مايا الحديبي :
للتو عدت من جولة في بعض شوارع صنعاء , شملت السائلة والتحرير وشارع جمال والقاع حتى الدائري.
الجولة المحمدية كانت سيرا على الاقدام , صادفت خلالها كالعادة مايدمي القلوب من الحالات الانسانية الفقيرة.
عجائز يفترض ان يكونوا في منازلهم في انتظار صلاة الظهر ومن ثم لقاء ابناءهم وبناتهم واحفادهم القادمين لزيارتهم.
اطفال مع اباءهم وامهاتهم يتوسلون العابرين مايسد رمقهم ويلبي ابسط حاجاتهم اليومية.
امراض يفترشون الشوارع وعاهات مكانها المستشفى او المنزل , لكنها صارت مصدرا لاستعطاف الناس ومصدر للعيش.
امام هذا الحال العام المزري , الى جانب حالة فوضى السير والاصوات المزعجة والمسلحين , تمر امامك بين وقت واخر سيارات مطلية باللون الاخضر وعليها مايكروفونات , تصدح بالاناشيد والخطب والزوامل على اساس انها مظاهر ترحيب واحتفال بمناسبة المولد النبوي.
اعلام خضراء تنتشر في الشوارع والحارات وعلى بعض السيارات التي يتباهى من عليها بما يسوقونه من بضاعة مذهبية وزوامل تساعد على فتاح نخرهم.
كل شي يحسسك بأنك في الضاحية الجنوبية لبيروت المسيطر عليها من قبل حزب الرب اللبناني , وينقلك الى اجواءها , لولا الوجوه المكفهرة والمشوهة والملابس المتسخة والغريبة والقمائم المنتشرة التي تعيدك الى واقعك , وانك في صنعاء ولست هناك حيث جمال الارض والانسان.
كم نحن بحاجة الى جو مختلف ومظاهر حياة تليق ببشر واوضاع نشعر معها اننا من خلق الله… كم صارت صنعاء مدينة طاردة ومتسخة , ويشعرنا هؤلاء القوم بالخصومة معها !