24.1 C
الجمهورية اليمنية
11:09 صباحًا - 7 يناير, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارعين الحقيقة

ما الذي يستفيده الحوثي من الضربات الأمريكية الإسرائيلية المتواصلة على البنية التحتية لليمن؟

اليمن الاتحادي/ خاص:

تشهد اليمن منذ سنوات حالة من الانهيار نتيجة للصراع المستمر، حيث تحملت البنية التحتية والمواطن اليمني العبء الأكبر للضربات المتواصلة التي تطال البلاد.

في هذا السياق، يثار تساؤل ملح حول مكاسب جماعة الحوثي من هذه الضربات المدمرة وتأثيرها على استقرار البلاد وتنميتها.

شنت القوات الامريكية أول هجماتها على مليشيا الحوثي مطلع العام 2024، وتجاوزت ليلتها الضربات في 12 من يناير العام الماضي المائة صاروخ مستهدفة بحسب تصريحات القوات الامريكية 60 هدفا في 16 موقعا تابعا للحوثيين، واستهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق ومنشآت تصنيع وأنظمة رادار خاصة بالدفاع الجوي.

ووفقاً للمعلومات المتاحة، نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكثر من 700 غارة جوية وقصف بحري على مواقع في اليمن حتى سبتمبر 2024، وذلك في إطار عمليات استهدفت الحد من قدرات الحوثيين العسكرية.

فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية، شنت إسرائيل غارات جوية على اليمن في ديسمبر 2024، حيث شاركت نحو 100 طائرة إسرائيلية في الهجوم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

 

مكاسب الحوثي: أهداف عسكرية وسياسية

 

تسعى جماعة الحوثي، من خلال تكثيف الضربات على المناطق الحيوية والمنشآت الاقتصادية، إلى تحقيق أهداف متعددة، أهمها إضعاف الحكومة الشرعية حيث تستهدف الهجمات تقويض جهود الحكومة في تعزيز سلطتها في المناطق المحررة، مما يعزز موقف الحوثيين كقوة مهيمنة على الأرض.

كما تهدف مليشيا الحوثي الى ابتزاز المجتمع الدولي وتعمل الجماعة على استغلال الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي تسببت فيها هجماتها كورقة ضغط في المفاوضات الدولية للحصول على تنازلات سياسية أو مالية.

وتسعى لتعزيز السيطرة الداخلية من خلال تضييق الخناق على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، كما تسعى الجماعة إلى تعزيز نفوذها داخلياً وإضعاف المعارضة.

 


البنية التحتية الضحية الأكبر

تشير تقارير مطلعة إلى أن الضربات الامريكية البريطانية الإسرائيلية التي شنت استهدافا للمليشيا الحوثية وركزت الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على مناطق استراتيجية ومواقع يُعتقد أنها تمثل تهديداً ،إما بسبب وجود قوات حوثية، أو بنى تحتية عسكرية. ومن أهم المناطق المستهدفة العاصمة صنعاء، والتي تُعد معقلاً رئيسياً للحوثيين ومركزاً للقرار السياسي والعسكري وقُصفت عدة مواقع عسكرية في العاصمة، بما في ذلك مخازن أسلحة ومنشآت عسكرية.

كما تم استهداف الموانئ والبنية التحتية البحرية في الحديدة، والتي تعد شرياناً رئيسياً لتدفق الإمدادات والأسلحة عبر البحر الأحمر، بالإضافة إلى مواقع عسكرية هناك، وتم استهداف محافظة صعدة وهي المعقل التاريخي والحصن الأول للحوثيين بغارات مكثفة على الكهوف والجبال التي يُعتقد أنها تحتوي على مخازن أسلحة ومراكز قيادة.

واستهدفت القوات الامريكية البريطانية مواقع قريبة من المنشآت النفطية والمعسكرات العسكرية بمحافظة مأرب والتي  تشكل نقطة استراتيجية مهمة للحوثيين والقوات الحكومية، كما استهدفت مواقع عسكرية وطرق إمداد بمحافظة تعز، والتي تعتبر نقطة اشتباك مهمة بين الأطراف المتصارعة.

واستهدفت أيضا مواقع تدريب ومستودعات أسلحة بمحافظة الجوف القريبة من الحدود السعودية، واستهدفت بضربات محدودة لمواقع إرهابية في عدن والمكلا يُعتقد أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة أو داعش.

وتركزت الهجمات الامريكية البريطانية على السواحل اليمنية في البحر الأحمر على السفن أو الزوارق المسلحة التي تهدد الملاحة الدولية.

