33 C
الجمهورية اليمنية
8:00 مساءً - 15 يونيو, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

إسرائيل وإيران: فصل جديد من الانهيارات الصامتة

أماني باخريبة:

الضربات الإسرائيلية على ايران كانت من أوسع وأعمق العمليات التي استهدفت قلب المؤسسات العسكرية الإيرانية حيث طال القصف قادة كبار في الحرس الثوري ومراكز قيادة حساسة وكما يبدو أن بعضها تمت عبر عمليات استخباراتية دقيقة وتعاون داخلي من عناصر داخل إيران مما يوضح عن انكشاف أمني لا يصدق. اعتقد ان هذا الهجوم لم يكن مجرد استغلال مثلا ثغرة أمنية او ظرف معين بل كان نتيجة لشروخ بنيوية في منظومة الدولة الأمنية والسياسية.

أن يتم تنفيذ عمليات بهذه الدقة ضد قادة بهذا المستوى فهذا يعني أن إيران مخترقة من الداخل إلى حد لا يمكن تصوره لدولة تقول إنها في حالة حرب استخبارية منذ 30 عام وتصور نفسها بانها تمتلك آلة ردع قوية و متطوره. لكن غياب الرد الإيراني حتى اللحظة لايعتبر ضبط للنفس بل اعتراف ضمني بأن خيارات الرد محدودة جدا وأن كلفة التصعيد عالية النظام لا يستطيع المخاطرة بوجوده في ظل اختلال التوازن العسكري والتقني وانعدام الغطاء الدولي.

ما جرى يضرب في العمق هيبة النظام داخل إيران ويكشف لمواطنيه أنه عاجز عن حماية قادته ومراكز سلطته أما خارجيا فالحلفاء (حزب الله، الحوثي، وغيرهم) يرون هذه الضربات كتحذير صامت لهم بأنهم مكشوفون بنفس الطريقة وكما يبدو ان إسرائيل لم تضرب فقط جسد القيادة العسكرية بل وجهت رسالة حادة مفادها نعرف مواقعكم ومتى تكونون هناك ولن يمنعنا شيء من الوصول إليكم.

والأخطر من ذلك أن العملية تمت دون رد فعل دولي يُذكر ما يعني أن العالم فقد تعاطفه مع إيران، حتى ولو كانت الضربة من إسرائيل ما يعكس حالة عزلة استراتيجية غير مسبوقة ليس على طهران فقط بل على ما يسمى محور المقاومة لان ضربات بهذه القوة دون رد من طهران تهز عقيدة محور المقاومة بالكامل. فالصبر الاستراتيجي يبدو اليوم وكأنه عجز استراتيجي والكيانات التابعة لإيران بدأت تشك بقدرة المركز على حماية الأطراف ويبدو لي ان ايران لن ترد لأنها تعرف أن التصعيد الشامل يعني حربًا مباشرة مع إسرائيل وأمريكا وهي غير جاهزة لها لا عسكريًا ولا اقتصاديًا.

وايضا لأن الداخل الإيراني هش ورد عنيف قد يؤدي إلى انفجار داخلي بدلًا من توحيد الصفوف، ولأن النظام الحالي مصمم على البقاء بأي ثمن ولو تطلّب ذلك ابتلاع الإهانات الضربة الإسرائيلية ليست مجرد عمل عسكري بل زلزال سياسي واستراتيجي للنظام الإيراني وهي بداية فصل جديد في العلاقة بين إسرائيل وإيران، فصل قد يكتب بلا معارك كبرى ولكن بانهيارات صامتة… من الداخل.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد