات الأخيرة”
أغلب معاناة الأطفال مع زوجات الأب ليست ناتجة عن تصرف لحظي كما تقول الشيباني بل ٩٩٪ من الأطفال كانوا يتعرضون إلى التعذيب لفترة زمنية قبل الانتهاء بوفاتهم نتيجة التعذيب وفي حالات قليلة كانت الخالة تقوم بتصرف لحظي يؤدي إلى وفاة الطفل مباشرة نتيجة: الخنق ، الضرب المبرح بأداة حادة أو قوية.
تكمل الشيباني حديثها:
“في اغلب الحالات كان الأب حاضرا في الأسرة لكنه غالباً لم يكن يعطي أهمية أو يبدي اهتمام بابنائه” وتضيف “في بعض الحالات كان يدرك ما يحدث لابنائه ويتغاضى تحت مبرر أن زوجته تقوم بتربية وتاديب ابنائه في بعض الحالات الأخرى كان الأب أما شريكا أو متسترا على زوجته” وهذا ما فعله أبو ريتاج ويوسف حسب المصادر فإن عائد من بلاد الغربة وتستر على زوجته
وبهذا الخصوص يقول أحمد عبدالباري أحد أبناء حي القاع بأن الأب منذ عام مغترب في السعودية لتحسين الوضع المادي للأسرة. وانه اصر على حضانه اطفاله حتى أثناء غيابه. ويشير عبدالباري الى أن أصوات الطفلين كانت تصل الى مسامع الكثير من اهالي الحارة ويقول ” كانت زوجة ابوهم ما تخاف لله فيهم واصل وهي تعذبهم وتضربهم بسبب او بدون سبب” ويستردف” بعد ما عرف الأب بالجريمة رجع لليمن من السعودية وبدل ما يدور ينصف جهاله جالس بيدافع على زوجته بدون خوف من الله”.
حسب مصادر عديدة فلولا عم الأطفال الأصغر لميعت القضية ولضاع حق الطفلين الا أن العم اخبر شقيق أم الأطفال بأن موت ريتاج ليست طبيعة وبالتالي طالبت الأم بتشريح الجثة واتت النتائج المبدئية:
كدمات وجروح عديدة إضافة لحروق في شتى أنحاء جسمها الصغير النحيل المثقل بالجراح.
حسب المصادر اعتقلت السلطات المجرمة والأب الراغب في التستر والذي طالب بإغلاق القضية والتنازل عن دم إبنته كونه ولي الدم.
ومؤخراً وبعد طول انتظار ومماطلة أتت نتائج التشريح الطبي بفاجعة كبرى:
تعرضت الطفلة ريتاج -حسب نتيجة تقرير التشريح الطبي الجنائي- إلى تعذيب متعمد على فترات زمنية متكررة ومتتالية و طويلة وهو ما يعرف بالعنف الجسدي الشديد ضد الأطفال.
وأشار التقرير إلى أن الأدوات المستخدمة في التعذيب شملت أدوات صلبة، وأجسام معدنية شديدة السخونة، وسوائل شديدة الحرارة، وعضات آدمية متكررة، وكدمات متعددة، وكسور في عظام الساقين، والترقوة اليمنى.
موضحا أن هذه الإصابات تسببت في إحداث تشوهات جسيمة شديدة في الجسم، كما تم تشويه الأعضاء التناسلية.. بأدوات معدنية ساخنة وكذلك تعرضها لسوء تغذية حاد (تجويع) نتج عنه هزال شديد في البنية الجسدية.
هذا وافاد التقرير بأن الإصابات قد تسببت بحدوث فشل كلوي حاد وتوقف القلب وحدوث الوفاة.
خلافات زوجية يدفع ثمنها الأطفال
تقول مؤمنة اسحاق ناشطة ومهمتة بالقضايا الإجتماعية ” الكثير من قضايا العنف ضد الأطفال مصدرها الخلاف بين الأبوين يكون الأب غاضب من الام ويريد قهر الأم او الانتقام منها أو العكس الأم تريد الأنتقام أو قهر الأب فتنكل بأبنائها”.
في الفترة الأخيرة وكأثر رجعي للحروب والصرعات المستمرة وحالة اللا استقرار واللا أمن ظهرت جرائم عديدة لم يكن لها من وجود.
في الصدد تقول سناء البدوي اعلامية وناشطة مجتمعية تعليقًا على الجريمة الشنعاء : ” في السنوات الأخير سنوات الحرب في اليمن انتشر العديد من هكذا جرائم دخلية على مجتمعنا صرنا نسمع أب يقتل أولاده، ام تقتل اطفالها، او اطفال زوجها، قتل زوج لزوجته، حرق زوجة لزوجها، تعذيب اغتصابات، وغالباً الأطفال هم الضحية الأول خصوصاً الأطفال من ذوي الأسر المفككة”.
ورجحت اسباب الظاهرة الإجرامية ضد الأطفال قائله “الأب والأم يتحملون مسؤولية هؤلاء الأطفال” وختمت تصريحها برسالة إلى الأباء بعدم جعل ابنائهم ضحايا لخلافاتهم.
نظرة قانوية للقضية
اشكال الجرائم ضد الطفولة كثيرة كما قالت المحامية والناشطة الحقوقية ريهام الصنوي وعددت انواع عديدة منها الإعتداء والإتجار والإختطاف والإستغلال والعمل الجبري. واشارت لظهور جرائم حديثة ضد الطفولة مثل الجرائم الإلكترونية كالتحرش والإبتزاز والإعتداء الإلكتروني.
وتكمل الصنوي حديثها ” هذه الجرائم تحدث على مستوى العالم وتبحث الحكومات في جميع الدول السبل لمكافحة هذه الجرائم من خلال سن العقوبات للقضاء عليها ورغم ذلك لاتزال ترتكب هذه الجرائم برغم كل هذه القوانين التي تم صياغتها لحماية الطفل”
وتستردف حديثها “الجرائم ضد الطفولة التي تحدث في العالم ايضا تحدث في اليمن ونتيجة الحرب وعدم تطبيق القوانين وعدم وجود سلطات امنية ورقابية تحمي المجتمع تكثر فيها الجرائم ومنها الجرائم ضد الطفولة مثل اختطاف واسترقاق الاطفال وللاسف كثرت هذه الظاهرة خلال الحرب في اليمن كبيع الاطفال والاتجار بهم وباعضائهم والتبني الغير مشروع للاطفال اليمنيين من بلدان اخرى الى جانب استغلال الاطفال الجنسي وفي بيع الممنوعات وفي التسول بالشوارع.
وهناك أيضا استغلال الأطفال وتجنيدهم في الحرب”
هذا وتظل الطفولة في اليمن عاريةً عن الحماية والآمان في ظل عدم الإستقرار الإقتصادي والذي يولد عدم استقرار اجتماعي ونفسي.