هذه الهجمات تهدف في مجملها إلى تقويض قدرات الحوثيين العسكرية وتعزيز الأمن الإقليمي، لكنها أحياناً تسببت في خسائر بشرية ومادية واسعة بين المدنيين حيث طالت مرافق حيوية، منها محطات الكهرباء والمياه وأدت الهجمات إلى انقطاع الخدمات الأساسية، مما زاد من معاناة المدنيين التي فاقمتها مليشيا الحوثي خلال سنوات الحرب العشر السابقة.

وفي حين قد تحقق جماعة الحوثي مكاسب مؤقتة على الصعيدين العسكري والسياسي، فإن الضربات التي تطال البنية التحتية لليمن تتسبب في تداعيات كارثية طويلة الأمد على الشعب، وتعكس هذه الاستراتيجية إصرار الجماعة على تحقيق أهدافها دون اعتبار للتكلفة الباهظة التي يدفعها المواطن البسيط ومستقبل البلاد.

 

الخسائر الحوثية جراء الضربات الامريكية الإسرائيلية

تأثرت مليشيا الحوثي بشكل كبير نتيجة للضربات الجوية والبحرية التي استهدفت مواقعها، لكن الأضرار تفاوتت بناءً على طبيعة الأهداف والقدرات العسكرية المتاحة للطرف المُهاجم. ونسرد هنا الأضرار التي لحقت بالحوثيين ومنها الخسائر البشرية حيث قتل عدد كبير من قيادات الحوثيين، خاصة من الصف الأول والثاني، خلال غارات دقيقة استهدفت مراكز القيادة والاجتماعات السرية، واحدثت خسائر في صفوف المقاتلين الحوثيين في مواقع عسكرية ومعسكرات تدريب.

ووفقاً للمعلومات المتاحة، أسفرت الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم، وفي مايو 2024، أعلنت جماعة الحوثي عن ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات إلى 16 قتيلًا و35 جريحًا في محافظة الحديدة. وفي ديسمبر 2024، أفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، بأن الضربات الجوية أدت إلى مقتل 5 من مقاتلي الجماعة وإصابة 6 آخرين. يُذكر أن هذه الأرقام قد لا تعكس العدد الإجمالي للضحايا، نظراً لاحتمالية وجود خسائر أخرى لم يتم الإعلان عنها أو توثيقها بشكل دقيق.
كما تم تدمير البنية التحتية العسكرية وتدمير مخازن أسلحة وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، وتم استهداف الورش والمصانع التي تُستخدم لتطوير وتصنيع الأسلحة، وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي والرادارات في عدة مناطق رئيسية.

وتم استهداف منشآت مرتبطة بالإيرادات الحوثية، مثل نقاط الجمارك غير القانونية ومواقع تهريب النفط والأسلحة.

وتأثر موانئ الحديدة وصعوبة تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر بسبب تكثيف الهجمات البحرية، وأدت تلك الهجمات الى تدهور القدرات اللوجستية للمليشيات جراء ضرب الطرق والجسور الحيوية التي تُستخدم لنقل الإمدادات العسكرية، وتعطيل شبكات الاتصالات التي يعتمد عليها الحوثيون للتنسيق الميداني.

بالإضافة الى التأثير النفسي والمعنوي لمقالتي المليشيات والتي أدت الضربات الى انخفاض معنويات المقاتلين بسبب استهداف القيادات العليا وفقدان الدعم المادي والعسكري المستمر، وتزايد الانشقاقات داخل صفوف الحوثيين نتيجة الضغط العسكري والخسائر المتتالية.

ورغم كل تلك الخسائر، أظهرت المليشيا قدرة على التكيف، حيث نقلت بعض منشآتها العسكرية إلى مناطق جبلية أو تحت الأرض، وقامت باستغلال الدعم الخارجي، خاصة من إيران وحزب الله، لتعويض الأسلحة المفقودة.

قد تكون الضربات الأمريكية والإسرائيلية أضعفت مليشيا الحوثي من حيث القدرات العسكرية والاستراتيجية، لكنها لم تُنهِ قوتهم بسبب الدعم الخارجي الكبير وقدرتهم على التكيف مع الضغوط، واستمرار هذه الضربات قد يزيد من إنهاكهم تدريجياً، لكن تحقيق الحسم يعتمد على استراتيجية شاملة تشمل دعم القوات اليمنية الشرعية.

 

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد