18.7 C
الجمهورية اليمنية
7:39 مساءً - 9 يناير, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارعين الحقيقة

اليمنيون في ألمانيا ونظرتهم لأوضاع بلادهم ومستقبلها!

*تقرير/ سماح الشغدري:

بينما تعصف الحرب باليمن منذ عام 2015، يعيش اليمنيون في ألمانيا تجربة معقدة تجمع بين الغربة والقلق المستمر على وطنهم. يتابعون الأحداث بقلوب مثقلة بالحزن، متأرجحين بين الأمل والخوف. وفي ظل هذه الأوضاع، يقدم اليمنيون في ألمانيا رؤاهم حول أسباب الصراع، أبعاده الإقليمية، والسبل الممكنة لإنهاء معاناة شعبهم.

 

الحرب في اليمن: جذور الصراع وأبعاده

اندلعت الحرب في اليمن عام 2015 عقب انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران على الحكومة الشرعية. نشأت جماعة الحوثي، أو “أنصار الله”، في تسعينيات القرن الماضي بمحافظة صعدة شمال اليمن كحركة ذات توجه زيدي. ومع ذلك، سرعان ما تبنّت الجماعة أفكارًا قريبة من النموذج الشيعي الإيراني، مدعومة بالدعم المالي والعسكري الإيراني.

تخلّى الحوثيون عن المبادئ الزيدية التقليدية، التي تؤمن بالاجتهاد وترفض حصر السلطة في “أهل البيت”، لصالح نموذج ديني وسياسي أقرب إلى الشيعة الاثني عشرية. هذا التحول أثار الجدل، خاصة أن إيران، التي تروج لنظام ولاية الفقيه، لا تعترف بالمذهب الزيدي كمذهب شيعي، ووصفت الحوثيين بـ”شيعة الشوارع”.

في 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، ما دفع السعودية إلى قيادة تحالف عسكري لدعم الحكومة الشرعية. وبعد ثماني سنوات من الصراع، لم تحقق أي من الأطراف تقدمًا حاسمًا؛ إذ عجزت السعودية عن القضاء على الحوثيين، الذين عززوا قوتهم العسكرية. وعلى الجانب الآخر، دُمّرت البنية التحتية اليمنية بفعل الاستهداف المتبادل من التحالف والحوثيين، ما حوّل اليمن إلى ساحة لصراع إقليمي مركّب. اليوم، يواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تشير التقارير إلى حاجة الملايين للمساعدات الإنسانية، في ظل تزايد معدلات النزوح والجوع.

 

بين الغضب والأمل

لليمنيين المقيمين في ألمانيا آراء متباينة تجاه الحرب، تتراوح بين الغضب من التدخلات الخارجية، والإحباط من الوضع الداخلي، والأمل في بناء مستقبل أفضل لوطنهم. يرى العديد من اليمنيين أن التدخلات الخارجية، سواء الإيرانية أو السعودية، أدت إلى تعقيد الأزمة. يقول “علي”، طالب يمني يعيش في برلين: “اليمن أصبح ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية، والشعب هو من يدفع الثمن. التحالف يدّعي إعادة الشرعية، لكن كل ما نراه هو دمار شامل. أما الحوثيون، فيقولون إنهم يقاومون، لكنهم في الحقيقة يدمرون الداخل”.

يؤمن علي أن اليمن بات ضحية لعبة جيوسياسية لا تعكس مصالح الشعب، بل تخدم أجندات الأطراف المتصارعة. وتؤكد “نورة”، ناشطة يمنية في مدينة كيل، أن الحل يكمن في الداخل اليمني. تقول: “يجب أن نركز على بناء حوار يمني-يمني. التدخلات الخارجية لن تحل مشكلتنا. علينا أن نتذكر أن كل الأطراف التي تدّعي تمثيلنا لديها أجنداتها الخاصة، ولن يكون الحل إلا عبر استعادة القرار الوطني”. وتضيف نورة أن بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة هو الخطوة الأولى نحو المصالحة الوطنية، مشيرة إلى ضرورة دعم المبادرات المحلية التي تعيد إحياء روح التعايش بين اليمنيين.

أصوات للتغيير رغم الشعور بالعجز والغربة

يعبّر “عبدالله”، وهو رجل أعمال يمني يقيم في ميونخ، عن إحساسه بالعجز رغم رغبته في المساعدة. يقول: “نحن هنا في أمان، لكننا نشعر بالعجز. كل يوم نشاهد صور الأطفال الجائعين والبيوت المدمرة، ونتساءل: هل نستطيع فعل المزيد؟”

يشير عبدالله إلى أن المغتربين يعيشون حالة من الحزن المستمر، إذ يشعرون بأنهم بعيدون عن المساهمة الفعلية في تخفيف معاناة أهلهم. ورغم شعورهم بالعجز، لا يكتفي اليمنيون في ألمانيا بمراقبة الأحداث عن بُعد. بل يلعبون دورًا نشطًا في نشر الوعي حول القضية اليمنية، وتنظيم الفعاليات لجمع التبرعات، ودعم المشروعات الإنسانية.

 

جهود الجالية لدعم اليمن

تقول “سارة”، معلمة يمنية تعيش في هامبورغ: “نحن نؤمن أن التعليم هو السبيل الوحيد لإنقاذ الجيل القادم من اليأس. لذلك، نركز جهودنا على جمع التبرعات لبناء المدارس ودعم الطلاب”. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجالية اليمنية على تنظيم معارض ثقافية لتعريف المجتمع الألماني بمعاناة اليمنيين، وحثهم على المساهمة في الجهود الإنسانية.

رسائل من اليمنيين في المهجر

يتفق اليمنيون في ألمانيا على أن مستقبل بلادهم يعتمد على إنهاء الحرب وتحقيق السلام. رسالتهم للعالم واضحة: “لا تنسوا اليمن. شعبه يحتاج إلى الدعم لإنهاء هذه المأساة، وبناء وطن مزّقته الحرب”.

* نقلاً عن موقع أمل هامبورغ:

https://goo.su/AtqBLNa

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد