اليمن الاتحادي/ متابعات:
شنت مقاتلات أميركية وبريطانية وإسرائيلية، فجر اليوم، ضربات جوية منسقة على مواقع متعددة في اليمن شملت العاصمة صنعاء ومدينتي الحديدة وعمران. وأسفرت الغارات عن استهداف مواقع حيوية بينها منشآت تخزين الوقود ومواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين.
تفاصيل الضربات الجوية
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجوم نفذ عبر ثلاث موجات استهدفت مناطق مختلفة، أبرزها صنعاء وميناء رأس عيسى في الحديدة. وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الضربات استهدفت مستودعات للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، إضافة إلى مواقع تحت الأرض.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، أصابت الغارات أهدافاً في محيط ميناء رأس عيسى ومنطقة الساحل الغربي. وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 20 مقاتلة شاركت في الهجوم، ألقت خلالها 50 قنبلة، فيما نفذت عملية تزود بالوقود في الجو لضمان استمرار الضربات.
استهداف مواقع استراتيجية
ورجحت هيئة “أمبري” البريطانية للأمن البحري أن الضربات ركزت على مرافق تخزين النفط القريبة من أرصفة ميناء رأس عيسى. وأشارت التقارير إلى أن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تعرضت لأضرار كبيرة جعلتها خارج الخدمة بالكامل، مما ينذر بأزمة اقتصادية وإنسانية.
من جانبها، أكدت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن الغارات استهدفت محطة حزيز للكهرباء في صنعاء، مما أدى إلى مقتل موظف وإصابة ستة آخرين. كما استُهدف محيط ميدان السبعين أثناء مظاهرة تضامنية مع غزة.
ردود أفعال إسرائيلية ودولية
قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “القصف جاء ردًا على هجمات الحوثيين المتكررة ضد إسرائيل ومواطنيها”، مشددًا على أن العمليات ستستمر لاستهداف أي تهديد محتمل. من جهته، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين بدفع “ثمن باهظ” على ما وصفه بـ”عدوانهم”.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول كبير أن الهجمات لم تكن عملية مشتركة، بل تضمنت تنسيقًا تكتيكيًا لتجنب التصادم بين القوات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية.
الأضرار والضحايا
ذكرت قناة “المسيرة” أن الغارات على ميناء رأس عيسى أسفرت عن مقتل موظف وإصابة 6 آخرين. كما أُصيب ثلاثة أشخاص جنوب صنعاء وتضررت عدة منازل إثر قصف محطة الكهرباء في ذهبان. في الحديدة، تصاعدت أعمدة الدخان من منشآت تخزين الوقود، مما أدى إلى توقف خدمات الموانئ بشكل كامل.
تداعيات إنسانية واقتصادية
أدت الهجمات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، لا سيما مع خروج الموانئ الحيوية عن الخدمة. ويُتوقع أن تؤدي الأضرار إلى نقص حاد في الوقود والإمدادات الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان المحليين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب والحصار منذ سنوات.
تصعيد خطير
تأتي هذه الضربات في وقت يشهد فيه اليمن تصعيدًا كبيرًا في العمليات العسكرية، ما يثير مخاوف من تعقيد الجهود الدولية لإحلال السلام. ويرى مراقبون أن الهجوم يعكس تغييرًا استراتيجيًا في التعامل مع جماعة الحوثيين، خاصة مع انخراط إسرائيل بشكل مباشر في العمليات العسكرية داخل اليمن.