موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارفن وثقافة

غازي القصيبي .. شاعرٌ وأديبٌ رفيع في بلاط السياسة

كتب/ بشرى العامري:

ألومُ صنعاءَ … يا بلقيسُ … أمْ عَدَنَا؟!

أم أُمَّةً ضيَّعَتْ في أمسِها يَزَنا؟!

ألومُ صنعاءَ … لو صنعاءُ تسمعني!

وساكني عدنٍ … لو أرهفوا أُذُنًا!

وأُمَّةً عَجَبًا … ميلادُها يَمَنٌ

كمْ قَطَّعَتْ يَمْنًا … كمْ مَزَّقَتْ يَمْنَا!

هذه الصرخة الحزينة، التي حاصرها الألم، هي عتابٌ ولومٌ من الشاعر الكبير غازي القصيبي لليمن وعنه، في لحظة اقتتالٍ سابقٍ بين اليمنيين.

لايُذكر غازي القصيبي إلَّا ويُذكَر معه الشعر في السعودية أو الوطن العربي، فهو من قِلَّةٍ بقت في صدارة الضوء عربياً على مستوياتٍ عدة، بين السياسة، والعمل الدبلوماسي، والإبداع الشعري.

يُعدُّ غازي عبد الرحمن القصيبي واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، فقد جمع بين الإبداع الأدبي والعمل السياسي والأكاديمي، ليترك بصمةً فريدةً في مجالات الشعر، والرواية، والإدارة، والدبلوماسية. امتاز بأسلوبه العميق، الذي يجمع بين الجمال اللغوي والنقد الاجتماعي، مما جعله شخصيةً استثنائيةً في المشهد الثقافي العربي.

دخل القصيبي ميدان السياسة وصار وزيراً، لكنه برز شاعراً مُلفتاً، ثم انتقل إلى العمل الدبلوماسي، ليظهر لنا أديباً روائياً، ثم ترك الدبلوماسية، لكنه لم يُغادر بلاط القصيدة.

قلائل هم الذين جمعوا بين مهارة الدبلوماسي وإبداع الشاعر، ومنهم: عمر أبو ريشة، ونزار قباني، وغازي القصيبي.

في أوج عمله الدبلوماسي، ترك لنا شقة الحرية، وهي روايةٌ عن مغامرات الشباب في القاهرة أثناء الدراسة في الستينيات، وشقاوة العمر الأولى، ثم أتبعها برواية سعادة السفير، التي تناول فيها هموم الصراع العربي وأحزان العمر الأخيرة!

تقلَّب القصيبي بين مناصب وزارية عدة، كما شغل منصب سفير السعودية في البحرين، ثم في بريطانيا قرابة عقدٍ من الزمن، لكنَّ سيرته الأدبية والشعرية بقيت أبرز العلامات التي تركها الراحل، وعزَّز من خلالها حضوره السياسي وعلاقاته الدبلوماسية المتميزة.

وكان في شعره الوطني كما في شعره عن خبايا القلب ووجع الروح شفّافاً وواضحاً ومن ومضات إبداعه:

أَأَعتَذِرُ؟.. عَن القَلبِ الَّذِي مَاتَ …

وَحَلَّ مَحلَّهُ حَجَرُ؟

عَن الطُّهرِ الَّذي غَاضَ …

فَلَم يُلمَحْ لَه أَثَرُ؟

وَقولِي: كَيفَ أَعتَذرُ؟

وَهل تَدرِينَ مَا الكَلِمَاتُ؟

زَيفٌ كَاذبٌ أَشِر ُ…

بِه تَتَحَجَّبُ الشَّهَوَاتُ … أو يُستَعبَدُ البَشرُ!

رحل القصيبي في 15 أغسطس 2010، بعد معاناةٍ مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً ثقافياً وفكرياً ثرياً، لا يزال تأثيره حاضراً في الأدب العربي، إذ ألهمت أعماله العديد من الكتّاب والمثقفين، وبقيت كلماته شاهدةً على فكره ورؤيته العميقة.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد